"أدمانتيوس الألماسي" رواية جديدة لسلوى بكر

الكاتبة المصرية سلوى بكر تروي حكاية أدمانتيوس الألماسي مستعيدة تاريخا قديما ومسجلة رؤاها حول الكتابة وآرائها الفلسفية.
السبت 2020/02/01
"بداخلنا أكوان، وبخارجنا عوالم ذات إشارات ورموز"

القاهرة – في عملها الروائي ”أدمانتيوس الألماسي” تقدم الكاتبة المصرية سلوى بكر رواية عن التاريخ، تعيد من خلالها قراءة بعض الأحداث التاريخية وتقدمها بوجهة نظر أخرى من خلال عدة رواة منهم الكاتبة نفسها، وأيضا بطلها وجنا وأوريجانس، يطغى على الرواية أيضا بعد فلسفي وفكري يحضر على مدار الأحداث وقناعات الأبطال.

اختارت الكاتبة السرد المتتالي والابتعاد عن المباشرة، ولم تقسم الرواية إلى فصول صغيرة، ربما لأن هذه الطريقة تنسجم أيضا مع تدفق الأفكار الفلسفية والرؤى الدينية للأبطال، إلى جانب مقابلة الفلسفة والدين ومناقشة ما بينهما من صراعات والتحامات.

وفي مقدمتها للكتاب تتناول الكاتبة علاقتها مع فكرة الكتابة قائلة “الكتابة هي رغبة وجود مغاير لوجود سالف، فمنذ لحظة الميلاد، يتم تسكين الكائن في معنى، أو معانٍ، عبر إجابات جاهزة تحدد وجوده وتؤطره، حيث يتعذر الفكاك الزمني والمكاني.. أليست الكتابة محاولة لتولد المعنى من كل ذلك اللامعنى؟

الكتابة تحتاج إلى ألف عين ترى ما لا يرى
الكتابة تحتاج إلى ألف عين ترى ما لا يرى

تحدد الكتابة الرغبة في الوجود في زمن لاحق لا نعيشه على الأغلب، نتمنى الحياة فيه هربا من زمن سابق عشناه، أو بالأحرى حدد غيرنا عيشنا فيه. ربما من هنا، يتأتى أسر الكتابة وحريتها، غموض الاندفاع إليها والسير في متاهاتها اللانهائية، والتوق إلى التحليق عاليا في أكوان وأكوان عبر فضاءات وفضاءات.

تتطلب الكتابة مشاهدات، ونظرا ورؤية وإطلالات وشوفا وتشوّفا إلى ما هو بالداخل والخارج، فبداخلنا أكوان، وبخارجنا عوالم ذات إشارات ورموز ودلالات وبراهين، لذا فالكتابة تحتاج إلى ألف عين ترى ما لا يرى، تتحدى الظلمات لتكشف وتستشف وتنتزع من أحشاء الأوهام يقين السؤال الذي لا ينتهي.

تتلمس الكتابة كل البروج وتغوص فيها، تتعرف إلى الهواء والماء والتراب والنار وتفصح عن تناقضاتها وصراعاتها منذ أن كان الزمان، لتبين عناصر الدهشة والإمتاع وغرائبية المفارقات وتولداتها المضحكة والمبكية ذات الأقنعة العجائبية.

وترى بكر أن سحر الكتابة أو مفعولها، تمتحنه الأزمنة، ويزداد ألقه وتعتقه بتراكمها المستديم، وربما يظل سؤالها الأبدي. كيف تستمر في التنفس دون أن تشيخ ملامحها الجميلة. تصنع الكتابة الحقة، دينها، قانونها، أخلاقها، وناموسها المحتكم إلى الضمير والعقل، عبر لذة الحرية بالخيال.. الخيال الذي لا نهي عليه ولا أمر.

الكتابة إغناء، والممتحن بها هو في مقام المستغني، الواقف على عتبات السمو والارتفاع، عبر إزاحة العالم بعيدا، والسباحة في محيطات الخيال.

الجدير بالذكر أن رواية “أدمانتيوس الألماسي” صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة.

14