صراع مناصب يعصف بأكبر أحزاب المعارضة في المغرب

الرباط – عاد شبح الانقسام ليخيم على أكبر أحزاب المعارضة في المغرب، بعد أن قرر عبداللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إقالة محمد أبودرار من مهامه كرئيس للكتلة النيابية للحزب في البرلمان، متهما إياه بإذكاء الصراعات في صفوف المناضلين.
وكلف وهبي النائب رشيد العبدي بالمهمة، وذلك بناء على ما قال إنها مجموعة من التصرفات الفردية غير المقبولة من طرف الرئيس السابق للكتلة البرلمانية، تهم التدبير اليومي والسياسي للتكتل بمجلس النواب.
واعتبر أبودرار أن ما قام به الأمين العام للحزب “إهانة كبيرة وأسلوب انتقامي” مشيرا إلى أن القرار خطأ جسيم لا يندرج مطلقا ضمن صلاحياته المؤطرة بالنظامين الأساسي والداخلي للحزب.
وقالت مصادر إن أسباب إقالة أبودرار تأتي على خلفية تدخل بعض قيادات من الحزب المنافس التجمع الوطني للأحرار (أغلبية) في شؤون تكتل نواب الأصالة والمعاصرة كمحاولة لاستقطابهم، ما قد يؤثر سلبا على السير العادي لعمل الكتلة النيابية داخل البرلمان.
وعلقت قيادات حزبية بالتجمع الوطني للأحرار في تصريح لـ”العرب”، “ليس لدينا أية نية لاستقطاب كوادر الحزب المعارض”، مؤكدين أن حزبهم منهمك حاليا في جهود مواجهة تداعيات فايروس كورونا ويترفع عن الدخول في المزايدات السياسية.
وقال عبداللطيف الغلبزوري، الأمين العام الجهوي للحزب، في تصريح لـ”العرب”، إن “رئيس الأصالة والمعاصرة يملك كل مبررات الإقالة كما أن الأغلبية الساحقة من النواب متفقون على إعادة اختيار رئيس آخر للكتلة النيابية وهو ما وقع”.
ويتوقع مراقبون عودة الصراع بين مكونات الحزب، ما يشبه ما وقع قبل سنة، عندما تعرض حزب الأصالة والمعاصرة إلى حالة انقسام نتيجة خلافات بين أمينه العام السابق، حكيم بنشماش، وقيادات عارضت استمراره على رأس الحزب وعلى رأسهم الأمين العام الحالي عبداللطيف وهبي.
ويعتبر أبودرار من الموالين للأمين العام السابق حكيم بنشماش، فيما تقول مصادر إنه عمل من موقعه على خلق نوع من التشويش داخل التكتل النيابي في ذروة الصراع وأراد الاستفراد بالتسيير وعدم الانصياع لقرارات الحزب، كما كان من أبرز المعارضين لتولي وهبي رئاسة الحزب.
ورجحت مصادر أن يقدم أبودرار استقالته من ترؤّس الكتلة البرلمانية قبل عرض قرار إقالته على المجلس التأديبي خلال الأسابيع القادمة.