برشلونة يقود حملة تغيير لإعادة ترتيب بيته الداخلي

الفريق الكتالوني يقاضي نائب رئيسه السابق إيميلي روسود لاتهامه إدارة النادي بالفساد.
الأربعاء 2020/04/15
ابتسامة الانتصار المؤقت

بات تركيز برشلونة الإسباني منصبّا على القيام بتغييرات شاملة صُلب إدارة الفريق بعد الفراغ الذي تركه الأعضاء المستقيلون الأسبوع الماضي، في وقت أكد فيه النادي الكتالوني الثلاثاء أنه سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق إيميلي روسود الذي اتهم الإدارة الحالية بالفساد.

برشلونة - مهّدت موجة الاستقالات الجماعية التي ضربت فريق برشلونة الأسبوع الماضي الطريق أمام حملة تغييرات واسعة الهدف منها إعادة ترتيب البيت الداخلي للنادي.

وأعلن حامل لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني الثلاثاء، أنه شرع في القيام بالتغييرات اللازمة لسدّ الفراغ الذي تركه الأعضاء المستقيلون، وأنّ الأمر لن يتوقف عند هذا الحد.

واستقال نائبان للرئيس، من أصل أربعة، وهما إيميلي روسود وإنريكي تومباس ضمن المستقيلين في خطاب للمشجعين نشرته وسائل الإعلام الإسبانية الجمعة الماضي. كما استقال المدراء الأربعة سيلفيو إيلياس وجوزيب بونت وجوردي كالساميليا وماريا تيكسيدور.

ويرى محللون أن هذه الاستقالات لم يكن لها مفعول قويّ على إدارة النادي التي أبدت تماسكا سمح لرئيس الفريق جوسيب ماريا بارتوميو بالنظر في إعادة توزيع الأدوار وترتيب الأمور وفق الصيغة التي يراها مناسبة.

تعامل مفضوح

انتقد المستقيلون تعامل النادي مع فضيحة تتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي وعبّروا عن شكوكهم في قدرة مجلس الإدارة الحالي على مواجهة تداعيات أزمة جائحة فايروس كورونا التي تراجعت بسببها إيرادات النادي كثيرا وأدت إلى تخفيض أجور اللاعبين بواقع 70 في المئة.

وقال برشلونة إن مجلس الإدارة وافق على تعيين جوردي موش وباو فيلانوفا وأوريول توماس كنواب للرئيس في إدارات مختلفة إلى جانب مارتا بلانا كأمينة عامة للمجلس وديفيد بيلفر كأمين صندوق.

وجاء في بيان للنادي الكتالوني “سيكون خافيير بورداس المدير المسؤول عن الفريق الأول لكرة القدم، بينما سيتولى تشابيير فيلاجوانا مسؤولية الفريق الثاني في برشلونة وفرق الشباب وكرة القدم للسيدات”.

وأضاف أنه سيقيم دعوى قضائية ضد روسود نائب الرئيس المستقيل بسبب “إلحاق ضرر خطير بصورة المؤسسة”.

وأكد برشلونة أيضا أن جوان بليد، المسؤول عن فرق كرة السلة، سيتولى إدارة لجنة المراقبة والشفافية بالنادي.

وطلب المسؤولون المستقيلون من بارتوميو الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة وعبروا عن “عدم رضاهم” بخصوص استعانة النادي بطرف ثالث (وهي مؤسسة آي 3 فينشرز) في وقت سابق العام الحالي لمراقبة ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي عن برشلونة.

ونفى بارتوميو اتهامات تحدثت عن إطلاق الشركة حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف الإساءة إلى أي من المرشحين المقبلين للرئاسة ولاعبين سابقين وحاليين للفريق، لكنه أقرّ بتعاقد النادي مع هذه المؤسسة التي نفت بدورها ارتكاب أيّ مخالفة.

وأعلن برشلونة الثلاثاء أنه سيتخذ إجراءات قانونية بحق نائب رئيسه السابق إميلي روسود الذي اتهم الإدارة الحالية بالفساد.

Thumbnail

وكان برشلونة نفى بشدة الأسبوع الماضي اتهامات روسود، أحد ستة أعضاء قدموا استقالتهم من مجلس الإدارة، الموجهة ضد مسؤولين ارتكبوا ممارسات فاسدة.

