كبار أوروبا يستعدون لمواجهات ساخنة بدوري الأبطال

يتزايد رهان الأندية الكبرى المشاركة في دوري أبطال أوروبا على توفير طاقة إضافية تسمح لها بكسب جولة الذهاب وتحقيق أسبقية معنوية في النتيجة تعزز عبورها إلى الدور ثمن النهائي، فيما ستكون عدسات الكاميرات مركزة على العناصر الجديدة التي سيحفل بها دور الـ16 من المسابقة القارية والذي ينطلق الأسبوع المقبل.
لندن – تستعد الفرق الأوروبية الكبرى لخوض جولة جديدة من دوري أبطال أوروبا مع انطلاق منافسات الدور ثمن النهائي الثلاثاء المقبل، وسط توقعات بأن يكون الصراع مركّزا على فرق بعينها يراودها الحلم ببلوغ النهائي والظفر باللقب هذا العام، فيما تجد فرق أخرى نفسها منقسمة بين المنافسة المحلية (الدوري والكأس) والمسابقة الأوروبية مما يُضعف رهانها على اللقب هذا الموسم.
وكشفت قرعة الدور ثمن النهائي، التي أجريت في وقت سابق بمدينة نيون السويسرية، عن مواجهات ساخنة لكبار أوروبا تتخلّلها مباراتا قمة لكل من ريال مدريد الإسباني (13 لقبا) وليفربول الإنجليزي حامل اللقب في الموسم الماضي.
واصطدم ريال مدريد صاحب الرقم القياسي في الفوز بالبطولة بمانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي في المواسم الثلاثة الأخيرة والطامح إلى تركيز اهتمامه هذا العام على المسابقة القارية، فيما يلاقي ليفربول حامل اللقب أتلتيكو مدريد الإسباني الساعي بدوره إلى لملمة جراحه محليا والتركيز على المنافسة القارية.
صدامات قوية
من بين الصدامات القوية أيضا لقاء قمة بين بايرن ميونخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي، بينما يخوض باريس سان جرمان مواجهة صعبة أمام بوروسيا دورتموند العائد بقوة هذا العام إلى المسابقة القارية الثلاثاء 18 فبراير الحالي.
وحملت القرعة أيضا مواجهة سهلة نسبيا بالنسبة إلى برشلونة، حيث يواجه نابولي الإيطالي العائد بدوره إلى الساحة العالمية و”العنيد” على أرضه وأمام جماهيره، وكذلك الحال بالنسبة إلى يوفنتوس الذي يلتقي ليون الفرنسي.
وفي مباراتين متكافئتين يلعب فالنسيا الإسباني مع أتالانتا الإيطالي وتوتنهام الإنجليزي مع لايبزيغ الألماني.
رغم المشاكل العديدة التي يعيشها برشلونة، إلا أن الفريق الكتالوني يعول كثيرا على تعاقده الأخير مع فرانشيسكو ترينكاو ليكون له طوق النجاة
ورغم الإقرار بتكافؤ الفرص في المواجهة بين الفرق الأربعة الأخيرة، إلا أن جوزيه مورينيو بدا أكثر تحمّسا لمواجهة لايبزيغ. وشوهد “السبيشل وان” في ملعب “أليانز أرينا” مؤخرا وهو يُتابع لقاء الفريق أمام بايرن ميونخ. وأكد مورينيو أن “الأمر مهم للغاية بالنسبة إليّ، حيث يتيح لي مشاهدة التفاصيل الصغيرة، ومن بينها عمليات الإحماء وما يقوم به كل لاعب بشكل فردي، وهي أمور لا يمكن متابعتها من التلفزيون”.
ويرى محللون رياضيون أن دخول المسابقة في مرحلة الإقصاء يفرض على جميع الفرق استعدادا مضاعفا وخصوصا تلك المراهنة على الذهاب بعيدا في المسابقة، فيما يتزايد الضغط على فرق الصدارة في الدوريات المحلية باعتبار أنها مطالبة بخوض الصراع على أكثر من جبهة.
