إيران تلتمس وساطة يابانية لفض خلافاتها مع الولايات المتحدة

كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يؤكد دعم بلاده للجهود الدبلوماسية بالتعاون مع الولايات المتحدة وإيران وغيرهما من الدول المعنية بهدف تخفيف التوترات في الشرق الأوسط.
الأربعاء 2019/12/18
الخيارات غائبة

طوكيو –  يزور الرئيس الإيراني حسن روحاني اليابان يومي 20 و21 ديسمبر الجاري حيث سيجتمع برئيس الوزراء شينزو آبي في خطوة يبدو أنها تهدف لاستكشاف نوايا وخطط اليابان لإنهاء التوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران.

وتتطلع اليابان وهي حليفة للولايات المتحدة لحل الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي لطهران الذي جعلها عرضة لعقوبات أميركية.

ولليابان علاقات ودية مع كل من الولايات المتحدة وإيران وسبق أن سعت لتخفيف التوترات بين البلدين اللذين قطعا علاقاتهما الدبلوماسية منذ الثورة الإسلامية عام 1979 التي أطاحت بالشاه الذي كان مدعوما من واشنطن. وكانت طهران قد عولت في وقت سابق على وساطة فرنسية لتنظيم لقاء بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، غير أن وساطة باريس فشلت في إنهاء العداء المستمر بين واشنطن وطهران.

ودفع هذا الفشل، الذي كاد أن ينهي آمال طهران في إنهاء العقوبات التي تدفع بالاقتصاد الإيراني نحو حافة الهاوية، إلى خروج المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي عن صمته ليوجه انتقادات لاذعة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

واعتبر خامنئي أن “الرئيس الفرنسي الذي يقول إن اجتماعا سيحل المشكلات بين طهران وأميركا إما ساذج أو متواطئ مع أميركا”.

وتفاقمت التوترات بين طهران وواشنطن منذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران وست دول كبرى وإعادته فرض عقوبات أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.

اليابان حليفة للولايات المتحدة تتطلع لحل أزمة البرنامج النووي لطهران الذي جعلها عرضة لعقوبات أميركية
 

وتصاعد الغضب الأميركي على النظام الإيراني بعد سلسلة هجمات شنتها طهران واستهدفت بعض ناقلات النفط في مضيق هرمز وكذلك الهجوم الذي تعرضت إليه منشأتا أرامكو للنفط السعوديتين والذي وجهت أصابع الاتهام لإيران بالوقوف خلفه.

وقال يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، “ستواصل بلادنا بدأب دعم الجهود الدبلوماسية بالتعاون مع الولايات المتحدة وإيران وغيرهما من الدول المعنية بهدف تخفيف التوترات في الشرق الأوسط”. وأضاف أن الزعيمين سيجتمعان يوم 20 ديسمبر.

وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء نقلا عن مصدر، لم تسمه، أن روحاني يعتزم إبلاغ آبي بأن إيران لن تعارض نشر أفراد من قوة الدفاع الذاتي، وهي سلاح البحرية في قوات الدفاع الذاتي اليابانية، في الشرق الأوسط.

وأضافت كيودو، نقلا عن مشروع الخطة، أن القوات اليابانية ستُرسل إلى خليج عُمان، في الجزء الشمالي من بحر العرب، ومضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن.

وتابعت وكالة الأنباء أن طوكيو قررت عدم المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتعزيز الأمن البحري في مضيق هرمز، وهو ممر بحري حيوي لصناعة النفط العالمية.

وذكرت صحيفة نيكي الاقتصادية اليابانية في وقت سابق أن الحكومة اليابانية ستقترح نشر سفينة حماية واحدة وطائرة دورية من قوة الدفاع الذاتي البحرية للمشاركة في مهمة لمدة عام يمكن تجديدها سنويا.

وأضافت الصحيفة أن الحكومة اليابانية تعتزم وضع اللمسات الأخيرة على الخطة بحلول نهاية العام.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا)، الاثنين، عن نائب وزير الخارجية عباس عراقجي قوله إن روحاني سيتوجه لليابان يوم الجمعة في زيارة تخدم مصالح البلدين.

وقال عراقجي “السياسة الخارجية لليابان تقوم على الشجاعة وبُعد النظر، وثبت ذلك عدة مرات في العلاقات التاريخية بين البلدين”.

ولا تُمانع طهران استئناف المباحثات بينها وبين واشنطن لكنها تضع شروطا لا تقبلها الولايات المتحدة وهو ما جعلها تدفع ثمن ذلك بمواصلة فرض العقوبات عليها، ما جعل اقتصادها ينهار ومعه ينفجر الوضع الاجتماعي.

5