ترامب يواجه أصعب عملية إعادة انتخاب منذ عقود

مجلس النواب يعقد أول جلسة تصويت رسمي في إطار التحقيق الرامي لعزل ترامب، فيما يدفع الديمقراطيون للمضيّ قُدما في الإجراء المتضمن لجلسات استماع علنية.
الخميس 2019/10/31
معركة تشتد شراسة مع الجمهوريين

واشنطن - يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى استمالة الناخبين مجددا في بداية الاستعدادات للمعركة الانتخابية القادمة التي ستجري في نوفمبر 2020، تزامنا مع إطلاق الديمقراطيين إجراءات تهدف إلى عزله بتهمة التواطؤ مع أوكرانيا، ويرد الديمقراطيون اليوم على انتقادات ترامب بشأن مصداقية تحقيقهم بالمصادقة على أول قرار بخصوصه في مجلس النواب.

ولا يزال الديمقراطيون بعيدين عن اختيار خصم لترامب رغم العدد القياسي للمرشحين المتنوعين، ومن بينهم اثنان من أصل أفريقي، ونحو ست نساء ورجل مثلي ومرشحان بارزان يسعيان إلى تحويل الولايات المتحدة ديمقراطيا إلى اليسار.

ولكنّ شيئا واحدا يوحدهم وهو الرغبة في إذلال قطب العقارات ترامب، وجعله رابع رئيس أميركي منذ الحرب العالمية الثانية يُنتخب لمرة واحدة فقط.

ويعقد مجلس النواب، أول جلسة تصويت رسمي في إطار التحقيق الرامي إلى عزل ترامب، في وقت يدفع فيه الديمقراطيون للمضيّ قُدما في الإجراء الذي ستتخلله جلسات استماع علنية.

ويتهم الديمقراطيون ترامب، الذي انتقد تحقيقهم بأنه لا يكتسي أي مصداقية باعتبار أنه لم يتم التصويت عليه في مجلس النواب، بابتزاز أوكرانيا من أجل التحقيق في شبهة فساد تلاحق نجل خصم ترامب المرتقب في الانتخابات المقبلة جو بايدن. ووسط تحذيرات الاستخبارات الأميركية بأن روسيا تسعى إلى تكرار خدعها التي مارستها خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية السابقة، فإن احتمال انتهاء السباق الرئاسي بأزمة حقيقية لا يزال واردا.

آلان ليشتمان: الانتخابات المقبلة المقررة عام 2020 هي الأكثر حرارة وغموض
آلان ليشتمان: الانتخابات المقبلة المقررة عام 2020 هي الأكثر حرارة وغموض

وقال آلان ليشتمان بروفيسور التاريخ البارز في الجامعة الأميركية “الانتخابات المقبلة المقررة عام 2020 هي الأكثر حرارة وغموض”. ويهمّ مصير ترامب العالم بأسره، إذ من الصعب حصر قائمة القضايا الرئيسية التي تعتمد على ما إذا كان شعار ترامب “أميركا أولاً” سيتواصل لمدة أربع سنوات أخرى.

ومن بين هذه القضايا الخلافات التجارية مع الصين والاتحاد الأوروبي، ومستقبل حلف شمال الأطلسي، والتدخلات في الشرق الأوسط وأفغانستان، والبرنامج النووي الإيراني، والأزمة النووية في كوريا الشمالية، ولكن لا أحد يمكنه التنبؤ بالنتائج.

وحاول ترامب إقناع الناخب عبر المستجدات الساخنة بالشرق الأوسط مع إعلانه مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي. ويعدّ مقتل البغدادي إنجازا يُحسب لترامب ربما يسهم في تخفيف الانتقادات المتزايدة في صفوف أنصاره، لاسيما وأن كل عهدة رئيس أميركي تنتهي بالقضاء على زعيم تنظيم إرهابي، لكن من المستبعد أن يهدّئ كثيرا تحقيق الديمقراطيين.

ولم يكن من الممكن أن تحدث هذه العملية في وقت أفضل من ذلك بالنسبة إلى ترامب الذي يواجه تحقيقا يرمي إلى عزله يجريه الديمقراطيون في مجلس النواب، حيث يقولون إن محاولته إقناع أوكرانيا بالتحقيق في تصرفات منافسه السياسي جو بايدن تمثّل سوء استغلال للسلطة ربما عرّض الأمن الوطني للخطر.

وتعرّض ترامب لانتقادات حادة من الجمهوريين والديمقراطيين على حد السواء بسبب قراره المفاجئ سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا، الأمر الذي فتح الباب أمام اجتياح تركي لاستهداف الأكراد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

وقال لانهي تشين الباحث بمؤسسة هوفر الذي عمل مستشارا لحملة ماركو روبيو في انتخابات الرئاسة عام 2016 وحملة ميت رومني في 2012 “لا أعتقد أن هذا الحدث يغير بالضرورة مسار حياتنا السياسية بأي شكل من الأشكال، لكنه من دون شك انتصار هائل للرئيس”.

وسيكون بمقدور ترامب الذي يسعى إلى الفوز بفترة رئاسة ثانية في الانتخابات القادمة التباهي بنجاح العملية خلال الدعاية الانتخابية باعتبارها سببا آخر لبقائه في منصبه، بالإضافة إلى موقفه المتشدد من الهجرة غير الشرعية وسجله على صعيد الاقتصاد.

ومع ذلك فإن شعبية ترامب في تدن بسبب سياسته الشعبوية المتقلبة حيث تظهر استطلاعات الرأي انخفاض نسبة ترامب مقابل أي مرشح ديمقراطي جدي.

وثبتت نسبة التأييد له عند أقلّ من 40 بالمئة وهي نفس النسبة أثناء معظم سنوات رئاسته.

وأظهرت استطلاعات رأي أجرتها وكالة “موديز أناليتيكس” في أكتوبر الماضي أن ترامب قادر على تكرار هذا الإنجاز أي أنه سيفقد مرة أخرى الأصوات الشعبية، لكنه سيفوز بسهولة في تصويت الهيئة الانتخابية الأكثر أهمية من خلال التركيز على معاقل ذات مواقع إستراتيجية.

5