قلق كويتي متعدد الأوجه وراء حالة التأهب القصوى

الكويت تتخذ أقصى درجات اليقظة لمواجهة أي مخاطر محتملة تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.
الأحد 2019/09/22
كويتيون يتطلعون لمرور العاصفة

الكويت - حرصت السلطات الكويتية خلال الأيام الأخيرة على طمأنة الكويتيين بأن الوضع تحت السيطرة وأن البلاد قادرة على حماية منشآتها المختلفة، وكذلك التأكيد على أن مخزون المواد الغذائية يكفي وزيادة لفترة طويلة.

ويقول متابعون للشأن الكويتي إن هذه التطمينات تخفي قلقا أوسع في الكويت ليس التصعيد الإيراني سوى إحدى صوره، حيث تبدو الأجواء خليطا من رائحة الحرب العراقية الإيرانية والتمهيد للغزو في عام 1990، وهي تعيد إلى الأذهان ذكريات أليمة ليس من السهل على الكويتيين نسيانها.

وتذكّر طائرات مسيرة تمرّ فوق البلاد في طريقها لأهداف في السعودية بأصوات المدفعية في آخر سنوات الحرب العراقية الإيرانية، وهو ما اضطر السلطات إلى إعلان التأهب ورفع المستوى الأمني للمرافق النفطية والموانئ التجارية على مستوى البلاد.

ورغم انقضاء تلك الفترة، فإن الكويت لا تزال تعيش على وقعها من خلال التراشق مع إيران ومع العراق حول قضايا حدودية، وقضية التعويضات، فضلا عن خطاب الكراهية الذي يصدر من هنا وهناك ضدها في استعادة لأجواء الحرب.

وهناك قلق داخلي في الكويت لتصاعد التلميحات الطائفية، فضلا عن حالة استقطاب داخل الأسرة احتواه مرض الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ولكنه استقطاب موجود ويستثمر الإيرانيون والإخوان والقطريون فيه.

ولتبديد المخاوف من التطورات، ذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن المخزون الاستراتيجي للمواد الغذائية بالبلاد يغطي ما بين أربعة إلى ثمانية أشهر من الاستهلاك، وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة توترا متزايدا بعد هجمات تعرضت لها منشأتا نفط في السعودية.

ونقلت الوكالة عن مطلق الزايد الرئيس التنفيذي لشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية قوله إن الشركة “مستعدة لمواجهة أي تداعيات قد تحدث بسبب الأوضاع في المنطقة عبر المخزون الاستراتيجي للمواد الغذائية الذي يغطي ما بين أربعة إلى ثمانية أشهر”.

Thumbnail

كما قالت مؤسسة الموانئ الكويتية في بيان لها، الجمعة، إن قرارا وزاريا صدر ينص على “رفع المستوى الأمني للمرافق المينائية للبلاد جميعھا سواء التجارية أو النفطية”.

وأضافت أن القرار يشدد على اتخاذ كل جھة الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية السفن والمرافق المينائية.

وأوضحت أن ھذا القرار يأتي حفاظا على أمن البلاد وسلامة أراضيھا وموانئھا في ظل الأوضاع التي تمر بھا المنطقة.

والثلاثاء، دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي بالإنابة ووزير الخارجية، صباح خالد الحمد، عقب اجتماع حكومي، جيش بلاده إلى “ممارسة أقصى درجات اليقظة لمواجهة أي مخاطر محتملة تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد”.

كما طالب قادة ورجال القوات المسلحة الكويتية بـ”مضاعفة الجھد والسھر للدفاع عن البلاد من أي مخاطر محتملة، لحفظ الأمن وحماية المنشآت الحيوية من أي اعتداءات”.

وشهدت الكويت تشديد الإجراءات الأمنية حول المواقع الحيوية في البلاد، غداة رصد تحليق طائرة مسيرة في مناطق على الجانب الساحلي من مدينة الكويت قبل أيام، وسط توتر بالخليج عقب استهداف منشأتي نفط تابعتين لأرامكو السعودية.

1