هواوي تشتت انتباه منافسيها بالتركيز على سوق الكمبيوتر

الصين تفتح النار على أبل وسيسكو بسبب شبهة التجسس على مستخدميها في حرب تكنولوجيا الاتصالات مع الولايات المتحدة.
الخميس 2019/09/19
سلاح جديد في سوق الإلكترونيات

فتحت شركة هواوي الصينية العملاقة جبهة جديدة في سوق صناعة الأجهزة الإلكترونية بالإعلان أمس عن استراتيجية لتوسيع نطاق أعمالها في سوق الكمبيوتر، لتشتت بذلك انتباه منافسيها الكبار، في الوقت الذي فتحت فيه بكين النار على أبل وسيسكو الأميركيتين بسبب شبهة التجسس على مستخدميها.

شنغهاي (الصين) - كشف مسؤول كبير في هواوي أمس أن الشركة الصينية العملاقة ستكثف من تواجدها مستقبلا في السوق العالمية لأجهزة الكمبيوتر وخاصة المحمولة.

ويأتي الإعلان في الوقت الذي تواجه فيه الشركة هجوما شديدا من الولايات المتحدة بسبب شبكتها للجيل الخامس والهواتف الذكية.

وقال نائب رئيس مجلس الإدارة كين هو خلال مؤتمر للتكنولوجيا في مدينة شنغهاي إن “الاستراتيجية الجديدة تعتمد على التوقعات بأن القوة الحاسوبية المذهلة ستكون ضرورية”.

وبرر المسؤول في الشركة ذلك التوجه بأن العالم يشهد حاليا تحولا كبيرا نحو الاعتماد على تكنولوجيات مستقبلية معقدة وتحتاج إلى موارد ضخمة مثل الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية التحكم.

وأضاف هو “أمامنا الكثير من التحديات. نحتاج إلى تعزيز قوتنا الحاسوبية واستكشاف هندسيات جديدة وتطوير معالجات تلبي احتياجات الناس في جميع السيناريوهات”.

كين هو: هواوي ستستثمر 1.5 مليار دولار إضافية في صناعة الكمبيوتر
كين هو: هواوي ستستثمر 1.5 مليار دولار إضافية في صناعة الكمبيوتر

ويقول محللون إن الخطوة قد تشكل إرباكا لعمالقة هذه الصناعة خاصة أتش.بي ولونوفو وأبل وآكسي وديل وأسوس، التي لطالما ظلت المنافسة محصورة في ما بينها.

وتعد هواوي بالفعل الشركة الرائدة عالميا في مجال معدات شبكات الاتصالات والمنتج الثاني للهواتف الذكية ومن المتوقع أن تهيمن على شبكات الجيل الخامس فائقة السرعة في المستقبل.

ولكنها أقحمت في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وبات مستقبلها مهددا بسبب الحملة الأميركية لعزلها.

وتقول واشنطن إن معدات هواوي قد تحتوي على ثغرات أمنية تسمح للصين بالتجسس على الاتصالات العالمية، دون أن تقدم أي دليل على هذه المزاعم التي تنفيها الشركة.

ويمكن أن يضيف انخراط هواوي في سوق هندسة الكمبيوتر والبرمجيات جبهة جديدة في معركتها مع إدارة ترامب.

واستشهد هو بتقديرات مستقلة تقول إن السوق ستقدر بأكثر من تريليوني دولار بحلول العام 2023.

وأعلن أن الشركة ستستثمر 1.5 مليار دولار إضافية في مجال صناعة أجهزة الكمبيوتر والتي يتزايد الطلب عليها سنويا بشكل كبير.

ودون أن يحدد إطارا زمنيا أو أرقاما عن الاستثمارات الحالية، قال “سنواصل الاستثمار. بداية من أصعب التحديات التي تواجهنا إحراز تقدم في التصاميم الهندسية لتطوير المعالجات، سنساعد في توسيع الصناعة وبناء بيئة الأعمال”.

