احتجاجات موسكو "أخبار كاذبة"، وفق الرواية الرسمية

مستخدمو الشبكات الاجتماعية في العالم العربي يتابعون "الربيع الروسي"، أين انطلق أكبر احتجاج سياسي في البلاد منذ ثماني سنوات.
الثلاثاء 2019/08/13
كذبة رصدتها الكاميرا

“روسيا تتذوق من نفس الكأس”، وفق مستخدمي الشبكات الاجتماعية الذين يتابعون باهتمام تطورات الأوضاع هناك، خاصة أن الرواية الرسمية ألقت باللائمة على يوتيوب المملوك لغوغل إضافة إلى الأخبار الكاذبة.

موسكو - طلبت هيئة تنظيم الاتصالات الحكومية بروسيا (روسكومنادزور) من غوغل الكفّ عن نشر إعلانات عن “مناسبات عامة غير قانونية” على منصته يوتيوب للمقاطع المصوّرة.

ونظم عشرات الآلاف من الروس السبت ما وصفته جماعة مراقبة بأنه أكبر احتجاج سياسي في البلاد منذ ثماني سنوات، وذلك للمطالبة بإجراء انتخابات حرة للمجلس التشريعي لمدينة موسكو. وبثّت عدة قنوات على يوتيوب الاحتجاج على الهواء.

وقالت الهيئة إن بعض الكيانات تشتري أدوات إعلانية من يوتيوب من أجل نشر معلومات عن احتجاجات عامة غير قانونية، من بينها تلك التي تهدف إلى تعطيل الانتخابات.

وأكدت أن تقاعس غوغل عن الرد على هذا الطلب ستعتبره روسيا “تدخلا في شؤونها السيادية” و”تأثيرا معاديا وعرقلة للانتخابات الديمقراطية في روسيا”.

وأضافت أنه إذا لم تتخذ الشركة إجراءات لمنع بث هذه الأحداث على منصتها، فإن روسيا تحتفظ لنفسها بحق الرد.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية سنّت روسيا قوانين أكثر صرامة تلزم محرّكات البحث على حذف بعض نتائج البحث وخدمات التراسل على تبادل مفاتيح التشفير مع أجهزة الأمن وشبكات التواصل الاجتماعي، على تخزين البيانات الشخصية للمستخدمين الروس على خوادم داخل البلاد.

وامتنع متحدث باسم غوغل في روسيا عن التعليق الأحد.

ولموسكو سجل حافل من ممارسة ضغوط تنظيمية على غوغل أحد المنافسين الرئيسين لشركة ياندكس الروسية للبحث على الإنترنت.

وفي أواخر 2018 غرمت روسيا غوغل 500 ألف روبل (7663 دولارا) لعدم الالتزام بشرط قانوني بحذف مدخلات معيّنة من نتائج بحثه.

وفي مارس الماضي، شارك الآلاف من الأشخاص في مسيرة الأحد ضد سياسات الحكومة الروسية الصارمة في مجال الإنترنت، والتي يقول معارضون إنها ستؤدي بالنهاية إلى “رقابة كاملة” وتعزل البلاد عن العالم.

وشهدت موسكو مسيرة حاشدة ومدن أخرى تظاهرات أصغر حجما، بعد أن أقرّت الغرفة الثانية للبرلمان الروسي في قراءة أولى مشروع قرار ينهي تحويل مرور الإنترنت الروسي على خوادم أجنبية، في محاولة لتعزيز الأمن الإلكتروني.

واعتبر معارضون الإجراء بمثابة محاولة أخيرة للسيطرة على المحتوى الإلكتروني في روسيا في عهد الرئيس فلاديمير بوتين، فيما يخشى البعض أن تكون البلاد في طريقها لعزل شبكتها في شكل كامل مثل كوريا الشمالية.

من جانبه، يعتزم مجلس الاتحاد الروسي استدعاء سفراء دول أجنبية في موسكو؛ ليقدّموا توضيحا بشأن نشر سفاراتهم معلومات تتعلق بالاحتجاجات الأخيرة في موسكو.

