الدراما الخليجية: مسارات مختلفة تكسر المحظورات كما ونوعا

"شير تشات" يعيد السعودي فايز المالكي للتمثيل بعد انقطاع، و"المهلب بن أبي صفرة" يتصدر الأعمال الإماراتية.
الجمعة 2018/12/28
"العاصوف" سلط الضوء على الصحويين في السعودية

المتابع للإنتاج الدرامي الخليجي في العام 2018 الذي شارف على الانتهاء، سيلحظ تغيرا كبيرا في مستوى الأعمال الدرامية الخليجية عما كان عليه في السنوات السابقة، فهناك طفرة حقيقية على مستوى المعالجات الإخراجية والتصوير، إضافة إلى المحتوى نفسه الذي بدا متمتعا بجرأة نسبية في طرح العديد من القضايا الاجتماعية التي تشغل بال المجتمع الخليجي  بشكل عام.

مثلت أزمة البدون في الكويت، وبعض السلوكيات المستهجنة لرجال الحسبة في السعودية، ومناقشة بعض العادات والتقاليد التي لم تعد مستساغة لجيل الشباب الحالي، وغيرها من القضايا الأخرى التي تمس الواقع الاجتماعي أو التاريخي لأهل الخليج عامة، أو فئة الشباب منهم على نحو خاص، أهم سمات المشهد الدرامي الخليجي في العام 2018.

وشهد 2018 كما كبيرا من الأعمال الخليجية التي توزع عرضها على أشهر العام خلافا للموسم الرمضاني الذي حظي كما تعودنا بالنصيب الأوفر منها.

نجوم ونجمات الكويت كانوا حاضرين بقوة في عدد من الأعمال الدرامية التي تم عرضها هذا العام، من بين هؤلاء على سبيل المثال الفنانة سعاد عبدالله التي قدمت لنا هذا العام عملين دراميين، عرض الأول في رمضان الماضي وهو مسلسل “عبرة شارع″ للمخرج منير الزعبي، أما العمل الآخر فقد عرض في موسم الخريف وهو مسلسل “هم نوايا” للمخرج عيسى دياب.

أما الفنانة حياة الفهد فقد شاركت هذا العام بمسلسل “مع حصة قلم” من إخراج مناف عبدال، في حين ظهرت النجمة هدى حسين في مسلسل اجتماعي واحد تحت عنوان “عطر الروح” للمخرج البحريني محمد القفاص.

طائفة أخرى متميزة من الأعمال الدرامية الكويتية كنا على موعد معها هذا العام أيضا، نذكر منها على سبيل المثال مسلسل “الخافي أعظم” للمخرج أحمد يعقوب المقلة، ومسلسل “روز باريس” الذي عرض في موسم الخريف للمخرج حمد البدري.

2018 أعاد المخرج الكويتي غافل فاضل للإخراج الدرامي بعد طول غياب

أما المخرج علي العلي فقد قدم لنا مسلسل “الخطايا العشر”، وفي إطار تراثي كان لنا موعد مع المخرج البيلي أحمد في مسلسله “سموم المعزب”، وفي إطار اجتماعي التقينا مع مسلسل “آخر شتا” للمخرج السعودي فيصل العميري، وكذلك مسلسل “التاسع من فبراير” للمخرج الأردني سائد بشير الهواري، وفي خصوص المخرج محمد الكندري فقد كان له عمل وحيد هذا العام وهو مسلسل “المواجهة”.

وشهد هذا العام أيضا عودة قوية للمخرج الكويتي غافل فاضل بعد غياب دام أكثر من خمس سنوات عن الإخراج الدرامي في مسلسل “عمود البيت” الذي عرض في موسم الخريف، كما عادت المخرجة الكويتية هيا عبدالسلام أيضا بمسلسل “كلام أصفر” بعد غياب ثلاث سنوات عن الإخراج الدرامي.

