ترامب يدعو حكومة كابول لضمان أمنها تمهيدا لسحب قواته

الإدارة الأميركية تحاول طمأنة الحلفاء الأفغان بأنها لن تتخلى عنهم على الرغم من عزمها مغادرة البلاد.
السبت 2020/03/07
وضع أمني هش

واشنطن - طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، احتمال أن يستعيد متمرّدو حركة طالبان المتطرفة الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

وقال ترامب إنه “لا يُفترض أن يحصل ذلك، لكن هذا يبقى احتمالا”.

وأكد ترامب من البيت الأبيض أنه يتعين على الدول أن “تتولى مسؤولية نفسها”، معتبراً أنه في نهاية المطاف على الحكومة الأفغانية ضمان أمنها بنفسها.

وأضاف الرئيس الجمهوري أنه “لا يمكننا أن نبقى هناك خلال الأعوام العشرين القادمة، لا يمكن أن نمسك بيد أحدهم إلى الأبد’’.

ويأتي حديث الرئيس الأميركي بالرغم من تجدد هجمات المتمردين التي تستهدف القوات الحكومية الأفغانية، بالإضافة إلى رفضهم التفاوض مع حكومة كابول قبل إطلاق سراح أسراهم.

ويرى متابعون أن ساكن البيت الأبيض يهيّئ حكومة الرئيس أشرف غني لكل السيناريوهات المحتملة بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، حيث من المفترض أن تُحاول الحركة المتطرفة العودة إلى الحكم.

وتحاول إدارة ترامب في الوقت ذاته طمأنة حلفائها الأفغان بأنها لن تتخلى عنهم بالرغم من عزمها مغادرة أراضيهم، وإبلاغهم بأنها قادرة حتى الآن على ردع المتمردين حيث ردت الولايات المتحدة الأربعاء على هجمات لطالبان بقصف قيادات تابعة للحركة المتمردة في أول تحرك للأميركيين منذ توقيع الاتفاق التاريخي في العاصمة القطرية السبت الماضي.

دونالد ترامب: لا يمكننا البقاء في أفغانستان خلال الأعوام العشرين المقبلة
دونالد ترامب: لا يمكننا البقاء في أفغانستان خلال الأعوام العشرين المقبلة

وينص الاتفاق الموقع بين واشنطن وطالبان في الدوحة على فتح المجال أمام انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهراً شرط التزام طالبان بتعهداتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب والحوار الأفغاني الداخلي.

ومنذ توقيع هذا الاتفاق تتباهى قيادات الحركة المتطرفة بـ”انتصار” على الولايات المتحدة.

وبعد أسبوع من “خفض العنف” الذي تم الالتزام به بوجه عام، وفرضته واشنطن كشرط مسبق لتوقيع الاتفاق، استأنفت طالبان هجماتها ضد القوات الأفغانية.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس، أن “تجدد” العنف هذا “غير مقبول”. ويثير تدهور الوضع المخاوف حيال مفاوضات السلام المباشرة وغير المسبوقة بين المتمردين والحكومة الأفغانية المقرر أن تبدأ في 10 مارس.

وقال بومبيو “يجب أن يتم خفض العنف فوراً حتى تمضي عملية السلام قدماً”.

وترغب الولايات المتحدة في استعجال عملية مغادرة قواتها للبلد الآسيوي للتفرغ للتهديدات الإيرانية والروسية والصينية.

وبالرغم من حديثهم عن تقديم ضمانات أمنية لواشنطن تقضي بعدم استهداف القوات الأفغانية والمدنيين، إلا أن هجمات طالبان متواصلة بالتوازي مع هجمات أخرى وهو ما يؤكد أن دوامة العنف لم تنته بعد في أفغانستان.

وهاجم مسلحون الجمعة، احتفالية في العاصمة كابول كان يحضرها الزعيم السياسي البارز عبدالله عبدالله، لكنه تمكن من الخروج من المكان دون أن يصاب بأذى.

وقال مسؤولون أفغان إن الهجوم أسفر عن سقوط قتيلين وإصابة 18 شخصا.

وهذا أول هجوم كبير يقع في العاصمة منذ إبرام اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة لانسحاب القوات الأجنبية من البلاد. ونفت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومساء الجمعة، أعلنت وكالة أعماق الناطقة باسم تنظيم الدولة الإسلامية تبني داعش لهذا الهجوم.

وقال فريدون خوازون المتحدث باسم عبدالله، والذي كان موجودا أيضا وقت الهجوم، في تصريحات صحافية “بدأ الهجوم بدوي صاروخ سقط في المنطقة على ما يبدو، ونجا عبدالله وساسة آخرون”.

وقالت حركة طالبان في بيان إنها غير ضالعة في الهجوم الذي استهدف احتفالية أقيمت في ذكرى وفاة عبدالعلي مزاري، وهو أحد شيوخ أقلية الهزارة وقُتل في 1995 بعدما أسره متشددون.

وعرضت قناة طلوع الإخبارية بثا مباشرا يظهر أناسا يهرولون للاحتماء من الرصاص الذي كان يتردد صداه. وكتب أشرف غني في تغريدة على تويتر إن الهجوم “جريمة ضد الإنسانية وضد وحدة أفغانستان الوطنية”.

وأضاف أنه اتصل هاتفيا بعبدالله، منافسه السياسي الذي طعن في إعلان أصدرته مفوضية الانتخابات في الشهر الماضي بفوز غني في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في سبتمبر. وسقط عدد من القتلى في هجوم مماثل استهدف الذكرى نفسها العام الماضي ونفذته جماعة سنية متشددة في أفغانستان. وقال مسؤول أمن غربي كبير إن جميع نقاط التفتيش في كابول في حالة تأهب قصوى.

وأضاف “من السابق لأوانه الإدلاء بتصريحات لكن نكثف الأمن في الوقت الراهن”.

5