مكاسب تونسية كبيرة في منتدى تمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا

بدأت تونس تجني ثمار رهانها على الآفاق الاقتصادية الأفريقية بنجاحها في استقطاب استثمارات كبيرة في منتدى الاستثمار والتجارة في أفريقيا، في إطار خطط للاستفادة من موقعها الجغرافي للقيام بدور أكبر في مشاريع القارة التي تستقطب اهتماما عالميا متزايدا.
تونس - احتضنت تونس الخميس الدورة الثالثة لمؤتمر تمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا، الذي نظمه مجلس الأعمال التونسي الأفريقي، في مبادرة تعكس طموح البلد لتعزيز حضوره الاقتصادي في القارة وربط شراكاته التجارية مع أسواقها الصاعدة.
وقال نائب رئيس المجلس الأفريقي التونسي أنيس الجزيري لـ”العرب” إن المنتدى تمكّن من استقطاب مشاركة ما يقارب 100 مؤسسة عالمية.
وكشف أنّ تونس حصلت خلال المنتدى على تمويل بنحو 500 مليون دولار من البنك الإفريقي للتنمية لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف أن “المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة أعلنت عن تمويلات تفوق مليار دولار على نحو خمس سنوات لمشاريع تونسية، مع وعود بضخّ تمويلات من مؤسسات وصناديق استثمار أخرى”.
وأشار الجزيري إلى أن “الحضور التونسي في أفريقيا يشهد تقدّما كبيرا منذ تأسيس مجلس الأعمال التونسي الأفريقي حيث تمكّنت من تأسيس نحو 60 مؤسسة في الكوت ديفوار وأكثر من 10 مؤسسات في السنغال”.
وشهد المنتدى الذي شارك فيه جهات مانحة عديدة ووزراء أفارقة والعديد من المستشارين وشخصيات أميركية اقتصادية نافذة توقيع 10 اتفاقيات لإنشاء 10 مؤسسات أخرى في السنغال.
وشدّد الجزيري أن العديد من المؤسسات الدولية أكدت استعدادها لتمويل الشركات التونسية العامة والخاصة، ومنها شركة الكهرباء والغاز (ستاغ) وشركة إيتاب البترولية.
وتعاني الشركات العامة في تونس من اضطرابات مالية، حيث يمثّل المنتدى فرصة لإعادة إحيائها وإخراجها من الع
وكشف الجزيري أن رئاسة الجمهورية التونسية عرضت مشروع إنشاء مدينة طبية بمحافظة القيروان على مؤسسات استثمارية دولية، وأنها حصلت على عروض لتمويلها، إضافة إلى إنشاء مرافق سياحية ومستشفى جامعي.
وأضاف أن خطط وبرامج الاستثمار في أفريقيا تسير بشكل جيد في انتظار معالجة بعض الإشكاليات المتعلقة بالحكومة والبرلمان. وتحاول تونس منذ سنوات إزالة العراقيل التي تعيق المشاريع الاستثمارية، التي لخصها الجزيري في مراجعة قانون الصرف واستقطاب المصارف إلى تونس لتشجيع المؤسسات على الاستثمار في أفريقيا.
ودعا إلى إحداث خط بحري مباشر بين تونس وداكار وأبيدجان لتسهيل حركة التجارة البحرية بين المنطقتين وضرورة إنجاز خطوط جوية مباشرة مع بعض الدول الأفريقية وتحسين التواجد الدبلوماسي التونسي في أفريقيا.
وأكد رئيس مجلس الأعمال التونسي الأفريقي بسام الوكيل لـ”العرب” أن المنتدى كان “فرصة لإعادة النظر في ما حققته تونس العام الماضي، ومراجعة مسار الوعود التي قطعتها في ما يتعلق بالاستثمارات، من حيث التمويل وتحفيز نشاط المصدّرين التونسيين والمستثمرين وتعزيز دور المصارف في تمويل المشاريع الصغيرة لتحسين نشاط التصدير إلى أفريقيا”.
وكشف أن تونس حصلت على تعهّد رسمي بتمويل تبلغ قيمته نحو 400 مليون دولار لتمويل الشركات التونسية ومساعدة المؤسسات المتوسطة والصغيرة، بعد أن واجهت صعوبات في الحصول على تمويل لاستثماراتها وتعاملاتها التجارية مع الدول الأفريقية.
وأشار الوكيل إلى أنّ عددا من البنوك الأفريقية سوف تفتح فرعا لها في تونس، وهي تنتظر رد الحكومة لتمكينها من التصرف في الأرض والموقع الذي ستقوم فيه ببناء مكاتبها الإقليمية التي تخدم منطقة شمال أفريقيا.
وكشف أنه أصبح بإمكان الشركات التونسية طلب تمويل تجاري لاستثماراتها المستقبلية في أفريقيا، وهو ما اشتغل عليه مجلس الأعمال التونسي الأفريقي طيلة السنوات الثلاث الماضية.
وأكد سمير سالم مستشار التنمية والاستثمار لدى رئيس جمهورية جيبوتي في تصريح لـ”العرب” أن المنتدى خلق ديناميكية جديدة وقدّم رؤية نوعية لتطوير أفريقيا، وعرض فرصا لإنجاز خطة اقتصادية وتجارية شاملة.
وأضاف أن تونس مهمة بالنسبة لجيبوتي لأنها تتمتع بمهارات بشرية وإمكانات صناعية تمكّنها من تصدير منتجات إلى بلاده لإنشاء شبكة تجارية عبر القارات على المستوى اللوجيستي.
وقال جون بيار ماريشان رئيس مؤسسة خدمات وعلاقات تجارية في أفريقيا وأوروبا إن “المؤتمر تمكّن من حشد صنّاع القرار التونسيين والأفارقة والأوروبيين لتبادل الخبرات وإيجاد حلول عملية لتطوير المشاريع”.
وأضاف أنّ مثل هذه المؤتمرات تمثّل فرصة كبيرة لمساعدة الشركات الأفريقية على ولوج أسواق أخرى واستقطاب عملاء جدد، وإضافة تقنيات حديثة لتحسين وتطوير الأعمال.