العقد الأخير أشبه بعرض أزياء لا متناهي المفاجآت

نيويورك - ارتدت ليدي غاغا اللحم النيئ، وذهبت ريهانا لحفل شبه عارية، وتألقت كيت ميدلتون في ثوب الزفاف الملكي وارتدى بيلي بورتر فستان سهرة. ونال معطف أوليفيا بوب الأبيض الإعجاب. وتحدث عدد كبير من محرري الأزياء عن بيونسي ودوقة كامبريدج ودوقة ساسيكس والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما.

قالت راشيل تورجرسون، كبيرة محرري الأزياء في كوزموبوليتان، إن كثيرين لا يدركون وقع العقد الممتد من 2010 إلى 2020 في مجال الأزياء. فقد خلق فستان ليدي غاغا المصنوع من اللحوم النيئة في حفل توزيع جوائز في العام 2010 جدالا حادا.

وتابعت تورجرسون “شهدنا بعض الإطلالات البارزة التي غيرتنا إلى الأبد خلال هذه الفترة”.

قالت جويان كينغ، مديرة التحرير في موقع هاربرس بازار “قررت ريهانا ارتداء فستان شفاف خلال حفل مصممي الأزياء، كانت جميلة بقدر ما كانت مستفزة، وأطلقت اتجاها جديدا في عالم الأزياء بدأنا نراه على السجادة الحمراء إلى اليوم”. ووافقت لوريل بانتين، مديرة قسم الأزياء في إن ستايل، قائلة “لن أنسى ذلك أبدا. في أحلامي، هذا ما أبدو عليه وهذا ما أرتديه”.

وتسبب فستان زفاف دوقة كامبريدج كيت ميدلتون، في معركة قضائية، بعد أن رفعت مصممة أزياء دعوى ضد دار “ألكسندر ماكوين” الشهيرة واتهمتها بسرقة تصميم الفستان منها. وقالت تورجرسون “أرادت كل عروس أن تبدو مثلها آنذاك، وما زال البعض يحلم بذلك. ويطلبن تصميمات شبيهة”.

وتلقت الدوقة ميغان نفس الاهتمام، حيث تزوجت الممثلة الأميركية الأمير هاري في سنة 2018. وبدت متألّقة بثوبها الذي حمل توقيع المصممة البريطانية كلير وايت كيللر التي كانت تشغل منصب المديرة الإبداعية في دار جيفنشي. وهي أول امرأة تتسلّم هذا المنصب في تاريخ الدار الفرنسيّة.

وقالت شيلبا برابهاكار ناديلا من غلامور “في هذا العقد، تزوج أميران في المملكة المتحدة، الأمر الذي ترك العالم يفكر في هوية الشخص الذي ستختاره الزوجتان لتصميم فساتين زفافهما المهمة”.

كثيرون لا يدركون وقع العقد الممتد من 2010 إلى 2020 في مجال الأزياء، فقد شهدنا بعض الإطلالات البارزة التي غيرتنا إلى الأبد خلال هذه الفترة

وفي عالم السياسة، كان تأثير زوجة أوباما مهما، وغالبا ما تصدرت اختياراتها عناوين الصحف. ولاحظت ليندساي بيبلز واغنر، التي تشغل منصب رئيسة تحرير تين فوغ، اعتماد السيدة الأولى السابقة على تصاميم بتوقيع مصممين أميركيين شباب بهدف دعمهم، مثل تريسي ريس، التي صرحت بأنها تلقت طلبات هائلة لتصميم فستان مثل الذي ارتدته ميشيل أوباما في مؤتمر الحزب الديمقراطي.

وتقول بيبلز واغنر “كانت لحظة تاريخية. أتذكر كيف كان الفستان يتلألأ وهي تمشي”.

مثل أوباما، رسمت بيونسي لوحة من الأناقة طوال العقد بقبعتها السوداء والجلود والأحجار الكريمة التي اختارتها. كما تألقت فقط بتصاميم تحمل أسماء مصممين عرب في مناسبتين مختلفتين خلال 24 ساعة بعد أن حضرت حفل عشاء بفستان من علامة الأزياء اللبنانيّة الشابة قزّي وأسطا. وعادت بفستان مخملي من نيكولا جبران ونظارة شمسيّة من آلان ميكلي التي تنحدر من أصول لبنانيّة.

من ناحية أخرى، اختارت ريهانا فستانا أصفر ذا ذيل طويل مكسو بالفرو في حفل ميت غالا 2015. وجعلها اختيارها موضوعا للسخرية، حيث اعتبر البعض فستان ريهانا كصحن من البيض المقلي. لكن آخرين أشادوا بثقتها في نفسها التي مكنتها من قبول الفستان الغريب. وبحلول نهاية العقد، كانت أيقونة للأزياء والجمال في حد ذاتها، وابتكرت الفنانة علامة فنتي بيوتي التي تجمع مستحضرات مكياج تتناسب مع جميع أنواء البشرة ولجميع النساء. فعلى سبيل المثال، تشمل مستحضرات العناية بالحواجب 14 لونا من درجات البني.

وصنع المدير الإبداعي لملابس لويس فويتون الرجالية، فيرجيل أبلوه، التاريخ أيضا. ففي 30 سبتمبر 2019، احتفلت عارضة الأزياء هايلي بالدوين وجاستن بيبر بحفل زفافهما في ولاية كارولاينا الجنوبية. واختارت بالدوين صديقها فيرجيل لتصميم فستان زفافها. وأصبح من الرجال السود الرائدين في عالم الأزياء.

وتوفي المصمم الأسطوري كارل لاغرفيلد في فبراير 2019، وكان المدير الفني لدار “شانيل” لمدة 36 عاما. وجعلته تسريحة شعره المعروفة بـ”بوني تيل” ونظاراته السوداء وقمصانه البيضاء شخصية معروفة في جميع أنحاء العالم. كما عرف بعبارته المشهورة “كل من يرتدي سروالا رياضيا يفقد السيطرة على حياته”.

وتسبب الفنان الأميركي بيلي بورتر في موجة من الجدل في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2019، بعد أن حضر الحفل في فستان بدا وكأنه بدلة. وقال إنه يتعمد بعث رسائل من خلال ملابسه في كل مناسبة.

وبرزت الموضة والإدماج المحايد بين الجنسين كتحول رئيسي في طريقة تعامل المصممين مع الاتجاه الإبداعي وأعمالهم. ونجح ثوب بيلي بورتر في تجسيد هذه الحركة. وقضى موسم الجوائز في استخدام الأزياء كفن سياسي.