ضحكة رنانة مع كل قذيفة.. آلية للمواجهة في سوريا

إدلب (سوريا) - أعاد مقطع فيديو مؤثر متداول على مواقع التواصل الاجتماعي إلقاء الضوء على معاناة الأطفال السوريين.
ويبدو في المقطع رجل سوري يحاول طمأنة طفلته سلوى، البالغة من العمر 4 أعوام، بطريقة غريبة، حيث ابتكر لعبة تعتمد على الضحك كلّما سمعا صوت قذيفة في ظل القصف على قرى ريف إدلب شمال غربي البلاد.
والطريقة المبتكرة من السوري الذي يدعى عبدالله محمد الذي نزح مؤخراً إلى مدينة سرمدا في محافظة إدلب للحفاظ على أرواح أسرته، وفق مغرّدين هي لتجنيب طفلته مخاطر إصابتها بصدمات نفسية جراء الأصوات العنيفة للقذائف والطائرات.
في مقطع الفيديو تطلق الطفلة سلوى ضحكات بصوت مرتفع حينما تسمع دويّ انفجارات، ظناً منها أنها ألعاب.
واتفق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على أن مقطع الفيديو “يكسر القلب”.
وفي وقت أثنى فيه بعضهم على أسلوب الأب، طالب آخرون بإنهاء الحرب في أسرع وقت.
وأعادت حسابات صحف عالمية على مواقع التواصل الاجتماعي نشر مقطع الفيديو الذي حظي بمشاهدات قياسية.
وكتبت معلقة:
LAQ2011@
الفيديو مؤلم وحزين في أبعاد تحويل الواقع المهدد لأمن وحياة الإنسان إلى استنساخ متعة حماس تصنيف الأصوات حتى وإن كانت قذيفة قد تسرق آخر ضحكة لهذه الطفلة ووالدها الذي تمكن من تحويل واقع طفلته إلى طريقة يمكن بها حماية فكر ومشاعر امرأة قد تعيش في المستقبل.
واعتبرت مغردة:
Candace Lourie@
تقنيات البقاء على قيد الحياة وآليات المواجهة تأتي في أشكال مختلفة مثل طاقة العقل. لا أستطيع أن أتخيل تربية بناتي في مثل هذه البيئة. الحمد لله على أنهن لم يضطررن لتجربة ذلك. أتمنى المزيد من القوة لهذا الأب وعائلته. آمل أن تنتهي هذه “اللعبة” قريبًا.
وطريقة الرجل استحضرت للأذهان الفيلم الإيطالي “الحياة جميلة”، الذي يحكي قصة أب يهودي وابنه، اقتيدا إلى معسكرات الاعتقال إبان الحرب العالمية الثانية.
ويحكي الفيلم، الذي عُرض لأول مرة عام 1997، أن الأب كان يوهم ابنه بأن الحرب “لعبة”، وووعده في الفيلم بمنحه “دبابة” كجائزة إذا ما اختتم اللعبة بنجاح.
ويعاني الأطفال السوريون بشكل عام من آثار نفسية جراء اللجوء والنزوح، لكن الأكثر تأثرا منهم أولئك الذين يعيشون في مناطق تتعرض بشكل مستمر للقصف.
وخلصت دراسة أعدها “مركز دمشق للأبحاث والدراسات مداد”، إلى أن “معظم الأطفال والمراهقين السوريين يعانون أمراضاً نفسية نتيجة الحرب”.
أظهرت النتائج أن 40 في المئة من أفراد العيّنة التي شملتها الدراسة يعانون من اضطرابات القلق بأشكالها المختلفة، و18 في المئة يعانون من الاكتئاب، فيما يعاني 42 في المئة من متلازمات وأعراض نفسية متنوعة،
ولم يفلح تداول مقاطع فيديو وصور محزنة عن واقع الأطفال اليومي على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية الحرب السورية في إيقاف معاناتهم. التي بقيت تجذب عددا قياسيا من المشاهدات فقط.