واشنطن تحذّر الخليجيين من مخاطر تكنولوجيا هواوي

دبي - كشفت مسؤولون أميركيون الجمعة، أن الولايات المتحدة حذّرت حلفاءها الخليجيين من مخاطر أمنية محتملة في استخدام تكنولوجيا شركة هواوي الصينية في البنية التحتية لشبكاتهم للجيل الخامس لاتّصالات المحمول.
وطيلة الأشهر الماضية، وجّهت الإدارة الأميركية معظم تعليقاتها إلى حلفائها الأوروبيين، لحثهم على التحرك بشكل أسرع من أجل التصدي للتهديدات الأمنية المحتملة، التي يمكن أن تُسبّبها تلك التكنولوجيا.
ونفت هواوي مرارا المزاعم الأميركية، التي أُثيرت مرة أخرى الأسبوع الماضي أثناء زيارة أجيت باي رئيس لجنة الاتصالات الاتحادية الأميركية إلى كل من السعودية ودولة الإمارات والبحرين، حيث تستخدم الدول الخليجية الثلاث معدّات الشركة الصينية، التي تتعلق بالاتصالات.
وقال روبرت ستريار نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للاتصالات الدولية وسياسة المعلومات “تشاركنا في رسالة حول أهمية تأمين تكنولوجيا الجيل الخامس وتطبيق تدابير أمنية متعلقة بالمخاطر”.
وتقول الولايات المتحدة إن بكين قد تستغل هواوي للحصول على بيانات المستخدمين حول العالم، وهددت بإنهاء تبادل معلومات استخباراتية مع الدول التي تستخدم معدات الشركة الصينية. بينما تنفي كل من الحكومة الصينية وهواوي تلك الادعاءات.
ورغم أنّ مقرّ الأسطول الخامس للبحرية الأميركية يوجد في البحرين،إلا أن دولة الإمارات تستضيف جنودا أميركيين يدعمون العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة.
وقال ستريار، الذي كان رافق باي في زيارته إلى المنطقة، خلال مؤتمر صحافي جرى عبر الهاتف “نعتقد أنه عندما نطبق إطار عمل على أساس الاعتبارات الأمنية، سينتهي بنا المطاف إلى استبعاد شركة هواوي الصينية من شبكات الجيل الخامس”.
وفي مارس الماضي، أكد وزير الاتصالات البحريني كمال بن أحمد محمد لوكالة رويترز أن هواوي استوفت معايير بلاده وأن البحرين ليس لديها أي بواعث قلق.
ولم يعلّق مسؤولون سعوديون وإماراتيون على المشكلة بين الولايات المتحدة وهواوي. وأبلغ مصدر مطلع رويترز أن الإماراتيين يعتقدون أنهم يستطيعون التعامل مع المخاطر.
وتستخدم الدول الخليجية الثلاث أيضا معدات الجيل الخامس، التي تنتجها شركات أخرى للتكنولوجيا.
وقال باي إن ذلك يُظهر أن هواوي ليست هي الخيار الوحيد للدول، التي تريد أن تكون رائدة في تشغيل شبكات الجيل الخامس. وأضاف “أعتقد أنه كان من المهم أن يسمع حلفاؤنا في الخليج ذلك”.
وشككت هواوي في وقت سابق من هذا العام بقدرة العالم على الاستغناء عن تقنياتها وخاصة تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات التي تصنعها.
كما أبدت تحديا كبيرا بوجه الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على حلفائها لوقف التعامل مع الشركة بدعوى خضوعها للحكومة الصينية ومخاوف استخدامها في أغراض التجسّس.
وحذّر محللون بعد فرض العقوبات الأميركية على هواوي في شهر مايو الماضي، من أنها ستدفع الشركة الصينية إلى تعزيز اكتفائها الذاتي وتسريع خطط التخلّي عن المكونات والبرامج الأميركية، وهو ما حصل بالفعل.
وتصاعد في الفترة الماضية تذمّر شركات التكنولوجيا الأميركية، من بينها غوغل ومايكروسوفت، من الحظر المفروض على هواوي، والذي ألحق بها أضرارا كبيرة، اتضحت في تراجع أسهم الشركات المزوّدة لمكونات الشركة الصينية.
ويعود استهداف واشنطن لهواوي إلى العام الماضي. وتزعم إدارة الرئيس دونالد ترامب، دون إعطاء أدلة، بأن الشركة ستسمح لأجهزة الاستخبارات الصينية باستخدام بياناتها بهدف التجسّس على الاتصالات عبر الشبكات النقالة في العالم.