الانتحار يتصاعد في أوساط الشبان التونسيين

انتشار ظاهرة الانتحار في أوساط الشباب والمراهقين التونسيين غالبا ما ترجع إلى عدم تقبل أوضاعهم المعيشية، خصوصا بالنسبة لمن يعانون الفقر والبطالة والفشل المدرسي.
الأربعاء 2019/07/17
الذكور من أكثر الفئات عرضة للانتحار

تونس- بلغ عدد حالات الانتحار ومحاولة الانتحار المسجلة خلال السداسي الأول من سنة 2019 حوالي 146 حالة، 70 بالمئة منها لدى الذكور و30 بالمئة لدى الإناث، وفق تقرير جديد صادر عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وأفادت منسقة المنتدى، نجلاء عرفة، أن الذكور من أكثر الفئات عرضة للانتحار خصوصا بالنسبة للشريحة العمرية بين 26 و35 سنة تليها الفئة العمرية من 36 إلى 45 سنة ثم الفئة العمرية الأقل من 15 سنة.

وأشارت إلى تعدد أسباب الانتحار أو محاولة الانتحار منها بالخصوص هشاشة الوضعية المهنية والبطالة والمشاكل الأسرية والضغوط والعنف الأسري المسلط على الأطفال وحالات الاغتصاب أيضا. وتحتل محافظة القيروان في الوسط المرتبة الأولى في حالات الانتحار ومحاولة الانتحار بـ29 حالة تليها محافظة قفصة بـ14 حالة ثم محافظتي تونس وسليانة بـ10 حالات، حسب عرفة التي أكدت أن هذه الظاهرة قد شملت كذلك غالبية محافظات الجمهورية التونسية.

وفي ما يتعلق بحالات العنف، كشف تقرير المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن نسبة العنف الجماعي قد بلغت، خلال السداسي الأول لسنة 2019، نسبة 51 بالمئة في حين أن نسبة العنف الفردي قد بلغت 49 بالمئة.

الأوضاع تجعل غالبية الشبان يفكرون في الانتحار أو في الهجرة غير الشرعية التي تمثل انتحارا لكن بأسلوب مختلف

كما أن الذكور في صدارة الفاعلين الاجتماعيين الأكثر عنفا، إذ إن 89 بالمئة من حالات العنف المرصودة ارتكبها ذكور فيما تشارك الجنسان في ارتكاب 6 بالمئة من حالات العنف وارتكبت الإناث لوحدهن 5 بالمئة من حالات العنف.

من جهة أخرى لفتت المنسقة بالمنتدى نجلاء عرفة إلى أن مجموع التحركات الاجتماعية خلال السداسي الأول للعام الجاري قد تجاوز 5 آلاف تحرك، وتصدرت محافظة القيروان قائمة المحافظات في نسبة التحركات الاحتجاجية تليها سيدي بوزيد ثم قفصة ثم تونس.

وأشارت عرفة إلى أن الاحتجاجات الجماعية بمختلف أنواعها سواء كانت عفوية أو تلقائية أو عشوائية شملت قطاعات متعددة إلى جانب أزمة التشغيل والتنمية وأزمة العطش والصحة والتغطية الصحية والبيئة وأزمة القطاع العمومي، خصوصا أمام عمليات التفويت والخصخصة وبطء الخدمات وبيروقراطية الإدارة التونسية.

ويعتبر مختصون في علم اجتماع أن انتشار ظاهرة الانتحار في أوساط الشباب والمراهقين التونسيين غالبا ما ترجع إلى عدم تقبل أوضاعهم المعيشية، خصوصا بالنسبة لمن يعانون الفقر والبطالة والفشل المدرسي وهو ما يدفعهم إلى الشعور باليأس وفقدان الأمل في تحقيق طموحاتهم. هذه الأوضاع تجعل غالبيتهم يفكرون في الانتحار أو في الهجرة غير الشرعية التي تمثل انتحارا لكن بأسلوب مختلف.

21