المعارضة تمنح أردوغان شهادة رسوب في اختبار كورونا

سوء إدارة حكومة العدالة والتنمية للأزمة يجعلها في مأزق، بعد تجاهلها دعوات رؤساء البلديات المعارضة في المدن الكبرى لفرض قيود أكثر صرامة لوقف انتشار كورونا.
الثلاثاء 2020/04/07
حزام سياسي هش

منحت المعارضة التركية شهادة سقوط لرجب طيب أردوغان في اختبار مكافحة وباء كورونا بعد أن أثبتت حكومة العدالة والتنمية سوء إدارتها للأزمة، والتي حاولت في جزء منها تحميلها إلى رؤساء البلديات وخاصة في العاصمة أنقرة وإسطنبول، والتي يسيطر عليها خصوم الرئيس الطامح إلى توسيع قبضته على السلطة مهما كانت التكاليف.

إسطنبول – صعدت أحزاب المعارضة التركية الاثنين، من انتقاداتها للحكومة وللرئيس رجب طيب أردوغان، والذي حاول تدارك ما فاته من سقطات خلال مراحل إدارة أزمة كورونا، التي باتت تضيق الخناق على الأتراك.

وبينما كان أردوغان يدير اجتماعا بأعضاء حكومته عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من قصر هوبر في إسطنبول، لمتابعة كيفية مواجهة الوباء، حذر زعيم المعارضة كمال كليشدار أوغلو من أزمة اقتصادية واجتماعية أعمق من التي تواجهها البلاد في ظل سياسات النظام.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد، قوله خلال تصريحات صحافية “قد تنجح تركيا من الناحية الصحية، إلا أنها ستفشل من الناحية الاقتصادية والاجتماعية”.

وأضاف كليشدار أوغلو “إذا استمر النظام السياسي في مفهومه الحالي سنواجه أزمة خطيرة وسنواجه أوضاعا مؤلمة في المستقبل”.

وتحاول المعارضة بين الفينة والأخرى فضح ممارسات أردوغان وخاصة مع تكميم أفواه المعارضة في كل مرة يطفو على السطح فشل الحكومة في إدارة أي أزمة.

غوركان غوفن أوزتان: أردوغان في أزمة لا يستطيع إلقاء اللوم فيها على عدو
غوركان غوفن أوزتان: أردوغان في أزمة لا يستطيع إلقاء اللوم فيها على عدو

ويؤكد مراقبون أن تنامي تحركات الأحزاب المعارضة لسياسات أردوغان، الذي أقحم بلاده في العديد من النزاعات، سيؤدي إلى تآكل قاعدة حزب العدالة والتنمية.

وأشاروا إلى أن مكافحة كورونا تعتبر اختبارا حقيقيا للحكومة التركية ومن الواضح أن المعارضة منحت الرئيس شهادة في عدم مقدرة السلطات على تجاوز الأزمة التي تعتبر في شق كبير منها سياسية كونها مرتبطة بالأمن القومي للدولة، التي تعاني من أزمات لا تنتهي بفضل سياسات أردوغان اللامسؤولة.

وتتناقض دعوات الحكومة لتوحيد الجبهة الداخلية في مواجهة انتشار كورونا وجعلها استجابة وطنية شاملة، مع تصرفاتها وطريقة تعاملها مع البلديات التي تسيطر عليها المعارضة لاسيما إسطنبول وأنقرة.

ونقل موقع أحوال تركية عن الأكاديمي بجامعة إسطنبول غوركان غوفن أوزتان تأكيده أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة تكذب دعوتها إلى استجابة وطنية لمكافحة انتشار كورونا لأنها تتعامل مع البلديات الرئيسية التي تسيطر عليها المعارضة كالأعداء.

ودعت الحكومة الأتراك مرارا إلى التوحد في ما تصفه بـ”النضال الوطني ضد مشكلة عالمية”.

وقال أوزتان في عموده بصحيفة بيرغون اليومية إنه منذ البداية تم تجاهل دعوات من رؤساء البلديات المعارضة في المدن الكبرى لفرض قيود أكثر صرامة لوقف انتشار كورونا.

وطالب عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، المنتمي لحزب كليشدار أوغلو لأسابيع بإغلاق شامل للمدينة، التي تعد الأكبر في البلاد بحوالي 20 في المئة من سكانها، ولكن لديها ما يقدر بنحو 60 في المئة من حالات الإصابة بفايروس كورونا المعروفة حتى الأسبوع الماضي.

لكن الحكومة امتنعت حتى الآن عن الإغلاق الكامل، وبدلا من ذلك فرضت حظر التجول على المسنين ومن يعانون من مشاكل صحية، ومن ثم على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا.

ويضيف أوزتان، لو كانت الحكومة استمعت إلى إمام أوغلو، فربما لم ينتشر المرض بهذه السرعة، ولم يرتفع عدد الوفيات لحد الذي بلغه. لكن حتى لو تمت الدعوة إلى الإغلاق الكامل، فسيكون الأوان قد فات بالفعل.

574 حالة وفاة جراء فايروس
574 حالة وفاة جراء فايروس 

وفي آخر تحديثات الإصابات في تركيا، أكد وزير الصحة فخرالدين قوجة، تسجيل أكثر من 27 ألف حالة إصابة مؤكدة، و574 حالة وفاة جراء فايروس كورونا منذ أن تم تشخيص الإصابة الأولى في 11 مارس الماضي.

وفي حين قدمت الحكومة حوافز بقيمة 15 مليار دولار للمتضررين من الفايروس، أعلنت بلديتا إسطنبول وأنقرة اللتان تسيطر عليهما المعارضة قد أعلنتا عن حملات تبرع لمساعدة الأتراك الأكثر احتياجا خلال الأزمة.

ولكن عندما أعلنت الحكومة عن حملتها الأسبوع الماضي، سارعت وزارة الداخلية إلى منع تلك الحملات مستندة إلى قانون يجعل المبادرات بيد الحكومة.

ويؤكد أوزتان إن أردوغان يواجه لأول مرة منذ توليه السلطة في 2002 أزمة لا يستطيع إلقاء اللوم فيها على عدو وهو في مشكلة أصلا.

ولفت إلى أنه ينبغي على المعارضة مواصلة الضغط للحصول على إجازة مدفوعة الأجر للعمال، مدعومة من الحكومة وإجراءات أخرى.

وكان منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة، والمنتمي لحزب الشعب، قد أعلن بالإضافة إلى حملة جمع التبرعات عن “حزمة حماية اقتصادية” للعاملين غير القادرين على الاستمرار في وظائفهم.

5