سباق محموم على النسخة التاريخية لرالي داكار في السعودية

تتجه أنظار الملايين من عشاق سباقات السيارات ومحبي الإثارة صوب مدينة جدة بالسعودية، حيث تنطلق الأحد فعاليات النسخة الـ42 من سباق رالي داكار الدولي بمشاركة العديد من نجوم سباقات السيارات من مختلف أنحاء العالم.
الرياض - يأمل الإسباني فرناندو ألونسو في تحقيق إنجاز تاريخي بأن يصبح أول بطل عالم سابق للفورمولا واحد يفوز برالي دكار الصحراوي الذي تستضيفه السعودية للمرة الأولى بدءا من الأحد، ومن جانبه يسعى القطري ناصر العطية إلى تكرار تتويج العام الماضي.
ويقام السباق العريق للمرة الأولى في تاريخه بالسعودية، تماشيا مع السياسة التي تنتهجها المملكة حاليا في استضافة عدد من الأحداث العالمية في مختلف الرياضات.
ويشهد السباق مشاركة أسماء لامعة في عالم سباقات المحركات وفي مقدمتها ألونسو الفائز بلقب بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا1 مرتين سابقتين، فيما يتطلع القطري ناصر العطية إلى هذه النسخة كفرصة مثالية للدفاع عن لقبه في فئة السيارات.
ويمتد الرالي على 12 يوما ومسافة نحو 7500 كلم في مختلف أنحاء السعودية، انطلاقا من مدينة جدة على البحر الأحمر، وامتدادا على الخط الساحلي الغربي للمملكة وصولا إلى مدينة نيوم المستقبلية، وعبر الصحاري المختلفة في وسط البلاد، قبل الختام في القدية غرب الرياض.
وسيكون ألونسو (38 عاما) المتوج بطلا للعالم للفئة الأولى مع رينو في العامين 2005 و2006، واحدا من 351 سائقا سينطلقون الأحد من مدينة جدة في الفئات الخمس (سيارات، شاحنات، دراجات نارية، الدراجات الرباعية “كواد” والباغي المفتوحة “سايد باي سايد”).
وسيشارك السائق الإسباني في منافسات فئة السيارات على متن “تويوتا”، برفقة مساعده مواطنه مارك كوما، آملا في أن يضيف إلى سجله المذهل في سباقات السرعة، لقب الرالي الصحراوي.
سباق رالي داكار يمثل أحد أهم الأحداث الرياضية التي تستضيفها السعودية، ويمثل انتقاله للمملكة نقطة تحول جديدة
وأكد الإسباني أنه سيسعى للحفاظ على هدوئه في هذه المغامرة الجديدة التي تختلف عن طبيعة السباقات التي خاضها من قبل ومنها سباقات فورمولا1.
ولكنه اعترف بصعوبة وقوة التحدي في سباق رالي داكار لاسيما وأن 25 بالمئة فقط ممن يبدأون السباق ينجحون في استكماله، مشيرا إلى أنه يرغب أولا في أن يكون ضمن الـ25 بالمئة وأن يتعلم الكثير من هذه التجربة، كما يسعى للمنافسة والحفاظ على هدوئه.
وقال ألونسو “يتعين عليّ خوض هذا السباق بنوع من الهدوء. لا أريد بدء الرالي ثم الانسحاب بعد اليوم الثاني أو الثالث بسبب خطأ ساذج”.
وفي الفريق نفسه “تويوتا جاتزو ريسينج”، الذي ينتمي إليه ألونسو، يخوض القطري ناصر العطية رحلة الدفاع عن لقبه في سباق رالي داكار، ويرى أن إقامة السباق في هذه التضاريس التي يعرفها جيدا بشبه الجزيرة العربية يمنحه أفضلية إضافية للفوز باللقب.
