الكونغرس الأميركي يغضب تركيا برفع حظر تزويد قبرص بالسلاح

واشنطن – أقرّ الكونغرس الأميركي رفع الحظر المفروض منذ عقود على تزويد قبرص بالأسلحة، في خطوة تنطوي على تحدّ لتركيا عبر السعي لتعزيز العلاقات الأميركية مع الجزيرة المتوسطية وسط التوتر المتصاعد بين أنقرة وواشنطن.
وتشير كل التشريعات التي أقرها الكونغرس مؤخرا بدءا من المصادقة على الاعتراف بإبادة الأرمن وصولا إلى رفع الحظر على تزويد قبرص بالسلاح، إلى تسمم العلاقات بين أنقرة وواشنطن.
ووافق مجلس الشيوخ على القرار كبند من ميزانية الدفاع التي أقرت بـ86 صوتا مقابل 8 أصوات، بعد أن كانت قد حظيت بموافقة مجلس النواب أيضا.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت حظر أسلحة على الجزيرة بأكملها عام 1987 بهدف منع حصول سباق تسلّح فيها وتشجيع الغالبية اليونانية والأقلية التركية على التوصل إلى تسوية سلمية.
ويقول مراقبون إن الخطوة الأميركية لم تكن مجدية إذ إنّها دفعت بقبرص إلى البحث عن شركاء آخرين، بينما تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، لديها جنود متمركزون في شمال قبرص منذ غزا الجيش التركي هذه المنطقة في 1974 ردا على انقلاب نفّذه قبارصة يونانيون قوميون بقصد ضمّ الجزيرة إلى اليونان.
وقاد جهود رفع الحظر السناتوران الديمقراطي روبرت ميندينيز والجمهوري ماركو روبيو، اللذان قالا إنّهما يريدان أيضا تشجيع التعاون المتنامي بين قبرص واليونان وإسرائيل.
وفي حين أحرز القبارصة اليونانيون والأتراك في الجزيرة المنقسمة تقدّما على صعيد تحسين العلاقات بينهما، تصاعد التوتر بعد توقيع تركيا وليبيا مذكرة تفاهم حول احتياطات غاز مكتشفة حديثا في شرق المتوسط تقف حائلا أمام مطالب اليونان وجمهورية قبرص المعترف بها دوليا في هذه المنطقة.
وبموجب القانون الجديد، ستستمر واشنطن بوضع قيود على بعض التقنيات الحسّاسة في قبرص إلى أن تمنع الجزيرة السفن الروسية من الوصول إلى موانئها للتزوّد بالوقود والخدمات.
وكانت تركيا قد هدّدت في عام 1997 بشن هجوم على قبرص إذا مضت قدما في تثبيت نظام الدفاع الصاروخي “أس-300” الروسي.
واليوم انقلب الوضع حيث تواجه تركيا خطر فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها لشرائها نظام “أس- 400” المتطور من روسيا.