الصين تهرع لنجدة الجزائر في مواجهة كورونا

الجزائر- هرعت الصين لنجدة الجزائر في مواجهة فايروس كورونا المستجد عبر تقديم مساعدة تعبر عن عمق علاقاتها التاريخية مع أكبر دولة في أفريقيا.
وقبل أسبوع، هبطت في مطار الجزائر طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية قادمة من بكين وعلى متنها فريق طبي صيني. كما حملت الطائرة معدات وقاية وتحليل وأجهزة تنفس، بقيمة 420 ألف يورو.
وتلك هبة من شركة البناء الصينية العملاقة “سي أس سي إي سي” باسم الدولة الصينية. كما سيتم بناء مستشفى صغير لتوفير خدمات الوقاية ومكافحة انتشار فايروس كورونا المستجد لصالح نحو أربعة آلاف عامل صيني وخمسة آلاف جزائري، حسب وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.
ويشكل الصينيون أكبر جالية أجنبية في الجزائر، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف ومعظمهم من العاملين في مشاريع البناء الكبرى.
وأمام سرعة انتشار الوباء (986 حالة مؤكدة منها 83 حالة وفاة)، تقدمت الجزائر بطلب إلى الصين لشراء الملايين من الأقنعة و30 ألف عدّة فحص وملابس واقية ومعدات أخرى.
ويشير أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، إسماعيل دبّش في تصريحات صحافية إلى أن “الجزائر لها علاقات خاصة مع الصين تعود إلى فترة حرب التحرير (1954 – 1962)”.
وللمفارقات، فإن مقاطعة هوباي (وسط)، البؤرة الأولى لوباء “كوفيد – 19″، كانت في طليعة التعاون الطبي مع الجزائر.
ومنذ عام 1963، عمل أكثر من ثلاثة آلاف طبيب صيني مجاناً في الجزائر، في إطار بعثة طبية دائمة، من التوليد وأمراض النساء إلى الطب التقليدي مرورا بالجراحة، وفقا لوزارة الصحة الجزائرية.
لكن التعاون الصيني الجزائري يتجاوز الآن المساعدات الإنسانية. فالصين تحتفظ بمركز أول دولة مورّدة للجزائر بصادرات بلغت قيمتها 517 مليون يورو في شهر يناير 2020 (أي أكثر من 18 في المئة من الواردات الجزائرية)، قبل إيطاليا وفرنسا، بحسب المديرية العامة للجمارك.
وفي سبتمبر 2018، انضمت الجزائر إلى “طريق الحرير الجديدة”، والصينيون مهتمون بمشروع الميناء الاستراتيجي في شرشال (غرب الجزائر) المتوقف حاليا. كما استثمروا في السنوات الأخيرة في مصافي النفط وشيدوا الطرق والسكك الحديدية في الجزائر.
ويرى دبّش أن “معظم الدول الأفريقية تجد أن الاستثمارات الصينية أكثر ربحية وفعالية لأن تكلفة الخبرة الصينية أرخص”.