تمودا باي.. ريفييرا المغرب

ساحل تمودا باي يمتد لمسافة 25 كلم ويزخر بالعديد من المنتجعات السياحية والمجمعات السكنية الفاخرة.
الأحد 2020/02/02
شاطئ مثالي

تمودا باي (المغرب) - ينعم السياح في تمودا باي بأجواء حالمة بفضل الشواطئ الرملية الناعمة، وتزدهر الحركة السياحية في هذه المنطقة لدرجة أنها أصبحت من المقاصد السياحية المحببة لملك المغرب، وعادة ما يطل اسم “الريفييرا” على الشريط الساحلي الممتد جنوب مدينة الفنيدق الواقعة في أقصى شمال المغرب.

ويمتد ساحل تمودا باي لمسافة 25 كلم ويزخر بالعديد من المنتجعات السياحية والمجمعات السكنية الفاخرة، ويعتبر من الوجهات السياحية البديلة لمنطقتي أغادير والصويرة، ويمكن للسياح الاستمتاع بالمارينا الصناعية وما بها من شرفات المقاهي ومراسي اليخوت. وشهد ساحل تمودا باي تطورا ملحوظا في المجال السياحي، نتيجة إقدام عدد من العلامات السياحية العالمية على إنشاء وافتتاح وحداتها الفندقية بهذه المنطقة المغرية بشواطئها الجذابة.

وما يتفق عليه سكان مدينتي الفنيدق والمضيق، هو أن هذا التطور بدأ بشكل متزايد بعد تفضيل الملك محمد السادس لهذا الساحل من أجل قضاء عطله الصيفية، ليتحول بعد سنوات قليلة إلى ساحل مليء بالإقامات الفاخرة وفنادق خمسة نجوم. شواطئ تمودا باي عديدة ومتنوعة وتوفر مساحات شاسعة، منها ما هو خاص ومنها تلك المفتوحة للعموم، ويبقى أهمها شاطئ مرتيل  وشاطئ الريفيين الخلاب.

ميناء المضيق بدوره مؤهل لاستقبال العشاق في ليالي الصيف بإعداد وجبات العشاء في جو رومانسي. وبعد ذلك، يستمتعون بجولة على الأقدام وهم يجوبون الكورنيش بين مياه البحر والمساحات الخضراء سواء بمرتيل أو المضيق. والمركبات السياحية الضخمة توفر كل وسائل الراحة من مسابح  وخدمات علاجية وترفيهية، والأكيد أنك ستجد ما تبحث عنه دون عناء.

وعندما يتخذ السياح من تمودا باي على البحر المتوسط مقرا لإقامتهم أثناء زيارة المغرب، فإنه يمكنهم الانطلاق في الجولات الخارجية حول المنطقة مثل الرحلة إلى مدينة تطوان التاريخية، التي يجب أن يشملها أي برنامج سياحي للمغرب، والتي تندرج ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

وتعتبر تطوان من أفضل المدن القديمة في المغرب، وتعتمد حياة السكان بها على أربعة أسس، ألا وهي، المسجد ومدرسة القرآن والحمام والنوافير، ويصعب على السياح استكشاف المدينة بشكل كامل؛ نظرا لأنها تضم حوالي 4000 حارة ويعيش بها حوالي 100 ألف نسمة.

وأوضح المهندس جلال العودي أن مدينة تطوان ليست مصممة للحياة العصرية؛ حيث لا يمكن المرور هنا بواسطة السيارات، وقد ولد المهندس البالغ من العمر 62 عاما في قصر جده، الذي أعاد إحياءه كمركز ثقافي، ويتذكر فترة طفولته في المدينة، وأكد أن الكثير من الأشياء لم تتغير؛ حيث يشعر المرء هنا أنه يعيش في القرن الثامن عشر أو التاسع عشر.

وتنتشر المتاجر الصغيرة والمطاعم في أرجاء المدينة، وتقدم أطباقا ووجبات متنوعة ترتبط خاصة بالسمك وبالمنتجات المحلية من زيت وزيتون وأجبان طبيعية.

ولا يلاحظ المرء أي مظاهر للرفاهية في المدينة القديمة؛ حيث تفتقر المنازل لأجهزة التدفئة والتكييف، ولكن العودي أكد أن الهدوء هنا هو الرفاهية. وهناك العديد من المعالم السياحية في جبال الريف الداخلية التي تبعد عن الساحل، ويمكن للسياح زيارة مدينة شفشاون المعروفة باسم “المدينة الزرقاء”، التي تم إنشاؤها عند سفح الجبل في أواخر العصور الوسطى بسبب عمليات الطرد والتهجير من جنوب إسبانيا. وتعتبر القلعة والمسجد الجامع من المعالم التاريخية بالمدينة، وقد قام السكان بطلاء المباني باللون الأزرق، ودائما ما تظهر الجدران والواجهات والبوابات والنوافذ وأرضيات الأزقة على البطاقات البريدية السياحية.

وفي نهاية اليوم يعود السياح إلى تمودا باي، وقد عاد الصيادون إلى “مضيق” وبدأوا في لعب كرة القدم على الشاطئ، وتتلألأ قوارب الصيادين في الغسق وتومض أضواؤها في لوحة بديعية في الليل.

16