ورغم تفاؤله بإحراز اللقب في النسخة الجديدة ليكون الرابع له في هذا السباق، يدرك العطية مدى صعوبة السباق، حيث قال “أعرف تماما ما ينتظرني. الكثبان الرملية هنا خادعة بشكل كبير وتختلف كثيرا عن كثبان أميركا الجنوبية”. ولكنه أكد أيضا “هذا المسار يناسبني. أعتقد أنني المرشح للفوز بالسباق في هذه النسخة”.
وسبق للعطية الفوز بلقب السباق في 2011 و2015 و2019 ليكون من بين المرشحين البارزين في النسخة المرتقبة بالسعودية.
وتمثل استضافة البطولات الكبيرة في مختلف الرياضات جزءا من “رؤية 2030” بالمملكة العربية السعودية التي يتبناها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي تهدف إلى إعادة بناء المملكة بالتقليل من الاعتماد على عائدات النفط.
ويمثل سباق رالي داكار أحد أهم الأحداث الرياضية التي تستضيفها السعودية، حيث سيكون انتقاله إلى المملكة نقطة تحول جديدة في تاريخ هذا السباق العريق.
وكان سباق رالي داكار بدأ في أفريقيا عام 1978، ولكنه ألغي في 2008 بسبب تهديدات إرهابية. وبداية من 2009 حتى النسخة الماضية في مطلع 2019، أقيمت فعاليات السباق في أميركا الجنوبية. والآن سيتحول السباق بدءا من العام الحالي إلى المملكة العربية السعودية.
ويشهد سباق هذا العام مشاركة عدد مميز من المتسابقين السعوديين مثل يزيد الراجحي وياسر سعيدان ومحمد التويجري وفارس الشمري. كما تضم قافلة المشاركين في السباق السائق الفرنسي المخضرم ستيفان بيتر هانسيل الفائز باللقب 13 مرة سابقة والإسباني كارلوس ساينث الفائز باللقب مرتين سابقتين.
وأعرب الفرنسي بيتر هانسيل، السائق المخضرم وبطل رالي داكار 13 مرة، عن سعادته بزيارة المملكة العربية السعودية للمرة الأولى منذ 25 عاما، للمشاركة في منافسات رالي داكار. وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم مساء الجمعة بجدة لأبرز المتسابقين المشاركين في “رالي داكار السعودية 2020” والذي ستكون أولى محطاته في المدينة ذاتها.
وحضر المؤتمر الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، والأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، بالإضافة إلى هانسيل، وبطل رالي داكار السابق الإسباني كارلوس ساينز، وفرناندو ألونسو، وبطل الراليات السعودي يزيد الراجحي، وذلك للحديث عن تفاصيل المراحل الـ12 لسباق الرالي الأعرق في العالم، والتي تستضيفها السعودية للمرة الأولى في تاريخ القارة الآسيوية.
وفي حديثه خلال المؤتمر الصحافي قال هانسيل “زرت المملكة للمرة الأولى قبل 25 عاما للمشاركة في بعض السباقات، ولا أزال أتذكر كم كانت التضاريس رائعة وفريدة، كما كنت هنا الشهر الماضي وما رأيته كان مذهلا، فالتضاريس تشبه ما كنا نمر به في أفريقيا وهو ما يعيد لي الكثير من الذكريات الجيدة، وأثق في أن المملكة قادرة على تنظيم سباق مميز”.
ومن جانبه، عبر السائق السعودي يزيد الراجحي عن سعادته بالترحيب بالجميع في المملكة التي تستضيف رالي داكار للمرة الأولى، وقال “ستكون هذه النسخة من داكار بالتأكيد مختلفة بالنسبة إلي، أعتقد أنني مستعد ولدي حماس شديد للفوز بهذا السباق على أرض بلادي، وأشعر بحماس وتشجيع جمهوري على الفوز، وبالطبع سيتعين عليّ أن أكون في أفضل مستوياتي حتى أحافظ على فرصي في الفوز”.
وعن طموحاته في داكار السعودية 2020، قال الراجحي “السعودية مساحتها شاسعة ولا يمكنني أن أعرف كل أجزائها وتضاريسها، ولكنني جئت هنا من أجل هدف واحد: الفوز فقط ولا شيء غيره”.