"مرفق لاعب التنس" مرض لا يصيب الرياضيين فقط

برلين  –  قال علماء إن مرض “مرفق لاعب التنس” هو التهاب حاد يُصيب أوتار المرفق بصفة خاصة وعضلات الذراع وأوتارها، بشكل عام.

وأوضحت جرّاحة العظام الألمانية، الدكتورة كارولين فيركمايستر، أن أسباب الإصابة بمرفق لاعب التنس تتمثل في التحميل الشديد أو أحادي الجانب على الذراع كالعمل المكتبي لساعات طويلة أو ممارسة رياضات معيّنة كالتنس والتجديف أو عزف آلات موسيقية معيّنة، مثل الكمان أو حمل الأغراض الثقيلة كقطع الأثاث.

وكانت دورية “أميركان جورنال أوف سبورتس مديسين” أوردت أن 39.7 بالمئة من لاعبي التنس قد سجلوا إصابات سابقة للمرفق. وتعرّض 24 بالمئة من هؤلاء اللاعبين ممن هم أقل من 50 سنة لإصابات بالغة وشديدة وشهد 42 بالمئة ممن تجاوزوا سن الخمسين إصابات شديدة.

وبشكل عام، يعدّ مرفق لاعب التنس أكثر شيوعا بين الأفراد الذين تجاوزوا الـ40 سنة. كما تعدّ النساء أقلّ عرضة لزيادة المرض من الرجال. ويعتبر توقيت اللعب عاملا هاماً لحدوث حالة “مرفق لاعب التنس” وكلما زادت مدته زادت نسبة الإصابة للذين تقلّ أعمارهم عن 40 عاما، أما الذين أكبر من ذلك فإن نسبة إصابتهم هي أكثر بضعفين في حال اللعب أكثر من ساعتين على نحو متكرر.

وتتمثل أعراض مرفق لاعب التنس في آلام شديدة تمتد من المرفق إلى الذراع بأكمله وصعوبات عند الإمساك بالأغراض ومحدودية حركة الذراع، بالإضافة إلى اضطرابات النوم؛ نظرا إلى أن الآلام كثيرا ما تهاجم المريض أثناء الليل.

أسباب الإصابة بمرفق لاعب التنس تتمثل في التحميل الشديد أو أحادي الجانب على الذراع كالعمل المكتبي لساعات طويلة

وأشار تقرير نشره موقع دويتشه فيله الألماني إلى أن أي نشاط، بما في ذلك لعب التنس، يتضمن تكرار استخدام عضلات الساعد الباسطة قد يسبب التهابا وتريا حادا أو مُزمنا في مغارز أوتار هذه العضلات. وتسمى هذه الحالة المرضية بـ”مرض مرفق لاعب التنس” لأن لاعبي التنس يعانون منها باستمرار، ويصاب بها كذلك العمّال الذين يستخدمون آلات تتطلب حركة اليد بصورة روتينية. وهذه الحالة شائعة بين النجارين وغيرهم من العمال الذين يستخدمون آلات تتطلب أرْجَحة الساعد، مثل المطرقة.

ويوصي الباحثون بضرورة معرفة الأسباب الحقيقية للمرض قبل البدء بعلاج الآلام، مع الحرص على تجنّب الحركات السيئة التي تؤدي إلى التهابات المفاصل. مثلا عدم تحريك فأرة الكمبيوتر باستمرار ووضع الساعد على مائدة الكمبيوتر، أو تجنّب تحريك اليد بوضعية ما بصورة روتينية. وإذا كانت الآلام ناتجة عن ممارسة رياضة أو حرفة ما فيجب تغيير طرق ممارسة هذه الرياضة أو الحرفة.

ويمكن مواجهة هذه المتاعب من خلال إراحة الذراع وتقوية عضلات الذراع من خلال التدليك وممارسة تمارين تقوية العضلات، مثل الاستطالة وتمارين التقوية التدريجية. ويخضع المريض لجلسات علاج منتظمة يشرف عليها مختصّ لتفادي القيام بحركات رياضية خاطئة.

وبرهنت دراسة لطبيب الطوارئ الأميركي، دكتور تيموثي تايلر، نشرت في صحيفة نيويورك تايمز، أن ممارسة تمارين استطالة العضلات بالعصا المطاطية فعّالة للغاية في القضاء على الألم وزيادة القوة. وينطوي التمرين على القبض على العصا المطاطية بكلتا اليدين، ثم ليّها باليد السليمة، ثم فك الالتواء ببطء باليد المصابة بعد ذلك.