وكان مدرب ليفربول يورغن كلوب واضحا حين أقر بأن فريقه مستعد للمواجهة على الجبهتين المحلية والقارية. وقال كلوب في تصريحات سابقة “نعرف الجدول، نعرف ما ينتظرنا وكل ذلك صحيح، لكن لا نتوقع أي تراجع”.
وأبدى المدرب الألماني تفاؤله بإمكانية عبور أتلتيكو مدريد الإسباني في ثمن النهائي، وقال في تصريح للنادي عقب سحب القرعة مباشرة “قرعة مثيرة للاهتمام، توقعت مواجهة أحد قطبي مدريد في ثمن النهائي، ومدريد مكان لا نملك فيه سوى ذكريات رائعة”.
وأضاف “الأمر صعب، لكن بالنظر إلى القرعة كاملة تجد أن هناك 5 أو 6 مباريات يمكنها أن تكون نهائية، دون شك هي مباراة صعبة، وأعتقد أن السيد سيميوني المدير الفني لأتلتيكو لا يركض في منزله فرحا بمواجهة ليفربول”.
قرعة لا ترحم
لم تكن القرعة رحيمة بأتلتيكو، حيث سيحتضن ملعب “واندا متروبوليتانو” مباراة الذهاب في 18 فبراير الحالي على أن تقام جولة الإياب في “أنفيلد” معقل الريدز في 11 مارس المقبل.
وأرادت كل الفرق تجنّب مواجهة ليفربول في دور الـ16. ففي الوقت الذي لا يقدم فيه الريدز نفس المستوى المبهر الذي قدمه في العامين الماضيين 2018 و2019، لكن حامل اللقب الأوروبي بات يتمتع بعقلية خطيرة للغاية على جميع الخصوم وهي ثقته الكبيرة في الفوز بأي مباراة في أي لحظة.
وفي المقابل لا يبدو أتلتيكو في أفضل أحواله هذا الموسم ولاسيما على مستوى الجاهزية والنتائج المحققة في الدوري والكأس. هذا الوضع دعا مدرب الفريق دييغو سيميوني إلى تشديد لهجته مؤخرا، حين قال إن فريقه يحتاج إلى الانتصارات في الفترة المقبلة لـ”يثبت أنه لا يزال على قيد الحياة”، ما فسّره محللون رياضيون بأن لقاءه أمام ليفربول هو بمثابة حياة أو موت للعملاق المدريدي.
كفتا الفريقين متساويتان
في الجانب الآخر من المنافسة يتوجب على ريال مدريد تقديم أحسن أداء ممكن واستخراج الأفضل من إمكانيات لاعبيه، إذا أراد تخطي عقبة مانشستر سيتي والتأهل لثمن نهائي المسابقة.
ويأمل الفريق الملكي في المضي قدما بدوري الأبطال، بهدف استعادة اللقب الذي أحرزه 3 مرات متتالية قبل الخروج في الموسم الماضي من دور الـ16 على يد أياكس أمستردام.
ومن ناحيته لن يهدر سيتي فرصة المنافسة على اللقب الأوروبي، خصوصا بعد تعمّق الفارق بينه وبين ليفربول، لذلك فإنه من البديهي أن يركز أبناء بيب غوارديولا على المنافسة القارية هذا الموسم.
وتبدو كفتا الفريقين متساويتين على الورق، خصوصا وأن نتائج ريال مدريد هذا الموسم لا تعكس المستوى الحقيقي أو القدرات الكامنة بين لاعبي الفريق، في وقت وَقع فيه سيتي ضحية لنجاحاته المحلية في الموسمين الماضيين ليتراجع الفريق قليلا إلى الوراء في البريميرليغ.
وأبدى غوارديولا سعادة واضحة بمواجهة ريال مدريد. وقال في تصريحات نقلتها صحيفة “ماركا” بعد القرعة مباشرة، “مواجهة ريال مدريد ستكون خاصة، لأن زيدان من الأفضل في العالم، حلمت أن ألعب إلى جانبه حين كنت لاعبا، لكن ذلك لم يحدث أبدا”.
