فيسبوك يعدّ قاموسا يحتوي كل شتائم العالم لحظرها

الشبكة تستخدم خليطا من الذكاء الاصطناعي ونحو 15 ألف موظف لمتابعة المحتوى الجديد الذي يتم نشره لاستبعاد ما قد يسيء.
الجمعة 2019/07/19
انتهى زمن الشتائم

واشنطن - أعد موقع فيسبوك قائمة ضخمة للكلمات المسيئة والبذيئة والشتائم، يعتقد أنها الأكبر في العالم، بعد فحص الآلاف من المنشورات المسيئة ومنشورات الكراهية بمختلف اللغات.

وتعاني شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا في العالم، والتي يستخدمها أكثر من مليارين ونصف مليار شخص، من متابعة ما قد يسيء في سيل من المنشورات الجديدة التي تنشر عليه كل يوم.

وقالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، الخميس، في تقرير بعنوان “قاموس فيسبوك لكلمات السباب” إن الشبكة الآن تستخدم خليطا من الذكاء الاصطناعي ونحو 15 ألف موظف لمتابعة المحتوى الجديد الذي يتم نشره لاستبعاد ما قد يسيء.

وتضيف الصحيفة أنه في متابعة فيسبوك للمنشورات وتنقيتها مما قد يعدّ مسيئا، قامت شبكة التواصل الاجتماعي بإعداد قائمة تعدّ الأطول في العالم للشتائم والسباب يمكن لموظفيها الرجوع إليها عند مراجعة المنشورات.

الموظفين الذين عينتهم شركة فيسبوك لمراجعة المحتوى الذي ينشر على منصتها يرتكبون أخطاء عديدة.

وسبق أن نشرت صحيفة لوموند الفرنسية، تقريرا حول التعبيرات السلبية لمستعملي مواقع التواصل الاجتماعي، قالت فيه إن التعبيرات السلبية أصبحت إدمانا لدى العديد من المستخدمين، الذين يقضون وقتا في التهكم على الناس، والتصرف بعدائية على الصفحات الشخصية والعامة.

ووصفت الأشخاص الذين يتصفحون المواقع للتعبير عن سخطهم بـ”المزاجيين” أو “الحاقدين”، حيث إن “هؤلاء يمضون جل وقتهم في السخرية من المحيطين بهم، فهم يكيلون الشتائم، ويستهزئون، ويهينون غيرهم باستعمال حسابات تحمل أسماء مستعارة. ودون سابق إنذار؛ يشنون حملات مضايقات مركزة وانتقائية. وينتمي ضحاياهم إلى شرائح مختلفة، قد يكونون من المشاهير أو حتى من المستخدمين العاديين، باعتبار أن هؤلاء المزاجيين يختارون ضحاياهم بحسب أمزجتهم”.

وكان تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية نشر في ديسمبر الماضي أكد أن الموظفين الذين عينتهم شركة فيسبوك لمراجعة المحتوى الذي ينشر على منصتها يرتكبون أخطاء عديدة.

يضطلع الذكاء الاصطناعي بمهام معينة في هذه الضوابط وخاصة بالنسبة للرسائل غير المرغوب فيها

وقالت الصحيفة إن مراجعي فيسبوك يعتمدون في أغلب الأحيان على موقع “ترجمة غوغل”، وأشاروا إلى أنهم يعملون تحت ضغط مراجعة كل قطعة محتوى خلال ثوان معدودة.

وقال أحد المراجعين إن لديهم تعليمات بإجازة أي محتوى إذا لم يكن ثمة أي مرجع متاح لفهمه. وكان مارك زوكيربرغ، مؤسس شركة فيسبوك ومديرها التنفيذي، أوضح في تدوينة على صفحته على المنصة، في أغسطس الماضي، أن إعادة بناء آليات تطبيق المحتوى ضمن فيسبوك من أجل التخلص من المحتوى الضارّ قد تستغرق ثلاث سنوات أو أكثر. وأضاف “الخبر السار هو أننا بدأنا العمل في عام 2017، لذا على الرغم من أن هذا العمل سوف يمتد حتى عام 2019”.

واليوم، يضطلع الذكاء الاصطناعي بمهام معينة في هذه الضوابط وخاصة بالنسبة للرسائل غير المرغوب فيها، التي يقوم موقع فيسبوك بالإشراف عليها بصفة تلقائية. لكن في انتظار أن تكون هذه التقنية قادرة على فهم الكوميديا التي تنم عن التهكم أو المزاح السخيف أو المحاكاة الساخرة أو فن التصوير العاري، سيكون لدور المشرفين البشر مستقبل زاهر. وعلى الرغم من أنه لا يتم إيلاء أهمية كبيرة للدور الشاق الذي يضطلعون به، ناهيك عن أنهم يتقاضون أجورا غير منصفة، إلا أن المسؤولية الموكلة لهم تظل مهمة.

وفي هذا السياق، كتبت الباحثة سارة تي. روبرتس في مقال بعنوان “مراقبة المحتوى التجاري: العمل القذر للعمال الرقميين” أن “الإشراف على المحتوى ليس نشاطا مستقلا بحد ذاته لأن هؤلاء العمال منتشرون في جميع أنحاء العالم”. ويلعب “حراس البوابات الرقمية” دورا مهما في المحافظة على هوية الموقع.

وفي الوقت الراهن، يتجاوز عدد المشرفين على المحتوى في العالم 100 ألف شخص.

19