وجاء في بيان برشلونة “في مواجهة مزاعم خطيرة قدّمها السيد إميلي روسود.. ينفي مجلس الإدارة بشكل قاطع أي عمل يمكن وصفه بالفساد واتفق على تقديم الملاحقات الجزائية وفقا لذلك”.

وتابع “لا يمكن لبرشلونة التسامح مع ادعاءات خطيرة تشوّه صورة المؤسسة. الإجراء الجزائي الذي سيتخذ هو للدفاع عن شرف النادي وموظفيه. الوجود المستمر للتدقيق سيضع حدّا لهذا الأمر”.

ووجد النادي نفسه في فبراير الماضي في خضم فضيحة بعد تقارير صحافية عن قيام شركة علاقات عامة يستخدمها، بتوجيه انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاعبين حاليين وسابقين، على غرار الأرجنتيني ليونيل ميسي وجيرار بيكيه والمدرب السابق بيب غوارديولا، إضافة إلى مرشحين لانتخابات رئاسة النادي المقّررة أساسا في العام المقبل، والوقوف خلف حملة عبر هذه المواقع لتلميع صورة الرئيس الحالي.

وأعلن النادي في أعقاب هذه الفضيحة التي اصطلح على تسميتها “برساغايت”، فسخ التعاقد مع شركة العلاقات العامة “آي 3 فنتشورز”.

ودافع بارتوميو عن نفسه في وجه الاتهامات التي طالته، فنفى بشكل قاطع قيام النادي بعملية تهدف إلى توجيه انتقادات إلى أشخاص أو منظمات عبر منصات التواصل الاجتماعي، موضحا أنّ التعاقد مع الشركة كان فقط من أجل تتبع ما يكتب عن النادي عبر هذه المواقع.

وأشار روسود في برنامج إذاعي “إذا كشف لنا المدققون أن تكلفة هذه الخدمات تبلغ 100 ألف يورو ودفعنا مليونا، فهذا يعني أن أحدهم وضع يده في الصندوق”، في تلميح إلى وجود شكوك لدى الأعضاء المستقيلين بشبهات اختلاسات مالية. وأضاف برشلونة في بيانه الاثنين أن التدقيق بهذا الشأن من قبل شركة “بي.دبليو.سي” العالمية تعرض للإبطاء بسبب جائحة كورونا.

في وجه العاصفة

Thumbnail

كان بارتوميو قد عيّن روسود الذي يملك شركة للطاقة، نائبا له في يناير، وكان مرشحا قويا لخلافته في منصبه العام المقبل، نظرا إلى عدم تمكن بارتوميو من الترشح لولاية جديدة. وشهد فريق كرة القدم عدة أزمات في الأشهر الماضية، أبرزها هجوم ميسي، أفضل لاعب في العالم 6 مرات، على المدير الرياضي الفرنسي إريك أبيدال الذي انتقد اللاعبين لعدم الوقوف إلى جانب المدرب المقال إرنستو فالفيردي قبل التعاقد مع كيكي سيتيين.

كما يعيب ميسي على إدارة فريقه عدم قيامها بجهود كافية لاستعادة البرازيلي نيمار من باريس سان جرمان الفرنسي، برغم إعلان نجم الهجوم رغبته الصريحة بالعودة.

كما عاد ميسي إلى انتقاد إدارته خلال أزمة كورونا الحالية، معتبرا أنها ألمحت إلى عدم رغبة اللاعبين بتخفيض رواتبهم بنسبة 70 في المئة دعما لمسيرة النادي، وهو ما أشعل غضب النجم الأرجنتيني ورفاقه المتضامنين معه. ومن جهته، أطلق المرشّح على مقعد الرئاسة فيكتور فونت كلاما ناريا بحق الإدارة الحالية، وقال في بيان “حذّرنا في العديد من المناسبات من عاصفة وشيكة ستضرب النادي.. الكل رأى في السابق حجم الخروق المؤسساتية في النادي والتصرفات غير المسؤولة”.

وتابع فونت القريب من لاعب وسط الفريق السابق تشافي هرنانديز، أحد المرشحين البارزين لتدريب فريق كرة القدم في المستقبل، “الكيان المعرض للخطر هو برشلونة نفسه.. نرى السياسة الرياضية الفاشلة وغير الموفقة وانهيار مجلس الإدارة، بالإضافة إلى نقص في الموارد الحالية بسبب هذا الوباء، وهو ما ينذر بخطر إفلاس اقتصادي سبقه إفلاس أخلاقي من طرف هذه الإدارة”.

23