وتضغط الولايات المتحدة على حلفائها، محققة نجاحات متباينة، لرفض شراء تقنية هواوي للجيل الخامس وهددت بمنعها من شراء مكونات تحتاجها من السوق الأميركية، مثل نظام تشغيل أندرويد المستخدم على هواتفها.

وفي أغسطس الماضي، علقت وزارة التجارة الأميركية هذه العقوبات بشكل فعال للمرة الثانية، لكن إمكانية تنفيذها في المستقبل أثارت شكوكا بشأن مستقبل هواوي.

وفي أحدث تصعيد بين الجانبين، اتهمت الصين شركة أبل الأميركية بمراقبة مستخدميها، من خلال برامج التجسس على هواتفها وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بها.

هواوي تعزز وجودها في سوق الحواسيب
هواوي تعزز وجودها في سوق الحواسيب

وقالت وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء الماضي في بيان إن “العالم يجب أن يكون حذرا بشأن أبل، لأنها ساعدت واشنطن في التجسس على المستخدمين العاديين وقادة البلاد لمدة تصل إلى عشر سنوات”.

كما وجهت المتحدثة باسم الخارجية هوا تشونينغ أصابع الاتهام لشركة سيسكو الأميركية للاتصالات، بجمع المعلومات سرا من مستخدميها من خلال أجهزتها.

وقال تشونينغ “في 2014، أقرت أبل في بيان بأنها استخرجت البيانات الشخصية، بما في ذلك الرسائل القصيرة وقوائم جهات الاتصال والصور، من هواتف مستخدميها المحمولة من خلال منفذ خلفي في نظامها”.

ولم تكترث هواوي طيلة الأشهر الماضية للحرب الأميركية المعلنة ضد توسعها في السوق العالمية لتستعرض عضلاتها كالعادة أمام منافسيها وخاصة شركة أبل.

وأطلقت الشركة في الصيف الماضي أول هاتف ذكي لشبكة الجيل الخامس في العالم، حيث اعتمدت فيه على قلب ثنائي الرقاقات.

ويتمتع هاتف ميت 20 إكس 5 جي بقوة اتصال هائلة وأداء عال في تشغيل التطبيقات، لأنه يعتمد على رقاقة المعالج القوي كيرين 980، وعلى رقاقة هواوي متعددة أنماط الاتصال.

هوا تشونينغ: العالم يجب أن يكون حذرا بشأن أنظمة أبل وسيسكو التجسسية
هوا تشونينغ: العالم يجب أن يكون حذرا بشأن أنظمة أبل وسيسكو التجسسية

كما قدمت هواوي مؤخرا الجيل الثالث من سماعات فريبودس اللاسلكية، التي تعتبر أحد أهم المنافسين لسماعات ايربودس الشهيرة التي تصنعها أبل.

وكانت مبيعات هواوي من الهواتف الذكية تسير عكس تراجع المبيعات قبل فرض الحظر الأميركي، وقد قفزت بأكثر من 50 بالمئة في الربع الأول من العام الحالي، في مقابل تراجع حاد في مبيعات منافسيها سامسونغ وأبل.

وتصاعد تذمر الشركات الأميركية، التي تراجعت أسهمها بشكل حاد بعد الحظر الأميركي على هواوي في مايو الماضي.

وقالت غوغل ومايكروسوفت إن الحظر يهدد الأمن القومي الأميركي، في رد مباشر على مزاعم الرئيس دونالد ترامب بأن الشركة الصينية تمثل ذلك الخطر.

وكان رين تشنغفاي مؤسس هواوي قد هاجم في فبراير الماضي مساعي الولايات المتحدة لمنع شركته من الانتشار عالميا، قائلا بلهجة تنم عن تحد إن “العالم لا يمكنه الاستغناء عن تكنولوجيا هواوي الأكثر تطورا”.

وتجمع التقارير العالمية على أن أزمة هواوي تختزل جميع المناوشات التجارية الأميركية مع الصين وكذلك الانتقادات الأوروبية، إضافة إلى موجة قلق عالمي من هيمنة بكين على صناعة معدات وأجهزة الاتصالات وتقدمها المتسارع على جبهة الذكاء الاصطناعي.

10