"الدعاء الإلكتروني" كل ما يستطيعه أتراك زمن أردوغان

جمع التبرعات في تركيا حلال على حزب العدالة فقط، بعد منع وزارة الداخلية حملة التبرعات التي أطلقتها البلديات المعارضة.
السبت 2020/04/04
"لا تحترموا ذلك الذي يقدم نفسه كرئيس للجمهورية ويطلب منكم المال"

مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا يفعلون كل ما في وسعهم لكسر التعتيم الإعلامي الذي تفرضه السلطات في تركيا مُتَحدّين التضييق والاعتقال.

أنقرة - تصدر هاشتاغ #ALLAHBELANIZIVERSIN، ويعني “الله ينتقم منك”، موقع تويتر في تركيا.

والهاشتاغ موجه ضد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بعد قراره تجميد التبرعات التي أطلقها رؤساء بلديات من حزب الشعب الجمهوري المعارض لمجابهة انتشار فايروس كورونا.

وكان البرلماني التركي المستقل، جيهانكير إسلام، انتقد التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية خلال لقاء تلفزيوني بشأن تجميد حملة التبرعات التي أطلقتها بلديات أنقرة وإسطنبول وإزمير من أجل دعم المتضررين من فايروس كورونا المستجد قائلا “الله ينتقم منك!”.

وقد وجّه إسلام، النائب الذي استقال من صفوف حزب السعادة، انتقادات لاذعة إلى صويلو عبر تويتر، قائلا “بعدما استمعت إلى تصريحات صويلو بشأن منع حملة التبرعات التي أطلقتها البلديات المعارضة أقول كإنسان وطبيب وسياسي: الله ينتقم منك!”.

وكانت بلديات أنقرة وإسطنبول وإزمير أطلقت حملات تبرع واسعة لمساعدة المصابين بفايروس كورونا وعائلاتهم، إضافة إلى العائلات الفقيرة المتضررة من الإغلاق الحكومي شبه الشامل.

لكن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمرت وزارة الداخلية بتوقيف عمليات جمع التبرع تلك، وهو ما أعلنه وزير الداخلية خلال برنامج تلفزيوني ليل الخميس.

وكان صويلو قد استشهد خلال مشاركته في بث مباشر بتصريحات الرئيس أردوغان الذي قال “لن نسمح بتشكيل دولة داخل دولة”.

وزعم أردوغان أن التبرعات التي أطلقها رؤساء بلديات ينتمون إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض، تمت بدون موافقة رسمية من الجهات المختصة.

وانتقد المغني التركي الشهير، جوكهان أوزوغوز، تدخل الوزير.

وكتب مغردا:

وقالت صحيفة “زمان” التركية إن “بلدية شانلي أورفا، التي يديرها عمدة عن حزب العدالة والتنمية تجمع التبرعات من المواطنين في حملة خاصة بها، دون أن تواجه أي مضايقات من الحكومة”.

وجاء في صحيفة معارضة أخرى أن الصحافي والبرلماني السابق عن حزب الشعب الجمهوري باريش ياركاداش، نشر تغريدة كشف فيها أن التبرعات التي كانت تجمعها بلديات حزب الشعب الجمهوري كانت أيضا قانونية لكن تمت عرقلتها.

وغرد أحمد داود أوغلو، المعارض لأردوغان، “شعبنا محب للتضحية، لا يتكاسل عند الحاجة لكن دول العالم تقوم بتوزيع الأموال على مواطنيها، بينما نحن نجمع من المواطنين التبرعات، ألا ترون أن هناك شيئا غير

 طبيعي؟”. وانتقدت رئيسة حزب الخير القومي الرئيس التركي بقولها “في الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن يقدم الرئيس مساعدات للفقراء، وجدناه يقول لنا تبرعوا بالأموال للحساب رقم كذا وكذا”.

وفي السياق ذاته دعت أردوغان إلى التبرع بالطائرة التي وصفتها بـ”الفاخرة” والتي حصل عليها هدية من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. والطائرة الفاخرة من طراز بوينغ  8-747 ويبلغ ثمنها 400 مليون دولار ووصفت بـ”القصر الطائر”.

نائب لأردوغان: "الله ينتقم منك!"
نائب لأردوغان: "الله ينتقم منك!"

وواجه أردوغان في وقت سابق هذا الأسبوع انتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أعلن عن تخصيص حساب بنكي لتلقي التبرعات من المواطنين لمواجهة الوباء، واعتبر مستخدمو مواقع التواصل أن الحكومة عليها مساعدة مواطنيها وليس العكس.

ونشر مغردون الآلاف من التغريدات ضمن هاشتاغ #zırnıkyok الذي يعني “ولا قرش”.

كانت التغريدة الأكثر تداولا “لا تحترموا ذلك الذي يقدم نفسه كرئيس للجمهورية ويطلب منك المال”.

والتغريدة نشرها أولا طالب في كلية الفنون الجميلة بجامعة دوكوز إيلول، يدعى عطا إجا جاكيل، وأكد مغردون أنه تم اعتقاله بسبب تغريدته فجر الثلاثاء.

في سياق آخر، تستمر موجة من الاعتقالات في تركيا ضد من يشاركون أي تغريدات تتعلق بفايروس كورونا على وسائل التواصل الاجتماعي في ظل حالة عدم الثقة في التصريحات الحكومية بشأن عدد حالات الإصابات والوفيات بالفايروس في تركيا.

وكشف ستيفن كوك، الباحث الأميركي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية، لموقع “أحوال” أن التعتيم هو ثمرة من ثمار نظام تركي لا يقبل النقد ويرفض الاستماع إلى الحقيقة، إضافة إلى المجتمع المدني الذي تم سحقه.

من جانبها، أوقفت السلطات التركية أكثر من 500 شخص لاتهامهم بـ”الاستفزاز” عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركتهم منشورات“لا أساس لها حول فايروس كورونا”، كما أعلن وزير الداخلية سليمان صويلو.

19