انحياز مؤسسة النفط الليبية للميليشيات يقود إلى تقسيمها

طرابلس – أدت الممارسات الاستفزازية المتكررة للمؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس ضد الجيش الليبي والمنطقة الشرقية وبعض مدن المنطقة الغربية المؤيدة للجيش إلى انفصال إحدى أهم شركاتها في الشرق.
وأعلنت شركة البريقة لتسويق النفط انفصالها عن المؤسسة الوطنية للنفط الليبية التابعة لحكومة الوفاق المدعومة دوليا.
وقال الناطق باسم شركة البريقة لتسويق النفط عادل بن دردف “إن الشركة قررت اليوم رفع الظلم الواقع عليها من المؤسسة الوطنية للنفط في غرب ليبيا، وبهذا الصدد أعلنت الشركة عن إقالة مجلس الإدارة المكلف من العاصمة طرابلس، وتعيين لجنة جديدة ستبدأ بمباشرة عملها من الآن بعيدا عن تسلط المؤسسة الوطنية للنفط“.
وأضاف بن دردف أن “شركة البريقة هي المسؤولة عن تسويق النفط في أكبر المدن والمناطق في شرق وجنوب ليبيا، وما تم من المؤسسة الوطنية للنفط هو إقصاء عملها ومسك الإمداد من الغاز والمحروقات لديها، واليوم قمنا بعملية جراحية لإنقاذ الشركة من التسلط المفروض علينا”.
ومن جانبه، علق مدير مكتب الإعلام للمؤسسة الوطنية للنفط في بنغازي أسامة ماضي في تصريحات لصحيفة “صدى الاقتصادية” الليبية، قائلا إن انفصال الشركة جاء بعد رفض المؤسسة في غرب البلاد إرسال شحنات وقود الطائرات إلى مستودعات شرق البلاد.
وأضاف ماضي قائلا إن الشركة ستعمل باستقلالية لتوفير الوقود في مستودعاتها في شرق البلاد والجنوب.
وخرجت المؤسسة الليبية للنفط عن الحياد الذي لطالما ادعت التزامها به بين أطراف النزاع في الشرق والغرب بعدما خفضت إمدادات الكيروسين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، في محاولة تهدف لشل سلاح الجو بعدما بات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر يسيطر على الأجواء الليبية.
خرجت المؤسسة الليبية للنفط عن الحياد بعدما خفضت إمدادات الكيروسين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش
وقال موقع “المرصد” الليبي الخميس إن “مطار الزنتان يعيش حالة شلل تامة منذ أن قرر رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله وقف إمدادات وقود الكيروسين عن المطار تزامنا مع إجراء مماثل اتخذه تجاه المنطقة الشرقية بحجة أن هذا الوقود سوف يُستخدم في الحرب وبأن المطار الذي كان يستعد لتسيير رحلة أسبوعية دولية يتيمة إلى تونس يتبع لسلطة الحكومة المؤقتة”.
وأضاف الموقع “واصلت شركة البريقة تحت إدارة صنع الله وبناء على أوامره وتعليماته شن حرب من نوع آخر باتت غير معلنة، وذلك بتقييدها إمدادات وقود البنزين عن الزنتان دونا عن غالبية مدن الجبل”.
ولفت إلى أن إيقاف إمداد المنطقة الشرقية بوقود الكيروسين يساهم في عرقلة رحلات مطار بنينا الذي يعاني بدوره من نقص في الطائرات.
وتعتبر المؤسسة نفسها خارج الصراع الدائر منذ نحو عشر سنوات للسيطرة على البلاد، لكن بيانات المؤسسة للأشهر الثلاثة السابقة تكشف أنها زادت إمدادات الكيروسين بشكل كبير إلى الشرق استجابة للطلب.
وقالت المؤسسة في بيان نشرته رويترز مطلع سبتمبر الماضي “أوقفت المؤسسة الوطنية للنفط جميع إمدادات الوقود الإضافية لحين الحصول على تأكيدات باقتصار استخدام الوقود على أغراض الطيران المحلية والمدنية وعلى نحو يعكس الاستهلاك الحقيقي”.
وأدانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الخميس ما قالت إنها محاولة لتقسيم وحدتها البريقة لتسويق النفط. والبريقة مركز لمعالجة النفط في شرق ليبيا، يسيطر عليه الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وقالت المؤسسة في بيان إنها لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع العسكري الدائر، نافية الاتهامات بأنها لا تزود شرق ليبيا ووسطها بإمدادات كافية من المنتجات النفطية.
وتقود المؤسسة الوطنية للنفط منذ عقود صناعة الخام في البلاد، وتقوم بتزويد مختلف المحافظات بحاجتها من البترول ومشتقاته، وتقود قطاع تصدير الخام عبر الحدود.
وكانت الولايات المتحدة أكدت الأسبوع الماضي خلال زيارة قام بها صنع الله إلى واشنطن على ضرورة بقاء مؤسسة النفط على الحياد.
وأظهر الاجتماع دعم الولايات المتحدة لهدف المؤسسة الوطنية للنفط والمتمثل في أن تظل المؤسسة جهة فنية ومحايدة تعمل على ضمان أن يُسهم إنتاج النفط وعائداته في ليبيا بشكل مباشر في تحسين حياة الشعب الليبي كما نصّت عليه قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو ما اعتبر بمثابة رسالة لصنع الله لإيقاف الحرب التي يشنها على الجيش.