مشهد مرتبك في ماليزيا بعد استقالة مهاتير

مهاتير يقترح تشكيل حكومة موحدة دون ولاء لحزب سياسي في وقت تعاني فيه ماليزيا من انكماش اقتصادي وتأثير فايروس كورونا.
الخميس 2020/02/27
مهاتير محمد يأمل في العودة إلى رئاسة الوزراء

كوالالمبور – قدم مهاتير محمد وأنور إبراهيم، الخصمان السياسيان منذ عقود في ماليزيا، طلب قيادة البلاد، الأربعاء، بعد الاضطرابات التي فجرتها استقالة مهاتير المفاجئة.

وعقب استقالته المفاجئة التي أرجعها متابعون إلى خيبة الأمل التي مني بها خلال قمة كوالالمبور الإسلامية التي أراد أن تخفي التجاذبات السياسية داخل بلده يأمل مهاتير محمد في العودة إلى رئاسة الوزراء.

ولم يكن هناك إجماع بين الدول ذات الغالبية المسلمة على المشاركة في تلك القمة، باعتبار أن نواياها لا تهدف إلا إلى ضرب تحرّكات السعودية بتحريض من تركيا وقطر، وكذلك إلى تحقيق مكاسب سياسية لمهاتير وائتلافه والتمكّن من الصمود لمزيد من الوقت. وبعد انتهاء الجدل الذي دار حول القمة ظهرت حدّة الخلافات السياسية الداخلية في ماليزيا.

وشكّل النزاع بين مهاتير، أكبر شخصية سياسية في العالم (94 عاما)، وأنور (72 عاما)، اللذين شكلا حلفا مفاجئا للفوز في انتخابات 2018، معالم الحياة السياسية في ماليزيا على مدار أكثر من عقدين وهو محور لأحدث أزمة تشهدها البلاد.

واقترح مهاتير تشكيل حكومة موحدة دون ولاء لحزب سياسي في وقت تعاني فيه ماليزيا من انكماش اقتصادي وتأثير فايروس كورونا.

وقال مهاتير “يجب تنحية السياسة والأحزاب جانبا في الوقت الحالي… أقترح حكومة ليست موالية لأي حزب، وإنما تعطي الأولوية لمصالح الدولة”.

وقال أنور في وقت لاحق إنه يعارض تشكيل “حكومة في الظل” وإن ثلاثة أحزاب من ائتلاف باكاتان الحاكم سابقا اقترحت اسمه على الملك لمنصب رئيس الوزراء. وأضاف “ننتظر قرار الملك”. وفي محاولة لحل الأزمة، يلتقي السلطان عبدالله بجميع أعضاء البرلمان المنتخبين وعددهم 222 على مدار يومين.

وقال النواب الذين حضروا الاجتماعات إنه طُلب منهم تحديد من يفضلونه رئيسا للوزراء أو ما إذا كانوا يريدون انتخابات جديدة. ويسيطر حزب أنور، وهو حزب عدالة الشعب، على 39 مقعدا في البرلمان وقد يمنحه الشركاء في التحالف 62 صوتا آخر.

وأبدى بعض الساسة دعمهم العلني لبقاء مهاتير في المنصب، ولكن لم يتضح بعد إن كان عدد كاف منهم سيدعمه.

ومن شأن تشكيل حكومة تضم مختلف الانتماءات الحزبية أن يمنح مهاتير سلطة أكبر مما حظي به خلال رئاسته للوزراء في المرة الأولى من عام 1981 حتى تقاعده في عام 2003، لكن يستبعد مراقبون ذهاب مكونات المشهد السياسي الحالي في ماليزيا في هذا الاتجاه بعد انتقادهم لخيارات مهاتير خاصة منها ميله للتحالف مع قطر وتركيا.

وتجسدت ملامح هذا الولاء خلال استضافة كوالالمبور للقمة الإسلامية التي حاولت من خلالها أنقرة تطويق تحركات السعودية.

ولا يُستبعد أن يتم حل البرلمان والتوجه نحو انتخابات برلمانية حيث قالت أربعة أحزاب إنها أخبرت الملك بأنها تريد إجراء انتخابات جديدة.

5