وحضرت الدراما السعودية هذا العام بقوة من خلال عدد من الأعمال الدرامية الهامة التي أثار بعضها الجدل، على رأس هذه الأعمال يأتي مسلسل “العاصوف” والذي يتعرض للتحولات التي شهدتها مدينة الرياض على مدى خمسة عقود من الزمن، راصدا للحياة الاجتماعية السعودية قبل ما يعرف بالطفرة، وقبل التحولات الفكرية التي طالت بعض فئات المجتمع في نهاية السبعينات من القرن الماضي.

والمسلسل من إخراج المثنى صبح وتأليف الراحل عبدالرحمن الوبلي، وبطولة ناصر القصبي وعبدالإله السناني وريماس منصور، وكان المسلسل قد أشعل جدلا واسعا لدى بعض السعوديين منذ انطلاق الإعلان الأول له وتوارد التصريحات حول محتواه، وخاصة تلك المتعلقة بحركة الصحويين، إذ اعتبر البعض أنه يسلط الضوء على الصحويين في السعودية وتناولهم في شكل سلبي، بغرض تقديم التدين بأنه لا يتعدى حالة طارئة على المجتمع، وفي إطار فانتازي قدم لنا المخرج محمد دحام الشمري مسلسله “بات نايت”.

وعلى جانب آخر كان متابعو الدراما السعودية على موعد مع الكوميديا السعودية من خلال عدد من الأعمال المميزة، إذ شهد هذا العام عرض الجزء السابع من مسلسل “شباب البومب” للمخرج سمير عارف، وكذلك مسلسل “بدون فلتر” للمخرج السعودي ماجد الربيعان.

"المهلب بن أبي صفرة" قراءة تاريخية مغايرة
"المهلب بن أبي صفرة" قراءة تاريخية مغايرة

كما شهد هذا العام عودة الفنان السعودي فايز المالكي بعد انقطاع، من خلال المسلسل الكوميدي “شير تشات” وهو عبارة عن حلقات درامية قصيرة تتحدث عن مستجدات المجتمع السعودي بعد انفتاحه الثقافي.

وفي إطار كوميدي أيضا اجتمع النجمان السعوديان حبيب الحبيب وأسعد الزهراني في مسلسل “عوض أبا عن جد” من إخراج أوس الشرقي وتأليف خلف الحربي، كما عاد المخرج ماجد الربيعان بمسلسل جديد وهو “بدون فلتر”.

ومن الكوميديا إلى الأجواء الاجتماعية المثيرة كان لنا موعد مع مسلسل “التدوينة الأخيرة” للمخرج محمد مكي، وفي أول تجاربه الدرامية استطاع المخرج السعودي مجتبى سعيد أن يقدم لنا توليفة درامية مختلفة ومتميزة من خلال مسلسله “حب بلا حدود” الذي يدور في إطار اجتماعي حول العديد من التحديات التي تواجه الشباب السعودي هذه الأيام.

وتضاف هذه الأعمال وغيرها إلى رصيد الدراما السعودية التي تبحث لنفسها عن مسارات مختلفة، بعيدا عن الأشكال النمطية المعتادة.

كما كان للدراما الإماراتية أيضا حضور مميز في العام 2018 بمجموعة من الأعمال التي تنوعت بين التاريخي والتراثي والكوميدي، ومن هذه الأعمال مسلسل “حدك مدك” بطولة الفنان الإماراتي عبدالله زيد وأحمد الجسمي وجمعة علي وأمل محمد، وهو عمل كوميدي يدور حول قرية بعيدة عن العمران، يعيش فيها الصديقان حدك ومدك، اللذان يرتبطان معا بعلاقة قوية رغم اختلاف طباعهما.

ويبدو أن صناع الدراما الإماراتية يراهنون على القيمة الفنية للأعمال المقدمة بصرف النظر عن عددها، يتضح ذلك في نوعية الأعمال الإماراتية التي تم عرضها هذا العام رغم قلتها، والتي أثار بعضها الجدل وفتح العديد من النقاشات الخلافية حول الشخصيات التاريخية التي تناولتها تلك الأعمال، كما حدث في مسلسل “المهلب بن أبي صفرة” والذي يؤرخ لسيرة إحدى الشخصيات الخليجية التاريخية التي كان لها شأن كبير في بداية تكوين الدولة الأموية، أو مسلسل “الماجدي بن ظاهر”.

17