هواوي تبدأ الخروج من نفوذ غوغل أندرويد
بعثت هواوي رسالة شديدة اللهجة تؤكد إمكانية استغنائها عن نظام غوغل لتشغيل الهواتف الذكية بقيامها بتسجيل علامة نظامها البديل في العديد من دول العالم، وهو ما سبق أن حذرت منه غوغل، التي قالت هذا الأسبوع إن الحظر الأميركي سيدفع هواوي إلى تعزيز اكتفائها الذاتي والتخلي عن المكونات الأميركية.
لندن - قدمت شركة هواوي الصينية أكبر دليل على قدرتها على تحدي الحظر الأميركي، الذي سبق أن أكدته مرارا منذ وضعها في قائمة سوداء تحظر على الشركات الأميركية التعامل معها دون إذن مسبق من واشنطن.
فقد أظهرت بيانات جهاز تابع للأمم المتحدة أن هواوي قدمت طلبات لتسجيل علامة نظام هونغمنغ لتشغيل الهواتف الذكية في 37 دولة على الأقل وهي الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة إضافة إلى 9 دول أخرى.
ويؤكد ذلك أنها قامت بتسريع خطواتها لاعتماد نظام تشغيل بديل لنظام أندرويد، بعد إعلان غوغل فرض قيود على وصولها إلى برامجها، رغم عدم ارتياح الشركة الأميركية لعقوبات واشنطن على هواوي.
وبحسب بيانات المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) التابعة للأمم المتحدة فإن هواوي، وهي أكبر مُصنع في العالم لمعدات شبكات الاتصالات، طلبت تسجيل علامة هونغمنغ التجارية في الاتحاد الأوروبي ودول أخرى بينها كمبوديا وكندا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وبيرو.
وكانت صحيفة دي فيلت الألمانية قد نسبت في مارس، أي قبل شهرين من الحظر الأميركي، إلى ريتشارد يو، الرئيس التنفيذي لقسم المستهلك في هواوي قوله، إن هواوي طورت نظام تشغيل احتياطيا لاستخدامه في حالة منعها من استخدام البرمجيات الأميركية الصنع.
لكن أن هواوي لا تعتزم استخدامه إلا إذا اضطرت إلى ذلك في حال فقدانها لحقوق استخدام أندرويد، وهو ما يؤكد أنها كانت تتوقع الحظر الأميركي.
وظهرت بوادر ضعف على هواوي بعد الحظر الأميركي الشهر الماضي في أعقاب إيقاف شركات اتصالات في بريطانيا واليابان وقف بيع هواتفها الذكية لزبائنها، وأدى ذلك إلى إيقاف إنتاج بعض الهواتف الذكية وإيقاف بعض خطوط الإنتاج.
وأكد مؤسس الشركة رن تشنغفاي في الشهر الماضي أن الشركة ستتمكن من مواجهة الحظر الأميركي، وقال إن الولايات المتحدة تسيء تقدير قوة “هواوي”.
وذكرت الشركة الصينية، وهي ثاني أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم، بداية الشهر الحالي أنها يمكن أن تطرح نظام التشغيل الخاص بها بحلول الخريف المقبل، لكنها لم تكشف أي تفاصيل بعد عن نظام التشغيل.
وتُظهر طلبات تسجيل العلامة التجارية أن هواوي تريد استخدام نظام تشغيل “هونغمنغ” في العديد من الأجهزة التي تمتد من الهواتف الذكية إلى الكمبيوتر المحمول والروبوت والتلفزيون والسيارات.
وتشير بيانات إدارة حقوق الملكية الفكرية الصينية إلى أن هواوي طلبت تسجيل علامة هونغمنغ داخل الصين منذ أغسطس من العام الماضي، وأنها نالت الموافقة في الشهر الماضي، أي فور فرض الحظر الأميركي. ويؤكد ذلك أن هواوي قريبة من طرح النظام.
وفي هذه الأثناء تصاعد تذمر الشركات الأميركية من الحظر المفروض على هواوي، والذي ألحق بها أضرارا كبيرة، اتضحت في تراجع أسهم الشركات المزودة لمكونات هواوي.
ونقلت غوغل التحذيرات من تداعيات الحظر على هواوي إلى ذروة جديدة، بإعلانها هذا الأسبوع أن الحظر يهدد الأمن القومي الأميركي، في رد مباشر على مزاعم ترامب بأن الشركة الصينية تمثل خطرا على الولايات المتحدة.
وحذرت إدارة ترامب بشكل مباشر من أنها تخاطر بتعريض المصالح الأميركية للخطر، إذا واصلت فرض قيود على تصدير منتجات الشركات الأميركية إلى هواوي.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مصادر مطلعة تأكيدها أن كبار مسؤولي غوغل بدأوا بالضغط على مسؤولي الإدارة الأميركية لإعفاء الشركة من الحظر المفروض على هواوي.
وتضررت أسهم غوغل وشركات أخرى مزودة لهواوي مثل إنتل وكوالكوم وبرودكوم، بشكل كبير من الحظر الأميركي، إضافة إلى شركات أخرى مثل أبل، التي تخشى من انتقام صيني ردا على عقوبات هواوي.
ويكمن السبب الرئيسي لقلق غوغل في أن يؤدي عدم السماح لها بتحديث نظام التشغيل أندرويد التابع لها على هواتف هواوي الذكية، إلى ابتعادها عن نظام أندرويد، وهو ما تؤكده بيانات تسجيل نظام التشغيل الخاص بها.
