الضغوط الأميركية تهوي بقيمة الريال الإيراني

لندن - هوت قيمة العملة الإيرانية أمام العملة الأميركية خلال الأيام الماضية متأثرة بخطر المواجهة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة.
وأظهر موقع بونباست المتخصص في متابعة سوق العملات الخميس أن العملة الإيرانية تراجعت من 133.5 ألف ريال للدولار سجلتها في 2 يناير (كانون الثاني) الجاري، إلى 140.2 ألف ريال للدولار بلغتها الأربعاء الماضي.
وبذلك تكون قيمة الريال الإيراني قد انخفضت إلى أدنى مستوى لها في 7 أشهر وذلك بفعل المواجهة المحتدمة حاليا بين طهران وواشنطن. وقد يؤدي التصعيد إلى تفاقم محنة الاقتصاد الإيراني، مع العقوبات الأميركية على النفط وغيرها من الصادرات ونقص العملات الأجنبية.
وشهدت العملة الإيرانية تقلبات لأشهر بسبب ضعف الاقتصاد والصعوبات المالية التي تواجهها البنوك المحلية والطلب الكثيف على الدولار من الإيرانيين الذين يخشون انكماش صادرات البلاد من النفط نتيجة لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
140.2 ألف ريال إيراني سعر صرف الدولار وكان عند 133.5 ألف ريال قبل تصاعد التوتر
وفي 2018 فرض البنك المركزي الإيراني قيودا صارمة على تخصيص احتياطي النقد الأجنبي في ظل شحّ في السيولة بالعملة الصعبة. وفقد الريال 70 بالمئة من قيمته في العام الماضي خصوصا بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
ومن شأن انهيار قيمة العملة المحلية أن تفاقم الأزمة المالية في إيران وتزيد من حجم الضغوط على الحكومة التي تواجه أسوأ وضع على الإطلاق. ولا تملك الحكومة حلولا عاجلة لوقف نزيف العملة. وسبق أن أججت الأزمة المالية وشحّ النقد الأجنبي احتجاجات شعبية امتدت إلى معظم الأقاليم الإيرانية وقامت ميليشيات الحرس الثوري بإخمادها بالقوة.
ويقول محللون إن الولايات المتحدة تعتمد على مواردها وعلى حلفائها في الشرق الأوسط من أجل منع إيران من تصدير النفط، مع الحفاظ على أسعاره حتى لا يتزعزع التوازن داخل أوبك.
وفي مايو 2018، أعلنت واشنطن انسحابها من اتفاق البرنامج النووي الإيراني وأعادت فرض عقوبات على صادرات النفط الخام من هذا البلد. لكن لغاية تجنب رؤية أسعار النفط تتصاعد وترفع معها أسعار المحروقات، يعتمد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دعم دول الخليج المناهضة لإيران والمتحالفة مع الولايات المتحدة