مخاوف التجسس عنوان رفض المصريين لتطبيق دابسي للمواصلات

معلقون يحصون المصطلحات الواردة في بيان شركة دابسي والمشابهة للمصطلحات التي ترد في البيانات العسكرية.
الجمعة 2019/07/12
هل تحلّ مشكلة المواصلات

أعلنت شركة مصرية خاصة أنها تستعد لدخول سوق خدمات النقل التشاركي الذكي خلال أسابيع قليلة، نافية ما تداولته وسائل إعلام محلية ونشطاء عن ارتباطها بشراكة مع جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، لكن مستخدمي الشبكات الاجتماعية لا يصدقون هذه الرواية.

القاهرة - أثار الإعلان عن شركة جديدة “تابعة للجيش المصري”، تحمل اسم دابسي، في مجال النقل التشاركي جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

 وبحسب بيان سابق للشركة التي نشرت لافتات ترويجية لها في عدد من شوارع العاصمة المصرية القاهرة، تقوم الشركة بتركيب نظام إلكتروني في سياراتها يتضمن شبكة واي فاي مجاني لقائدي السيارات والزبائن، وكاميرا لمراقبة سلوكيات

الجانبين.

وتم إطلاق خطة شركة “دابسي” Dubci للنقل الذكي هذا الشهر، والتي تسمح عن طريق التطبيق الخاص بها في الهاتف المحمول بطلب سيارات ذات ملكية خاصة وحافلات ويخوت وطائرات ودراجات نارية.

وعبر مغردون صراحة عن تخوفهم من ملكية الشركة الجديدة، باعتبار أن بيانات المستخدمين قد تصبح متاحة لأجهزة المخابرات المصرية.

ومن جانبها، نفت الشركة في بيان تبعيتها للحكومة أو لجهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، قائلة إنها تتطلع “لدعم معنوي كبير من الدولة لإنجاح التجربة وتحقيق مبدأ التنافسية مع خدمات الشركات المشابهة التي تنفرد بحصة كبيرة في السوق”.

وألقت باللائمة في “انتشار تلك الشائعات على الشركات المنافسة في السوق المصري (أوبر وكريم)”، قائلة “من المتوقع أن يتم نشر إشاعات عن الشركة خلال الفترة الحالية لصالح البعض، مع وجود شركات منافسة في السوق المصري تأمل في استمرار السيطرة على السوق”.

كما ألقت الشركة اللوم على “قوى الشر التي تأبى لمصر أن تتقدم”، معتبرة أن “تلك القوى تقف ضد أي مشروع واعد قد يضاف إلى الاقتصاد المصري، من خلال بث السموم والإشاعات المغرضة”. علما أن مصطلح “قوى الشر” كان قد ابتدعه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لتوصيف معارضي سياساته، وأصبح رائجا في وسائل الإعلام المصرية بعدها.

وأحصى معلقون المصطلحات الواردة في البيان والمشابهة للمصطلحات التي ترد في البيانات العسكرية “السيد العميد محمد سمير”، “نتطلع للحصول على دعم الدولة”، “عموم الشعب”، “قوى الشر”، “بث السموم والإشاعات”، “كد وتفان وعزيمة وتخطيط وإعداد”. وقال مغرد:

وسخرت معلقة:

وأوضحت الشركة في نفس البيان أن “المتحدث العسكري السابق العميد محمد سمير يشغل منصب رئيس قطاع تطوير الموارد البشرية وهو ضمن مجلس إدارة الشركة وسيهتم بالإشراف على تطوير أداء العناصر البشرية وتطوير بيئة العمل بها”.

وبعد ساعات من البيان، أصدر العميد سمير وزوجته الإعلامية إيمان أبوطالب بيانا قالا فيه إنهما اعتذرا عن تولي أي منصب داخل الشركة بعد الاتفاق بتاريخ الأول من يوليو الجاري على ذلك، وإنهما تراجعا في السابع من يوليو “لعدم قدرتهما على التفرغ للوظيفتين اللتين قبلاها من قبل”.

وتستحوذ شركتا أوبر وكريم لخدمات النقل الذكي في مصر على أكثر من 50 بالمئة من العمليات المنفذة لنقل الأفراد باستخدام السيارات الخاصة في البلاد، حيث قامتا بخدمة نحو 7 ملايين زبون خلال 2018.

وكانت شركة أوبر الأميركية قد أعلنت في وقت سابق استحواذها بالكامل على كريم الإماراتية، في صفقة قدرت بنحو 3.1 مليار دولار، ومن المقرر إتمام الصفقة خلال الربع الأول من 2020.

وفي مارس 2018 قررت محكمة إدارية مصرية وقف نشاط أوبر وكريم بسبب دعوى قضائية أقامها سائقو سيارات أجرة، إلا أن محكمة أعلى قررت لاحقا رفع الحظر عن عمل الشركتين، تزامنا مع إصدار قانون يسمح لهما وللشركات المماثلة باستئناف النشاط لمدة خمس سنوات مقابل 30 مليون جنيه مصري (1.7 مليون دولار).

ورغم ذلك يصر عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على الربط بين دابسي وجهاز الخدمة الوطنية.

وفي مايو من عام 2018 أصدرت مصر قانونا يلزم الشركات المقدمة لخدمة النقل الذكي بحفظ البيانات والمعلومات بصورة مباشرة وميسرة لمدة مئة وثمانين يوما متصلة، وأن تتيحها لجهات الأمن القومي أو لأي جهة حكومية مختصة عند الطلب.

وعمت السخرية موقع تويتر إذ أصر مغردون على أن السائقين في دابسي “مخبرون”.

فيما تحدث متخصصون بمواقع التواصل الاجتماعي عما أسموه الشعبية الزائفة للشركة وشرائها صفحة بفيسبوك بها 6 ملايين متابع بمنشورات حديثة، وهو ما يؤكده قلة متابعيها بتويتر وإنستغرام. وسارعت الشركة لإزالة الصفحة من الموقع بعد افتضاح أمرها.

وتساءل حساب:

وأضاف:

وتهكم مغرد:

19