رياضة الشطرنج في ضيافة تونس رغم غياب التغطية الإعلامية

تونس – تستعد تونس لاستقبال “مهرجان الساحل الدولي للشطرنج” في الفترة الممتدة من الثامن عشر من شهر أبريل الحالي إلى غاية الخامس والعشرين منه، وهي دورة دولية كبيرة ستحتضن نخبة من كبار اللاعبين في العالم بمحافظة سوسة، وفق منظميها. وعلى الرغم من أهمية هذا الحدث ووجود دورات عالمية على مستوي جيد، فإن هذه اللعبة التي لطالما اعتبرت من أشهر وأقدم الألعاب الذهنية وأُطلقت عليها تسمية “لعبة الملوك”، متروكة في تونس ولا تحظى بالاهتمام اللازم مقارنة ببقية الدول العربية.
ويرى حكم الاتحاد الدولي، حسن يعقوبي، أن مثل هذه الدورات على قلتها بإمكانها دعم قطاع السياحة في تونس، إذ ستستقطب عددا من اللاعبين من كافة أنحاء العالم، مشيرا إلى أنه من شأن هذه الدورات أيضا الترفيع في مستوي لاعبي النخبة، إذ ستجعلهم أكثر احتكاكا بلاعبين على مستوى عال من الخبرة.
وشدد يعقوبي في حديثه لـ”العرب” على أن نادي القصيبة برئاسة شاهر الدين الميلادي، ومقره محافظة المنستير، حريص على تنظيم أكبر الدورات بمشاركة أساتذة دوليين من شتى أنحاء العالم، رغم ما يواجهه من صعوبات مادية. وتشهد الفترة الحالية تسجيل عدد كبير من اللاعبين واللاعبات الراغبين في المشاركة في هذه الدورة والمنافسة على جوائزها المالية القيمة التي تقدّر بنحو 2.3 آلاف دولار.
وأكد رئيس الحكام في هذه الدورة المنتظرة، أكرم الجميعي، أن هذه الدورات كشفت عن المستوى المتميز الذي يتحلى به الحكام التونسيون الذين أثبتوا كفاءة وقدرات هائلة، في إدارة وتحكيم أكبر الدورات.

وأضاف الجميعي لـ”العرب” أن “الدورة السابقة شهدت مشاركة أكثر من 12 دولة”، مشيرا إلى أن هذه البطولات تستقطب في العموم العديد من الأساتذة الدوليين، إلى جانب عدد من محبي اللعبة واللاعبين الصغار الذين ينتمون إلى مختلف مدارس التكوين الموجودة في تونس. وتابع قائلا إن القائمة الحالية لم تحدد بعد لكن من المتوقع أن تشارك عدة دول عربية كالجزائر وليبيا والعراق والمغرب ومصر، إلى جانب دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى أن هناك حضورا لافتا للاعبين التونسيين من النخبة أيضا، علما وأن محمد علي بودريقة من تونس كان الفائز في الدورة السابقة رغم شدة المنافسة.
ويشكو منظمو مهرجان الساحل الدولي للشطرنج من قلة تسليط الأضواء على مثل هذه البطولات الهامة في تونس، بالإضافة إلى غياب الدعم المالي لتمويل مثل هذا الحدث. وقال شاهر الدين الميلادي، رئيس جمعية القصيبة، وهو منظم الدورات، إنه إلى جانب غياب ممولين لهذه اللعبة، تعاني رياضة الشطرنج أيضا من نقص كبير في التغطية الإعلامية، مع الاكتفاء بالبث المباشر للمقابلات والنتائج عبر موقع إلكتروني على الإنترنت.
وأضاف الميلادي لـ”العرب” أنه غالبا ما يكون الحضور الإعلامي منعدما مقارنة ببقية فعاليات الأحداث، موضحا أن الشطرنج لا يرقى إلى كونه رياضة ويتم التعامل معه على أنه حدث نخبوي بحت لا يدر مداخيل للدولة.