وهناك براهين بسيطة تدل على أن العلاجات الطبيعية بواسطة تمارين تحريك المفاصل في المرفق ورسغ اليد وتمارين تحريك مفاصل العمود الفقري التي تعمل على أجزاء العمود الفقري العنقية والصدرية، تعطي نتائج وتغيرات سريرية بالنسبة إلى الألم والوظيفة في العضو المصاب. وهناك أيضا أدلة معتدلة لنتائج على الفترات القصيرة ومتوسطة الأجل تبيّن فعالية تمارين فقرات العنق والصدر كعلاج إضافيّ على العلاج الطبيعي بالاستطالة والانقباض، بالإضافة إلى تحريك الرسغ والساعد. ورغم غياب أدلّة قاطعة حتى الآن، يسمح تأثير أدوية المسكّنات على المدى القصير بمزيد من القوة أثناء إجراء تمارين تقوية العضلات بالاستطالة والانقباض، مما يؤدى إلى تعافي الوتر المتضرر، بشكل أفضل وأسرع.

وفي بعض الأحيان يمكن زوال الآلام دون أي أدوية أو علاجات أو تدخلات جراحية. لكن عدم العلاج قد يستغرق عدة أشهر وقد يصل إلى سنتين كي تختفي الآلام. وهناك عدة طرق لعلاج آلام مفصل اليد، مثل استخدام مشبك المفصل (يشبه جبيرة الكسور) الذي يقوم بحمل المفصل إلى الأعلى عن طريق الكتف لتخفيف الضغط الحاصل على مفصل اليد.

وتستخدم هذه الأجهزة التقويمية خارجياً على الطرف المصاب لتحسين وظيفته أو تقليل ألمه. والتقويميات هي تدخلات علاجية مفيدة كعلاج أوّلي لإصابة مرفق لاعب التنس. وهناك نوعان رئيسيان من أجهزة تقويم العظام يمكن وصفهم لهذه المشكلة وهما جبيرة القوة المعاكسة لتقويم الكوع وجبيرة تمديد المعصم.

جبيرة القوة المعاكسة لها بنية محيطة بالذراع ولديها، عادة، حزام يطبق بقوة ضامة على منشأ العضلات الباسطة للمعصم. ويمكن للقوة المطبقة من قبل الأجهزة التقويمية أن تقلل من الاستطالة داخل الألياف العَضَلِيّة الوَتَرِيّة.

أما جبيرة تمديد المعصم فهي تحافظ على المعصم في حالة تَمَدّد بسيط. وهذا الوضع يقلل من إجهاد فرط التحميل في منطقة الإصابة.

وكانت الدراسات قد أشارت إلى أن كلا النوعين من أجهزة التقويم يُحسّنان وظيفة اليد ويقللان من الألم لمصابي مرفق لاعب التنس.

كما يساعد العلاج بالليزر منخفض المستوى عن طريق جرعات محددة وموجات مصوّبة مباشرة إلى مغارز أوتار المرفق، على تخفيف الآلام على المدى القصير ويقلل الإعاقة في مرفق لاعب التنس، سواء كان ذلك بالليزر فقط أو بمصاحبة نظام لممارسة التمارين العلاجية.

ويمكن استخدام إبر لتخفيف الآلام للحالات الطارئة التي تقوم بتخدير المفصل أو تخفيف الألم، حيث يُنصح باتباع طرق العلاج الطبيعية والطب الصيني والإبر الصينية التي تساهم بشكل جيد في تخفيف الآلام. فقد اكتسب الوخز بالإبر الجافة، في الآونة الأخيرة، شعبية في أنواع مختلفة من اعتلال الأوتار والآلام التي أصلها العضلات. وحتى في حالة التهاب لقيمة العضد الوحشية، يتم استخدام الوخز بالإبر الجافة على نطاق واسع من قبل العديد من أخصائيي العلاج الطبيعي في جميع أنحاء العالم. ويهدف الوخز بالإبر الجافة إلى إحداث استجابة ارتعاش محلية في العضلات الباسطة، كما هو الحال في بعض حالات إصابة مرفق التنس.

وفي الحالات الشديدة يمكن تخفيف الآلام المبرحة من خلال تعاطي المسكنات مثل إيبوبروفين أو ديكلوفيناك، كما يمكن اللجوء إلى حقن الكورتيزون أو العلاج بالموجات التصادمية، بينما قد تستلزم بعض الحالات الخضوع للجراحة.

ويقول أخصائيو العلاج الطبيعي إن العلاج يجب أن يكون بإشراف الطبيب المختصّ، وهذه النصائح لا تغني عن زيارة الطبيب لمعاينة الحالة وتشخيص المرض ووصف العلاج المناسب لها.