إيران تخفي انهيار عملتها بشطب 4 أصفار من قيمتها

لجأت الحكومة الإيرانية لتجميل وتخفيف وقع انهيار عملتها على مستويات معيشة المواطنين، من خلال إلغاء 4 أصفار من قيمتها، بعد أن أصبح شراء وجبة غذائية يتطلب ملايين الريالات. ويجمع المحللون على أنه إجراء شكلي لا يغير شيئا في واقع الأزمات الاقتصادية الخانقة.
طهران - أعلنت الحكومة الإيرانية أمس عن خطة لحذف الأصفار من أربعة أصفار من قيمة عملتها وإلغاء اعتماد الريال الحالي بعملة التومان، في خطوة شكلية تكشف حجم الاختناق الاقتصادي بسبب العقوبات الأميركية.
وقال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي في مؤتمر صحافي في طهران إن “الحكومة أقرّت مشروع قانون حذف أربعة أصفار من العملة واعتماد التومان كعملة وطنية بدل الريال”.
ويأتي ذلك بعد الانهيار السريع للعملة الإيرانية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات، التي تم تشديدها على عدة مراحل، كان آخرها إلغاء جميع إعفاءات شراء النفط الإيراني.
وكان الدولار يساوي نحو 42 ألف ريال في مايو 2018 عند انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وقد ارتفع إلى أكثر من 190 ألف ريال في العام الماضي، وهو يتحرك أمس عند نحو 120 ألف ريال قبل التحول إلى النظام الجديد.
ويرى مراقبون أنه تحول شكلي يهدف لتجميل وتخفيف وقع انهار الريال، الذي فقد نحو 65 بالمئة من قيمته منذ مايو 2018، بعد أن أصبح شراء سلع رخيصة يتطلب ملايين الريالات. ولا يعادل مليون ريال حاليا سوى 8.3 دولار.
وتطارد أعداد كبيرة من الإيرانيين الخائفين على مصير مدخراتهم أي أثر للعملات الأجنبية في ظل شح المعروض بسبب العقوبات التي عزلت إيران عن النظام المالي العالمي وقوضت معظم عوائد البلاد بعد وقف صادرات النفط، التي تعد الشريان الوحيد للحياة الاقتصادية.
وأدى انهيار العملة وشعف النظام المصرية وقلة شيوع البطاقات الائتماني إلى إجباء الإيرانيين على حمل أكياس كبيرة من رزم العملات لشراء الحاجات اليومية البسيطة مثل المواد الغذائية.
ويقول إيرانيون إن حجم ووزن العملات يزيد أحيانا على حجم ووزن المواد الرخيصة التي يشترونها من السلع الأساسية للاستهلاك اليومي. ويتندر بعض الإيرانيين من أن جميع سكان البلاد أصبحوا مليونيرات بعد انهيار قيمة العملة.
وفي محاولة من الحكومة الإيرانية لتسهيل التعاملات اعتمدت منذ زمن نظاما يقوم على حذف صفر من قيمة الريال، مطلقين على العملة الجديدة تسمية التومان بعد حذف صفر من قيمة الريال، الذي سيتوقف التعامل به.
ويعني حذف أربعة أصفار أن الدولار سوف يساوي 12 تومان عند طرح العملة الجديدة. ويتوقع مراقبون أن يسبب ذلك التباسا لدى البعض في الأشهر الأولى.
وقال المتحدث باسم الحكومة إن هذه الخطوة “ستجعل العملة الوطنية أكثر فاعلية”، وستكون “وأكثر انسجاما مع ممارسة شائعة” في إشارة إلى استخدام التومان بين الإيرانيين منذ سنوات طويلة.
وأضاف ربيعي أن “النقود المعدنية سوف يتم تداولها مجددا” بعد أن اختفت بسبب زوال قيمتها مع انهيار قيمة العملة الإيرانية.
وتشير توقعات التقرير الأخير لصندوق النقد الدولي بشأن الاقتصاد الإيراني إلى ترجيح انكماش الاقتصاد بنسبة 6 بالمئة خلال العام الحالي بسبب العقوبات الأميركية القاسية وعزلة البلاد عن النظام المالي والتجاري العالمي.
ويرى محللون أن أقصى تأثير لعملية حذف أربعة أصفار من الريال، هو أثر نفسي مؤقت سرعان ما يزول مع تأقلم الإيرانيين مع قيمة العملة الجديدة.
إلى إحداث أثر نفسي في البلاد. فالكثير من السكان يدفعون حاليا أكثر من مليون ريال (30 دولارا) لزيارة بسيطة إلى محل بقالة.
والخطوة ضرورية أيضا لتنفيذ إصلاحات مصرفية في إيران.
يذكر أن التومان كان عملة رسمية تاريخية حتى عام 1925. وقد واصل الإيرانيون استخدامها بشكل غير رسمي للإشارة إلى مبلغ 10 ريالات.