ولعب الفريقان أربع مباريات في ما بينهما بمسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث تواجها في دور المجموعات بالموسم 2012 – 2013، وفاز ريال مدريد على أرضه 3-2. لكن المواجهة الأبرز بين الفريقين كانت في نصف نهائي الموسم 2015 – 2016، حيث تعادل الفريقان 0-0 على ملعب الاتحاد، قبل أن يفوز ريال إيابا بهدف وحيد أحرزه البرازيلي فرناندو عن طريق الخطأ في مرمى فريقه سيتي.
التاريخ ينحاز لتشيلسي
لم تبعد قرعة ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بايرن ميونخ عن المواجهات النارية بعدما أوقعته في طريق تشيلسي.
ومن المقرر أن يتواجه الفريقان ذهابا على ملعب ستامفورد بريدج بالعاصمة الإنجليزية لندن في منتصف فبراير الجاري على أن يلتقيا في ميونخ إيابا في مارس المقبل.
ولم يتقابل الفريقان من قبل في دور الـ16 بدوري الأبطال، لكن آخر مواجهة جمعت بينهما في البطولة كانت على ملعب أليانز أرينا في نهائي عام 2012.
ويقف التاريخ في صف البلوز في مواجهاته ضد الفريق البافاري بدوري الأبطال، إذ لم يلتق الفريقان سوى ثلاث مرات على مدار تاريخ البطولة.
لكن أسطورة الكرة الألمانية مايكل بالاك كان له رأي مخالف عن المرشح الأوفر حظا بين العملاقين لتجاوز عقبة دور الـ16، وعبّر عن رأيه عندما سئل عن أي من الفريقين يرشح للمرور إلى الدور المقبل، قائلا إنه “بالنسبة إلي، بايرن هو المرشح للعبور”.
ويمتلك البافاري قوة ضاربة في خط الهجوم بقيادة البولندي روبرت ليفاندوفسكي هداف البطولة حتى الآن برصيد 10 أهداف، كما يتميز بخيارات هجومية عديدة متمثلة في وجود كينغسلي كومان، سيرجي جنابري، إيفان بيريسيتش وفيليب كوتينيو.
التاريخ يقف إلى جانب تشيلسي في مواجهاته مع بايرن ميونخ بدوري أبطال أوروبا، إذ لم يلتق الفريقان سوى ثلاث مرات على مدار تاريخ البطولة
وعلى الجهة المقابلة يعتمد المدرب الإنجليزي فرانك لامبارد منذ بداية الموسم على عدد من المواهب الشابة لتعويض اللاعبين الراحلين، ولاسيما بعدما حرم النادي من إبرام صفقات جديدة في الصيف بقرار من الاتحاد الدولي.
وحصل النادي اللندني مؤخرا على طوق النجاة من المحكمة الرياضية التي قلصت العقوبة وأتاحت له فرصة التحرك في يناير المقبل لجلب لاعبين جدد.
كما أن تشيلسي لديه أيضا نقاط قوة متمثلة في المهاجم الإنجليزي تامي أبراهام والأميركي كريستيان بوليسيتش، بالإضافة إلى وسط ملعبه المميز المكون من الثلاثي جورجينيو، نجولو كانتي وماتيو كوفاسيتش.
ودون شك ستتجه الأنظار إلى المواجهة القوية بين برشلونة ونابولي الإيطالي والتي يتزايد فيها الضغط أكثر على برشلونة الساعي إلى استعادة هيبته القارية.
لكن الفريق الكتالوني يمر بفترة ضاغطة ولاسيما بعد خروجه من مسابقة الكأس، إضافة إلى الأزمة الداخلية التي عصفت بالفريق مؤخرا. بينما يظل أكبر تحدّ للبارسا هو إيجاد بديل مناسب للنجم الأوروغوياني لويس سواريز الذي سيغيب إلى نهاية الموسم كما التحق به الفرنسي عثمان ديمبيلي الذي تعرض هو الآخر إلى إصابة ستجبره على الغياب إلى موفى الموسم الحالي.
كل هذه المشاكل تضع العملاق الإسباني أمام رهان حقيقي لتحقيق نتيجة إيجابية في لقاء الذهاب أمام نابولي المتحمس بدوره للعودة إلى السباق القاري وفرض اسمه بين الكبار.
