الشريك المؤسس لفيسبوك يعمل على تفكيكها

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - تصاعدت انتقادات الشريك المؤسس لموقع فيسبوك كريس هيوز لخطورة اتساع هيمنة شبكة التواصل الاجتماعي، خاصة منذ طرح خططها لإصدار العملة الرقمية ليبرا، التي يصفها بالمخيفة.
وكان هيوز من أبرز الأصوات المطالبة بتفكيك فيسبوك، وهو يساعد الآن السلطات التنظيمية والتشريعية الأميركية في التحقيق في ما إذا كان ينبغي تفكيك الشركة بسبب مخالفتها لقواعد مكافحة الاحتكار.
وذكرت تقارير في صحف أميركية كبرى مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز أن هيوز يتعاون في هذا الغرض مع أكاديميين بارزين في مجال مكافحة الاحتكار مثل سكوت هيمفيل من جامعة نيويورك وتيم وو من جامعة كولومبيا.
كما اجتمع هيوز مع لجنة التجارة الاتحادية ووزارة العدل ووكالات أميركية مهتمة بدراسة قوة فيسبوك السوقية لمناقشة التحقيقات في سلوك شبكة التواصل الاجتماعي التي ساعد في تأسيسها عام 2004.
وعرض خلال الاجتماعات التي عقدت مع السلطات التنظيمية تقريرا مكونا من 39 صفحة يوضح الأسباب التي تجعل من الضروري تفكيك شركة فيسبوك، تتضمن أدلة على أنها قامت بعمليات استحواذ دفاعية كثيرة لدحر المنافسين.
ويرى محللون أن مشاركة هيوز التحقيقات لها أثر كبير، بسبب مساهمته في تأسيسها، رغم أنه ترك الشركة قبل أكثر من 10 سنوات. وسبق أن وجه دعوات إلى لجنة التجارة الاتحادية لتفكيك فيسبوك.
كما أنه يعرف التفاصيل الداخلية للشركة ويمكنه تزويد المحققين بقائمة من الأشخاص الذين ينبغي استدعاؤهم للإجابة على أسئلة السلطات التنظيمية من أجل الحصول على خبايا ودوافع عمليات الاستحواذ الرئيسية التي أجرتها فيسبوك.
ومن المؤكد أن يكون دور هيوز كبيرا في نجاح حجة مكافحة الاحتكار التي تروج لها لجنة التجارة الاتحادية. وتؤكد واشنطن بوست أن تعاون هيوز مع سكوت هيمفيل وتيم وو يحاول توفير أسباب لتفكيك فيسبوك بناء على استحواذها على واتساب وإنستغرام.
وترتكز تلك الجهود إلى أن تلك الاستحواذات خرقت قواعد مكافحة الاحتكار، لأن فيسبوك استخدمتها للقضاء على المنافسة وتعزيز موقعها الاحتكاري.
وإذا نجحت تلك الجهود في إثبات أن عمليات الاستحواذ خرقت قواعد مكافحة الاحتكار، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى تفكيك الإمبراطورية، مثلما حصل في عام 1911 حين جرى تفكيك شركة ستاندرد أويل بسبب هيمنتها الاحتكارية.
ويحتاج المحققون إلى تقديم أدلة حاسمة تثبت أن نية فيسبوك من عمليات الاستحواذ كانت القضاء على المنافسة المستقبلية، ولذلك فإن مشاركة هيوز العارف بخفايا الشركة مهمة جدا لتحقيق ذلك الغرض.
وترى التقارير أن هيوز يمكنه تزويد المحققين بمعلومات عن أدوار الموظفين السابقين والحاليين في فيسبوك والشركات التي استحوذت عليها، وبذلك يساعد المحققين في الحصول على فهم أفضل حول أسرار عمليات الاستحواذ.
وتؤكد شركة فيسبوك أن عمليات الاستحواذ كانت استثمارات في مجال الابتكار، وفقا لشهادة مكتوبة قدمها أحد المسؤولين التنفيذيين فيها.
وتقول نيويورك تايمز إن مسار التحقيق الذي تجريه لجنة التجارة الاتحادية لم يتضح حتى الآن، وأن التحقيقات التي تجريها الوكالة لا تزال تجري خلف الأبواب المغلقة.
وتتضح جهود هيوز في مساعدة التحقيق في كونه نشر مقالا في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان “حان الوقت لتفكيك فيسبوك”. وقال فيه إن طريقة احتكار فيسبوك تقلل المنافسة وتخنق الابتكار وتسمح لها بتجميع كميات هائلة من القوة غير المحدودة.