عائلات مقاتلي داعش تواجه مصيرا مجهولا

المسؤولون الأكراد يؤكدون أنهم لا يمتلكون الموارد الكافية لاحتجاز العدد الكبير من السجناء والتحقيق معهم ومحاكمتهم وكذلك رعاية أسرهم في المخيمات.
الخميس 2020/02/13
أي طريق سيسلكون؟

القامشلي (سوريا) –  خلف أسوار السجون وفي مخيمات الاحتجاز يقبع الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وقد طواهم النسيان بعد ما يقرب من عام على هزيمة التنظيم.

وتُعد وضعية هؤلاء مقلقة لاسيما بعد رفض العديد من الدول التي ينتمون إليها إعادتهم. وتخضع معظم المنطقة المحيطة بمدينة القامشلي لسيطرة المقاتلين الأكراد الذين ساعدوا في إلحاق الهزيمة بالجماعة المتشددة.

ولكنّ المقاتلين الأكراد اضطروا للدخول في جيب صغير بشمال شرق سوريا بعد أن أرغمتهم على ذلك فصائل مسلحة تقودها تركيا.

وتتحمل القوات الكردية العبء الأكبر في رعاية المعتقلين منذ انهيار تنظيم داعش، بمن فيهم من مئات الأجانب الذين كانوا يحاربون جنبا إلى جنب مع مقاتلين من داخل البلاد لإقامة دولة خلافة في الشرق الأوسط.

وتمثل مسألة التعامل مع فلول الدولة الإسلامية، الذي قام مقاتلوه بتعذيب الآلاف وإعدامهم في أوج قوته عام 2014، قضية شائكة للبلدان التي سافر مواطنوها للقتال في صفوف هذا التنظيم.

وعلى سبيل المثال، ترددت كثير من الدول الأوروبية في استعادة مواطنيها خوفا من رد الفعل العام. ويشكل الأوروبيون نحو 20 في المائة من مقاتلي تنظيم داعش الذين تحتجزهم الجماعات المسلحة الكردية والبالغ عددهم حوالي عشرة آلاف مقاتل في سوريا.

ويقول المسؤولون الأكراد إنهم لا يمتلكون الموارد لاحتجاز عدد كبير من السجناء ومحاكمتهم وكذلك رعاية أسرهم في المخيمات، ووجهوا النداءات للدول الأجنبية من أجل استعادة مواطنيها.

وقال محمود محمد، وهو مقاتل سوري في تنظيم الدولة الإسلامية تحتجزه القوات الكردية في سجن بالقرب من مدينة الحسكة جنوبي القامشلي “نريد أن نعرف مصيرنا”.

وأضاف “لا نعرف شيئا عن أسرنا، لا نعرف إن كانوا أحياء أم أمواتا، إن كانوا في سوريا أم خارجها. أريد أن أعرف عقوبتي ومصيري”.

وكان معظم المسجونين الذين يرافقون محمود محمد من سوريا أو العراق، وواحد منهم من الولايات المتحدة وآخر من بلجيكا.

وكان بعضهم مقاتلين، فيما قال آخرون إنهم استقدموا للعمل لصالح التنظيم عندما كان يسيطر على أراض في سوريا والعراق. وكانت الأوضاع في السجن القريب من الحسكة، والذي كان مدرسة قبل نقل الأسرى إليه، أسوأ من السجن المركزي. ويتواجد أكثر من 50 رجلا متكدسين في زنزانة واحدة، بما لا يدع لهم متنفسا للحركة. وكان ضوء النهار ضعيفا للغاية وكان الهواء معبأ برائحة العرق والأوساخ.

وفي مستشفى بالطابق الأرضي، تجمع حوالي 100 رجل على نحو 50 سريرا يشكون أمراضا وإصابات.

وكان الكثير منهم يرتدي ملابس برتقالية اللون، تشبه تلك التي كان يرتديها عادة أسرى التنظيم قبل إعدامهم. وخارج أسوار السجون، يُحتجز الآلاف منهم في مخيمات. وأكبر المخيمات هو مخيم الهول في محافظة الحسكة، ويعيش فيه عشرات الآلاف على رقعة مترامية في خيام من قماش لا تقيهم من برد شتاء ولا المطر.

ويلعب الأطفال في طرقات موحلة وبرك قذرة في الأماكن المفتوحة. وتتحرك نساء وهن يرتدين النقاب الأسود في مجموعات صغيرة أو يتسامرن أو يؤدين الأعمال اليومية.

وقالت إحداهن وهي من هونج كونج إنها جاءت إلى سوريا للانضمام إلى الدولة الإسلامية. وأضافت بينما كان ابنها الصغير إلى جوارها “لديّ طفل وتوفّي زوجي في الباغوز”.

5