هواوي تطلق سباق تلفزيونات الجيل الخامس

بكين - كشفت تقارير إعلامية أن شركة الإلكترونيات الصينية هواوي تخطط لدخول سوق أجهزة التلفزيون الذكية عبر مفاجأة من العيار الثقيل، يمكن أن تعيد رسم خارطة هذا القطاع.

وأكدت التقارير أن الجهاز الذي تعتزم طرحه سيكون أول جهاز تلفزيون ذكي مزود بتكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات “5 جي” وبدرجة وضوح تبلغ 8 كيلو بيكسل. وذكرت أنه سيكون متاحا في الأسواق في وقت لاحق من العام الحالي.

وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار مساعي الشركة الصينية لمنافسة شركتي أبل الأميركية وسامسونغ إلكترونيكس الكورية الجنوبية في سوق الأجهزة المنزلية الرقمية، بعد نجاحها في زيادة مبيعاتها من الهواتف الذكية خلال الربع الأول من العام الحالي بأكثر من 50 بالمئة مقابل تراجع مبيعات جميع منافسيها.

وأشار موقع “سي نت دوت كوم” المتخصص في موضوعات التكنولوجيا إلى أنه في حين أصبحت هواوي ثاني أكبر شركة للهواتف الذكية في العالم من حيث المبيعات بعد سامسونغ فإنها لم تنتج حتى الآن أجهزة تلفزيون.

ولن يكون تلفزيون هواوي المنتظر أول جهاز منزلي تطوره الشركة الصينية يستخدم تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات. فقد سبق أن أعلنت في فبراير الماضي خلال معرض ومؤتمر الأجهزة الجوالة في مدينة برشلونة الإسبانية عن هاتف ذكي قابل للطي بتكنولوجيا الجيل الخامس حمل اسم “هواوي ميت اكس”.

سي نت دوت كوم: تلفزيونات 5جي ستكون نقطة محورية لأجهزة المنزل

وذكر موقع “سي نت” أن تلفزيونات الجيل الخامس لتكنولوجيا الاتصالات يمكن أن تشير إلى نهاية الحاجة إلى كابلات الاتصالات أو أطباق القمر الصناعي لاستقبال البث التلفزيوني.

وأضافت أن تلفزيونات الجيل الخامس يمكن أن تكون نقطة محورية للتواصل مع باقي الأجهزة الإلكترونية في المنزل.

وفي الوقت نفسه سوف تتيح أجهزة تلفزيون الجيل الخامس سرعات أعلى لنقل واستقبال البيانات اللازمة لتشغيل الألعاب الرقمية المصممة بتكنولوجيا الواقع الافتراضي (في آر).

ورغم أن معظم التوقعات تشير إلى أن الكاميرات والأجهزة الرقمية مثل الجيل الجديد من جهاز الألعاب “بلاي ستيشن” سوف تقدم صورا وأفلاما بدرجة وضوح 8 كيلو بيكسل، فإنه لا يوجد الكثير من أجهزة التلفزيون التي تدعم هذه الدرجة من شدة الوضوح.

كما لا توجد أي برامج أو أفلام أو مسلسلات يتم إنتاجها بهذه الدرجة الفائقة من الوضوح، ما يعني أن هواوي سوف تدخل العالم في مرحلة جديدة.

ويعد صعود هواوي الصاروخي ظاهرة نادرة حيث سجلت قفزات هائلة منذ العام الماضي رغم أنها محرومة من السوق الأميركية في وقت تضغط فيه واشنطن على حلفائها لعدم استخدام معداتها المتفوقة لتكنولوجيا شبكات الجيل الخامس للاتصالات. وقد استجابت بالفعل كل من أستراليا ونيوزيلندا وكندا لتلك الضغوط في وقت تنقسم فيه دول أوروبا بشأن استخدام معداتها.

وفي نتائج الربع الأول من العام الحالي عززت هواوي تفوقها على أبل الأميركية في مبيعات الهواتف الذكية، لتؤكد جدارتها باحتلال المركز الثاني، بتسجيل ارتفاع هائل في المبيعات لتسير منفردة عكس تيار تراجع المبيعات الإجمالية للهواتف الذكية على الصعيد العالمي.

وأظهرت أرقام “شركة البيانات الدولية” الصينية، التي تتابع الأسواق، أن مبيعات الهواتف الذكية عالميا شهدت شحن 310.8 مليون هاتف ذكي، بتراجع نسبته 6.6 بالمئة عن الفترة ذاتها من عام 2018 وهو التراجع الفصلي السادس على التوالي. لكن هواوي تحدت ذلك الاتجاه النزولي وسجلت قفزة نادرة في المبيعات خلال الربع الأول من العام بلغت نسبتها 50.3 بالمئة بمقارنة سنوية لتصل إلى 59.1 مليون هاتف.

وتتضح وتيرة قفزة مبيعات هواوي عند مقارنتها بتراجع مبيعات هواتف آيفون الذكية، التي تنتجها أبل بنسبة 30.2 بالمئة في تلك الفترة بمقارنة سنوية، لتنحدر إلى 36.4 مليون هاتف ذكي فقط.

أما سامسونغ الكورية الجنوبية فقد تراجعت مبيعاتها بنسبة 8.1 بالمئة في الربع الأول بمقارنة سنوية لتصل إلى 79.1 مليون هاتف ذكي.

وتشير تلك البيانات إلى أن وتيرة ارتفاع مبيعات هواوي المتواصل ترشحها للوصول إلى انتزاع الصدارة من سامسونغ خلال وقت قريب.

وقالت شركة البيانات الدولية الصينية إن هذه النتائج تعد مؤشرا على أن العام الحالي سيكون عاما جديدا من التراجع الإجمالي في عمليات شحن الهواتف الذكية، باستثناء النمو القوي الذي تشهده هواوي.

وأكد رايان ريث مدير برنامج الأجهزة المحمولة في شركة البيانات الدولية أنه “بات من الواضح بشكل متزايد أن هواوي تركز بشكل كبير على تعزيز موقعها في عالم الأجهزة الجوالة، مدفوعة بشكل أساسي بمبيعات الهواتف الذكية”.

وأضاف أن “التحديات لا تزال تواجه سوق الهواتف الذكية بالمجمل في كافة المجالات تقريبا، لكن هواوي تمكنت من زيادة عمليات الشحن التي تجريها بأكثر من 50 بالمئة”.

وتنتظر الأسواق الآن هاتف هواوي ميت اكس القابل للطي في الشهر المقبل بعد نكسة هاتف سامسونغ المنافس، والذي تم تأجيل طرحه بعد انتقادات وأعطال في الطرح المحدود للخبراء والصحفيين.