ونقلت قناة ”روسيا اليوم” عن ليودميلا بوكوفا، العضو في لجنة حماية سيادة الدولة بمجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان) الاثنين قولها إن “اللجنة تخطط لدعوة هؤلاء السفراء إلى حضور اجتماع لها سيعقد في مطلع سبتمبر المقبل؛ لمساءلتهم”.

وأضافت “رصدنا ظهور منشورات تضمّنت وصفا مفصّلا لمسارات المظاهرات الاحتجاجية التي جرت في موسكو، قبل انطلاقها، على عدد من الصفحات الإلكترونية التابعة لسفارات دول أجنبية”.

وأوضحت بوكوفا ”أن أعضاء اللجنة يريدون الحصول من السفراء المدعوين توضيحا بشأن سبب وغرض نشر المعلومات المذكورة، لمعرفة ما إذا كانت “تحذيرات موجهة إلى رعايا تلك الدول أم دعوات تحرضهم على إثارة البلبلة”.

وأشارت بوكوفا إلى “أن تلك المنشورات يمكن قراءتها بأنها تدخل في شؤون روسيا الداخلية، وتحديدا في العملية الانتخابية في البلاد”، مضيفة “نود بحث الحالة مع سفراء تلك الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة”.

وسبق أن استدعت وزارة الخارجية الروسية الجمعة الماضي، مستشار السفارة الأميركية لدى موسكو، تيم ريتشاردسون، على خلفية نشر إدارة الشؤون القنصلية التابعة للخارجية الأميركية على حسابها في تويتر خارطة تظهر مسارات تظاهرات الاحتجاج، غير المرخص بها، ضد ما وصفتها المعارضة بإقصاء مرشحين مستقلين من المشاركة في انتخابات برلمان المدينة، والتي شهدتها موسكو خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل الماضية.

وكانت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، أعلنت أن هناك حربا إعلامية شرسة تشنّ ضد روسيا ويوميا يتم تأليف الأخبار الكاذبة.

وأثار التعليق صدمة وسخرية في آن واحد. واعتبر معلقون أن “طباخ السم متذوقه” في إشارة إلى لعبة الأخبار الكاذبة التي “تورطت” فيها روسيا على الشبكات الاجتماعية إبان الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أوصلت دونالد ترامب إلى سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة أو تلك الأخبار التي أخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ونشرُ الأخبار بهدف التضليل أو التسلية ليس جديدا، لكن مع وسائل التواصل الاجتماعي أصبح ترويجها يتم بشكل يصعب من خلاله تمييزها عن الأخبار الحقيقية.

يذكر أن مستخدمي تويتر في المنطقة العربية اهتموا بالاحتجاجات الروسية.

وفيما أكدت تعليقات أن البلاد تشهد “ربيعا روسيا”، وتم تناقل الشعار المتداول في روسيا “يسقط القيصر”، قلل البعض من قيمة الاحتجاجات، مؤكدين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يسمح أبدا بتطوّر الأوضاع.

وقال مغرد:

__MAN_@

مظاهرات روسيا حاجة عجين من الأصلي.

وبدا البعض متشائما جدا فكتب مغرد:

pamella_havary4@

#بكل_صراحة_ومتل_ما هيي روسيا رايحة عا حرب أهلية داخلية بالمستقبل القريب وكلامي للتاريخ.

واعتبر آخر:

ZN7VsUZssBYB2Vh@

مظاهرات في وسط موسكو تطالب برحيل بوتين وتتهمه بأنه مجرم فليرحل إن كان ديمقراطيا… لكنه ليس كذلك… فهو يعلِّم الأنظمة كيف تقتل شعوبها أنه أكبر دكتاتور.

وأكد حساب:

2000ALZAHRANI@

لن تسمح روسيا بثورة وهي تعلم أنها مدبرتها. بالقوة راح توقفها.

وأضاف:

2000ALZAHRANI@

ما راح تنجح مهما حاولوا بوتين داهية ويعرف يتعامل مع الغرب، بالإضافة إلى أنه يملك سلاحا نوويا لن يكون هناك تدخل عسكري داخلي. سهل على بوتين التعامل مع أي ثورة ولن تنجح.

19