بوينغ أساءت تقدير ردود فعل طياري 737 ماكس

نيويورك - أظهر تقرير حكومي أميركي أن مجموعة بوينغ وإدارة الطيران الفيدرالية أساءتا تقدير ردود فعل الطيّارين واستجابتهم لصدور تنبيهات وإنذارات متعددة نتيجة حدوث مشاكل أثناء تحليقهم بطائرات من طراز بوينغ 737 ماكس.
وقال المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل في تقرير نشر أمس، إنّ “إدارة الطيران الفيدرالية بحاجة إلى اعتماد رؤية أكثر واقعية لكيفية تعامل الطيّارين في ظل سيناريوهات كهذه، وذلك قبل المصادقة على السماح مجدّدا بتحليق الطائرة”.
ويأتي هذا التقرير الصادر عن الوكالة الحكومية المستقلّة بعد مرور أكثر من ستة أشهر على حظر طيران 737 ماكس على مستوى العالم في أعقاب كارثتين جوّيتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصا.
وقال رئيس المجلس روبرت ساموالت “رأينا في هاتين الحادثتين أنّ الطاقم لم يتفاعل بالطريقة التي افترضتها بوينغ وإدارة الطيران المدني”.
وأضاف “هذه الافتراضات تم استخدامها في تصميم الطائرة، ونحن وجدنا فجوة بين الافتراضات المستخدمة للمصادقة على طائرة 737 ماكس، وبين التجارب الحقيقية لهذه الطواقم، حيث واجه الطيارون إنذارات وتنبيهات متعدّدة في نفس الوقت”.
وفي كارثتي ليون إير والخطوط الجوية الإثيوبية واجه الطيارون صعوبة في التحكّم بالطائرة بمجرّد تشغيل نظام تعزيز خصائص المناورة “أمكاس” استنادا إلى إنذارات غير متناسقة، وفقا للتحقيقات الأولية.
ولم تقم بوينغ بإبلاغ الطيارين بالكامل حول أمكاس إلا بعد تحطّم طائرة ليون إير في أكتوبر العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أنّ اختبار بوينغ للنظام تحت إشراف إدارة الطيران الفيدرالية لم يأخذ في الحسبان الفوضى التي نشأت في قمرة القيادة جرّاء صدور تنبيهات لا تعدّ ولا تحصى.
وقال إنّ “التنبيهات والمؤشّرات المتعدّدة في قمرة القيادة يمكن أن تزيد من ضغط العمل على الطيّارين، ويمكن أيضا أن تزيد من صعوبة تحديد العمليات التي ينبغي عليهم القيام بها”.
وأوصى التقرير بأن تقوم إدارة الطيران الفيدرالية بمراجعة تصميم الطائرة وتدريب الطيارين.
وقال متحدث باسم إدارة الطيران الفيدرالية “ستتم مراجعة هذه التوصيات وجميع التوصيات الأخرى بعناية”.
وأعلنت بوينغ أنّها ستأخذ توصيات مجلس سلامة النقل في الاعتبار، مشيرة إلى أنّها تتوقّع الحصول على موافقة لاستئناف رحلات 737 ماكس قبل نهاية العام.