استذكار مئوية محمد فوزي وليلى مراد بملصقات الأفلام

يعدّ معرض “شحات الغرام”، الذي يكرّم محمد فوزي وليلى مراد في مئويتهما، بمثابة إبحار بصري في تاريخ نجمين لم يغيبا عن الوجدان المصري والعربي، ورسالة حاشدة تحمل سطورًا خفية وتفاصيل ربما لا تعرفها الأجيال الجديدة، وهو أيضا تكريم للفن الجميل باستعادة أبرز نماذجه وأنضجها في عصر ازدهار مصر وتألق قوتها الناعمة.
القاهرة- يُحيي معرض “شحات الغرام” الذي اختتم، الأحد، الذكرى المئوية لميلاد نجمي الغناء والسينما محمد فوزي وليلى مراد، ويتضمّن صورًا فوتوغرافية نادرة لهما وملصقات أفلامهما، وكلمات أغنياتهما التي تستعيد ذاكرة الفن الجميل.
ثمة حكايات فنية لا تموت، وكواليس تقترن بأعمال سينمائية وغنائية خالدة يصعب نسيانها، منها دويتو “شحات الغرام” لمحمد فوزي وليلى مراد الذي حقق نجاحًا باهرًا ضمن أحداث فيلمهما “ورد الغرام”.
وتأتي مئوية بطلي هذا الفيلم لتشكّل حدثًا جديرا بالاحتفاء تحتضنه دار الأوبرا المصرية، لاستعادة روحي محمد فوزي وليلى مراد من خلال صورهما الفوتوغرافية وملصقات أفلامهما وكلمات أغنياتهما البديعة، وذلك بالتوازي مع انعقاد المهرجان القومي للسينما المصرية.
مثلما التقى محمد فوزي (1918-1966) وليلى مراد (1918-1995) في أكثر من عمل فني، غنائي وسينمائي، فإنهما التقيا في سنة الميلاد منذ مئة عام بالتمام والكمال، الأمر الذي جعل مئويتهما معًا مناسبة بارزة لإحياء ذكراهما واستعادة مناخ الفن الجميل ونهضة القوة الناعمة بمصر في القرن الماضي.
لا يُعدّ المعرض الفني “شحات الغرام” بمركز الهناجر للفنون، والذي أقيم من 28 أكتوبر الماضي إلى 4 نوفمبر، مجرّد معرض صور فوتوغرافية ساكنة، لكنه حالة زاخمة تحرك أوتار القلوب، وتحيي من جديد ثنائي الغناء الأصيل والأنغام الساحرة محمد فوزي وليلى مراد من خلال أشهر أعمالهما المنفردة والمشتركة، وعلى رأسها فيلم “ورد الغرام” للمخرج هنري بركات في عام 1951 الذي شهد دويتو “شحات الغرام”.
إذا كانت السينما هي لحظات لا تُنسى، وفق شعار الدورة الثانية والعشرين للمهرجان القومي للسينما، فإن معرض “شحات الغرام” يجسّد تلك الرؤية النابضة، من خلال حكاياته التي لا تموت.
العشرات من الصور، والملصقات، والقصاصات الصحافية النادرة، تجسّد اللقاءات المشتركة لنجمي العصر الذهبي، وتصف كواليس أفلامهما ومشاهدها التمثيلية والغنائية.
فتح المعرض نوافذ عديدة على المحطات البارزة في حياة محمد فوزي وليلى مراد، بما يعد شريطًا مصورًا متحركًا يؤرخ لرحلة كل منهما الفنية، وأعماله التي ضمت العشرات من النجوم في الموسيقى والغناء والتمثيل، ولقاءاته الشخصية بالأصدقاء ورفقاء المسيرة الفنية.
كانت لقطات معرض “شحات الغرام” انتقائية، دالة، فهي تصطاد اللحظات المعبّرة عن ثيمة الفيلم وخطه الدرامي الأساسي بذكاء، وقدرة على تشريح الأحداث والتذكير بها من خلال كادرات قليلة، فضلًا عن إبراز بعض الوقائع الفنية المهمة، كلقاء ليلى مراد وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في فيلمهما “يحيا الحب” في عام 1938، للمؤلف عباس علام والمخرج محمد كريم.
وتعد حكاية لقاء ليلى مراد وعبدالوهاب، التي يسردها معرض الهناجر بالصور، القصة الأبرز في حياتها الفنية، فهي التي ضربت لها موعدًا مع النجومية الواسعة. طاف زوّار معرض “شحات الغرام” في دهاليز أعمال فنية وسينمائية هي علامات ورموز في سجل صنّاعها وذاكرة الجمهور، منها أفلام “غزل البنات”، “شاطئ الغرام”، “الزوجة السابعة”، “سيدة القطار”، “الروح والجسد”، “الآنسة ماما”، “حبيب الروح”، وغيرها.