ويعول برشلونة على تعاقده الأخير مع الشاب البرتغالي فرانشيسكو ترينكاو الذي يلقب بـ”خليفة رونالدو” ليكون طوق النجاة. وستكون هذه المواجهة هي الأولى بين الفريقين على المستوى القاري، حيث لم يواجه برشلونة نابولي في أي مباراة سابقة أوروبيا.
يبدو أن القرعة كانت رحيمة بيوفنتوس لاسيما وأن الفريق كان من المحتمل أن يواجه فرقا ذات تاريخ وخبرة أكبر من ليون مثل ريال مدريد أو تشيلسي أو بوروسيا دورتموند أو توتنهام.
ويمتلك يوفنتوس حظوظا أكبر من ليون في عبور دور الـ16 والتأهل للدور ثمن النهائي من المسابقة خاصة أنه سيستضيف مباراة الإياب على ملعبه بتورينو.
ومن بين الأسباب الأخرى التي تُمهد طريق “السيدة العجوز” نحو ثمن النهائي، امتلاك الفريق لقائمة من اللاعبين المميزين سواء في التشكيلة الأساسية أو على مقاعد البدلاء، حيث ستكون لدى ماوريسيو ساري، المدير الفني ليوفنتوس، القدرة على اختيار أفضل العناصر لتخطي هذا الدور والتواجد بين الثمانية الكبار.
ويعد كريستيانو رونالدو، نجم يوفنتوس، أبرز لاعبي اليوفي الذي يعول عليه النادي في قيادة السيدة العجوز لعبور هذا الدور، ولاسيما أن “الدون” يعد الهداف التاريخي للبطولة حتى الآن.
ويمتلك رونالدو سجلا ممتازا في المباريات التي لعبها أمام ليون، حيث خاض 10 مباريات جميعها كانت بدوري أبطال أوروبا، وفيها استطاع أن يسجل 4 أهداف وصنع 6. وقد حصد “الدون” 5 انتصارات و4 تعادلات وهزيمة واحدة أمام ليون.
وفي المقابل، سيعاني ليون كثيرا في مواجهته أمام يوفنتوس خاصة بعدما تعرض الهولندي ممفيس ديباي، نجم وهداف الفريق، إلى إصابة في الرباط الصليبي. فيما تعرض أيضا جيف رينيه إلى ذات الإصابة في نفس المباراة التي أصيب فيها ديباي أمام رين بالدوري الفرنسي.
لقاء العقدة والثأر
“ستكون مباراة هجومية واستعراضا كرويا، كما أنها استثنائية”.. هكذا لخص ليوناردو المدير الرياضي لنادي باريس سان جرمان تصوره لمواجهة بوروسيا دورتموند الألماني في دور الـ16 لدوري الأبطال.
ويقدم الفريقان كرة هجومية خالصة لا تصاحبها أي تحفظات دفاعية، بل اللعب ككتلة واحدة بمبادئ يرسخها توماس توخيل مدرب باريس ونظيره السويسري لوسيان فافر في دورتموند.
أما الحالة الاستثنائية، فتتمثل في مواجهة توخيل لفريقه القديم الذي أشرف على تدريبه لموسمين خلال الفترة من 2015 إلى 2017، ورحل بطريقة مثيرة للجدل بعد أيام قليلة من تتويجه بطلا لكأس ألمانيا، بسبب خلافاته القوية مع المدير الرياضي للنادي الألماني، هانز يواخيم فاتسكه.
لكن توخيل رفض التقليل من خصمه وحذّر من القوة الهجومية للفريق الألماني. وقال توخيل “أعلم أن دورتموند يتلقى العديد من الأهداف، لكن في الوقت ذاته يمكنه تسجيل 6 أو 7 أهداف في كل مباراة، إنه فريق قوي للغاية، وستكون مواجهته صعبة، بل معقدة جدا”.
وتاريخيا لعب باريس سان جرمان ضد دورتموند مرة واحدة في موسم 2010 – 2011، حيث تبادلا التعادل 1-1 و0-0 في المجموعة العاشرة للدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”.