إيطاليا تكافح لتفادي انتخابات مبكرة

روما - عمدت حركة الخمس نجوم الشعبوية (المناهضة للمؤسسات) الثلاثاء إلى تعليق مباحثاتها مع الحزب الديمقراطي طالما لم يعط هذا الحزب من اليسار الوسط رسميا الضوء الأخضر للتجديد لرئيس الوزراء المنتهية ولايته جوزيبي كونتي.
واختتم الحزبان الاثنين مشاورات متوترة دامت أربع ساعات لتشكيل حكومة لتحل مكان الائتلاف بين حركة الخمس نجوم والرابطة بزعامة ماتيو سالفيني، في معادلة تشمل برنامجا مشتركا وعملية دقيقة لتقاسم الحقائب الوزارية.
وقالت الحركة “بعد لقاء لأربع ساعات لم نتوصل إلى نتيجة. لا يمكننا العمل هكذا. سنلتقي مجددا الحزب الديمقراطي بعد أن تعطي هيئات الحزب موافقتها “على بقاء كونتي على رأس الحكومة”.
وأضافت “الأمور ليست على ما يرام. في مثل هذه المرحلة الدقيقة بالنسبة إلى البلاد لا وقت نهدره. الحزب الديمقراطي لا يفكر بوضوح”.
ورغم تصدرها نتائج الانتخابات التشريعية عام 2018 (32 بالمئة من الأصوات)، إلا أنها خسرت الكثير في الانتخابات الأوروبية الأخيرة مع حيازتها على نسبة 17 بالمئة فقط من الأصوات، وستكون العودة إلى صناديق الاقتراع بمثابة انتحار سياسي.
وبحسب الإعلام يسعى رئيس حركة خمس نجوم لويدجي دي مايو للحصول على حقيبة الداخلية خلفا لسالفيني وسيكون بذلك ثأر من المسؤول عن انهيار ائتلافهم في الثامن من أغسطس. ويراه البعض أيضا وزيرا للدفاع. ورئيس الحزب الديمقراطي نيكولا زينغاريتي بحسب أوساطه لا يعارض بقاء كونتي رئيسا للوزراء. لكنه يعتبر في حال إعادة انتخاب كونتي أنه لا يجوز أن يكون لديه نائبان يمثلان حليفي الغالبية بل نائب واحد من الحزب الديمقراطي.
وتراهن الصحف على رغبة الحزب الديمقراطي في الحصول على حقيبتي الاقتصاد والخارجية.
ويبدو أن الأسواق راهنت على توافق اللحظة الأخيرة حيث شهدت بورصة ميلانو ارتفاعا بأكثر من 1 بالمئة ظهر الثلاثاء في حين راوح فارق معدلات الفائدة الإطالية والألمانية بـ200 نقطة.
والوقت بات ضيقا حيث بدأ الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا مشاورات اعتبارا من الثلاثاء وينتظر مشروعا لـ”أكثرية متينة” مساء الأربعاء على أبعد تقدير. وسخر سالفيني من مشاورات اللحظة الأخيرة “ليس على مشاريع بل على مقاعد” داعيا مجددا إلى العودة إلى صناديق الاقتراع.
ومن بين سلسلة خيارات يمكن لرئيس الجمهورية اللجوء إليها، الدعوة إلى انتخابات مبكرة كملاذ أخير إذا تعذر تحقيق غالبية ضرورية لتشكيل ائتلاف جديد.
ولكن ماتاريلا متردد بشأن خطوة الدعوة إلى انتخابات مبكرة في وقت تعاني فيه إيطاليا، ثالث اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، من صعوبات اقتصادية وديون، وعليها أن تقدم مشروع موازنتها لعام 2020 إلى المفوضية الأوروبية بالتزامن مع الموعد المحتمل لتلك الانتخابات في الخريف.