"ريموت أبوظبي" ينتقل بالمسرح إلى الشارع

عرض "ريموت أبوظبي" يشكّل رحلة استكشاف بصرية ورقمية يتجوّل فيها الجمهور بالبناء على البنية الدرامية للمكان الذي يحتضنه العرض.
السبت 2018/11/24
رحلة استكشاف بصرية ورقمية

أبوظبي - يستعد مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي لاصطحاب زوّاره من مقاعد المسرح إلى شوارع أبوظبي، وذلك من خلال عرض “ريموت أبوظبي” من فرقة “ريميني بروتوكول”، والذي يشكّل رحلة استكشاف بصرية ورقمية تستمر على مدار شهري نوفمبر وديسمبر 2018 ويناير 2019.

وتتمحور فكرة العمل حول صوت مولّد بالكمبيوتر يوجه المشاركين عبر السماعات للسير عبر المدينة، لتسري الحياة في معالمها المألوفة وغير المألوفة وسط أجواء شبيهة بأفلام الخيال العلمي.

وتأتي هذه التجربة النوعية في سياق المشروع طويل الأمد “ريموت إكس”، لتناقش دور الذكاء الاصطناعي الذي بات واقعا وشيكا في مدن المستقبل، وبذلك يجعل مشروع “ريموت إكس” من العالم مختبرا متنقلا للأبحاث والتجارب، موظفا البنى الدرامية للوجهات السابقة، والتي شملت حتى الآن 24 مدينة في أوروبا وروسيا والهند والأميركيتين وغيرها، مما يشير إلى أن العمل ينطلق في كل مدينة جديدة من قاعدة العروض السابقة، ولكنه يواصل في الوقت ذاته كتابة خيوط درامية جديدة في كل مرة.

وفي كل نسخة جديدة يقوم العرض الذي يتجوّل فيه الجمهور بالبناء على البنية الدرامية للمكان الذي احتضنه في السابق، متطلعا في كل مدينة إلى أماكن مشابهة لكنها ليست بالضرورة متماثلة، وإلى أماكن لها خصوصية شديدة؛ وبهذا يكتب سيناريو جديد لكل موقع جديد. وفي “ريموت أبوظبي” يقود صوت صناعي الجمهور سيرا على الأقدام إلى العديد من المواقع الداخلية أو الخارجية في مركز المدينة تم اختيارها بعناية، وأثناء السير عبر المدينة، يُتاح لكل فرد من المشاركين أن يرى مواقع مألوفة أو غير مألوفة تتوالى كمشاهد فيلم سينمائي خيالي.

وتُشكل نسخة أبوظبي -“ريموت أبوظبي”- عرضا متكررا يقام بالتعاون بين مركز الفنون و”فن أبوظبي”، المعرض الفني السنوي الرائد الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، وهو جزء من “دروب الطوايا”، برنامج الفنون الأدائية الخاص بمعرض فن أبوظبي.

يُذكر أن فرقة “ريميني بروتوكول” تأسست بجهود هيلغارد هاوج وشتيفان كايجي ودانييل فيتسل، حيث يعمل هؤلاء المخرجون والمؤلفون سوية منذ العام 2000، ويقدمون أعمالا في مجالات المسرح والصوت والراديو إلى جانب السينما والأعمال الفنية التركيبية، وتهدف رؤيتهم في “بروتوكول” إلى استخدام الأدوات النظرية لتطوير وجهات نظر غير اعتيادية حول الواقع.

وفي معرض حديثه عن تنامي المشهد الفني في العاصمة الإماراتية، ودور الفعاليات الفنية من قبيل فن أبوظبي في ذلك، قال بيل براغين، المدير الفني التنفيذي لمركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي “في بداية انتقالي إلى أبوظبي، كنت متحمسا للغاية لبرنامج دروب الطوايا والذي كان قد بدأ في ذلك الوقت باستقطاب عروض فنية هامة إلى العاصمة، وقد ذُهلتُ تماما من خلال تجربتي كواحد من الجمهور المشارك في ريموت أبوظبي، والذي ساعدني على رؤية موطني الجديد أبوظبي بطرق مختلفة، كما لمستُ في طارق أبوالفتوح روح القيّم الفني التي تشابه شخصيتي، وأنا سعيد لأنه تمكّن من التقريب بيننا وبين فن أبوظبي من خلال هذا العمل، والذي يساهم في تنشيط المدينة بأسلوب مبتكر للغاية”.

يُذكر أن المسيرات الأدائية تنطلق أسبوعيا كل يوم جمعة، ويتوفر التوجيه الصوتي للمشاركين باللغتين العربية والإنكليزية.

13