الهجرة تتصدر أولويات رئيسة اليونان الجديدة

ليسبوس (اليونان) - انتخبت اليونان الأربعاء القاضية إيكاتيريني ساكيلاروبولو رئيسة للجمهورية بغالبية كبرى لتصبح أول امرأة في تاريخ اليونان تصل إلى هذا المنصب.
وصوت 261 نائبا في البرلمان من أصل 300 لصالح انتخاب ساكيلاروبولو، التي كانت تشغل منصب رئيسة مجلس الدولة والمدافعة بشدة عن قضايا البيئة، بعد تسميتها من قبل رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وكان رئيس الحكومة المحافظ قدّم إيكاتيريني ساكيلاروبولو (63 عاما) على أنها مرشحة “الوحدة” و”التقدم” واختارها لأنها بعيدة عن الانقسامات الحزبية التقليدية.
وذكرت تقارير إعلامية يونانية أن الرئيسة الجديدة تحمل ذهنية توافقية في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها السياسة الخارجية، في إشارة إلى التوتر الحالي مع تركيا حول مسائل التنقيب عن النفط والحدود البحرية وتدفق المهاجرين.
ولكن يبدو أن ملف المهاجرين سيتصدر أولويات الرئيسة الجديدة، حيث تزامن يوم تنصيبها الأربعاء مع بدء الآلاف من سكان الجزر اليونانية التي تؤوي أعداداً كبيرة من مخيمات اللاجئين احتجاجات للمطالبة بإخراج آلاف طالبي اللجوء من جزرهم فورا.
وبدأت جزر ليسبوس وساموس وخيوس إضرابا عاما توقفت خلاله الخدمات العامة، وتجمع المحتجون في الساحات الرئيسية ولوح العديد منهم بالأعلام اليونانية.
والشعار الرئيسي للاحتجاج هو “نريد استعادة جزرنا، نريد استعادة حياتنا”.
وقال أحد سكان ليسبوس ويدعى افستراتيوس باباس (72 عاما) “يجب توزيع طالبي اللجوء على جميع أنحاء اليونان”.
وأضاف “كما يجب على أوروبا تحمل مسؤولياتها. ويجب عليها أن تستقبل لاجئين”.
ويؤوي مخيم موريا، أكبر مخيمات جزر ليسبوس، أكثر من 19 ألف طالب لجوء بينما لا يتسع المخيم سوى لنحو 2840 لاجئا.
وقال باباس “لا يمكننا السير خارج المنزل بعد حلول الظلام. الناس يتعرضون للطعن”.
ويعد الوضع حرجا في جزر أخرى، وانتقدت جماعات حقوقية وجمعيات خيرية طبية ظروف الحياة في المخيمات.
وفي نوفمبر أعلنت الحكومة خططا لبناء مخيمات أكبر في جزر ليسبوس وخيوس وساموس وكوس وليروس التي يتواجد فيها حاليا نحو 42 ألف مهاجر ولاجئ وتشهد أعمال عنف متكررة.
وتعرض شابان من طالبي اللجوء للطعن في مشاجرات في مخيم موريا هذا الشهر. كما أصيبت فتاة أفغانية (18 عاما) بجروح خطيرة في هجوم بسكين هذا الأسبوع ولا تزال في المستشفى.
وانتحر كذلك ثلاثة من طالبي اللجوء المحتجزين في اليونان خلال الأسابيع الأخيرة.
وحمل المتظاهرون لافتة كتبت عليها عبارة “نطالب بالإغلاق الفوري لمخيم موريا”.
وأصبحت اليونان مجددا العام الماضي نقطة عبور رئيسية للمهاجرين واللاجئين الراغبين في التوجه إلى أوروبا والذين فر العديد منهم من الحرب أو الفقر في سوريا ودول أفريقيا جنوب الصحراء.
وسجلت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وصول أكثر من 55 ألف شخص بحرا وأكثر من 14 ألفا عبر الحدود البرية مع تركيا.