الحكومة المصرية تعيد تشكيل المشهد الحزبي لصالح "مستقبل وطن"

مستقبل وطن أصبح صاحب اليد العليا داخل "دعم مصر" بعد أن نجح في ضم 360 نائبا من إجمالي 400 نائب.
الثلاثاء 2018/09/18
الاستحقاقات المقبلة تفرض إنشاء ظهير سياسي

القاهرة - تمهد سيطرة حزب مستقبل وطن، أكبر الأحزاب تمثيلا في البرلمان، على رئاسة ائتلاف “دعم مصر”، صاحب الأغلبية، لإدخال تعديلات على مستوى الظهير السياسي للحكومة قبل أسبوعين من بدء دور الانعقاد الرابع والأخير للبرلمان المصري، كبروفة أخيرة للارتكان عليه كزعيم للأغلبية في انتخابات المحليات ثم البرلمان بعد ذلك.

وحسم عبدالهادي القصبي نائب رئيس حزب مستقبل وطن، الاثنين، رئاسة ائتلاف الأغلبية بالبرلمان لصالحه بالتزكية، بعد تراجع طاهر أبوزيد النائب الأول لرئيس الائتلاف، ومحمد علي يوسف نائب رئيس الائتلاف، عن خوض الانتخابات، وقبلهما امتنع محمد السويدي رئيس الائتلاف عن الترشح دون إبداء أسباب.

وقالت مصادر برلمانية لـ”العرب” إن مستقبل وطن أصبح صاحب اليد العليا داخل “دعم مصر” بعد أن نجح في ضم 360 نائبا من إجمالي 400 نائب في الائتلاف إليه، ما مكنه من السيطرة على أغلبية ساحقة في البرلمان (590 نائبا)، ومكنت هذه الخطوة الحزب الوليد من خلق شكل جديد داخل البرلمان، بعد أن كانت الأغلبية للنواب المستقلين.  وتسعى الجهات الرسمية (أمنية) التي ترعى تحركاته إلى أن تخلق صورة مشابهة لنفوذ الحزب الوطني الديمقراطي (المنحل) الذي ظل مسيطرا على المشهد طوال ثلاثين عاما.

وما يدعم الارتكان على “مستقبل وطن” الفترة المقبلة، أن الأجهزة الأمنية التي تتحكم في مفاصل المشهد السياسي وجدت صعوبات كبيرة في إيجاد بديل مناسب للحزب الوطني، منذ اندلاع ثورة يناير وصدور حكم بحله في العام 2012، وفشلت في النفاذ إلى الكتل الانتخابية الكبيرة بالمحافظات عبر “دعم مصر” الذي تعارض دوره الخدمي في الأقاليم مع قواعد الأحزاب التابعة له.

برلمانيون يتوقعون أن يحسم الحزب عددا كبيرا من اللجان عقب سيطرته على رئاسة ائتلاف الأغلبية، فيما عدا اللجان الأساسية التي لا يتم إدخال تعديلات عليها

وأقدم ائتلاف الأغلبية على افتتاح مقرات له بالمحافظات المختلفة، بالتوازي مع طرح دوائر سياسية قريبة من الحكومة فكرة إمكانية التحول إلى حزب سياسي، غير أنها اصطدمت برفض غالبية الأحزاب الاندماج داخله، والتي أجهض معظمها نجاح “مستقبل وطن” في إبرام العديد من الصفقات السياسية التي رجحت موقفه.

وقال عصام هلال أمين التنظيم السياسي بحزب “مستقبل وطن”، لـ”العرب”، إن هناك خطتين للعمل الفترة المقبلة، الأولى ترتبط بتعزيز كيانات الحزب التنظيمية داخل المحافظات بما يدعم شعبيته في تلك المناطق، من خلال التوسع في المشروعات الخدمية المقدمة للمواطنين، وجذب أكبر عدد ممكن من الكوادر الجديدة عبر الأنشطة التي ينظمها الحزب، وشارك فيها مؤخرا حوالي 42 ألف شاب من محافظات مختلفة.

وترتبط الخطة الثانية بالمهام الجديدة التي ستوكل للحزب باعتبار أنه يستحوذ على أغلبية نواب البرلمان، والسير باتجاه توزيع رؤساء اللجان خلال دور الانعقاد الثاني الشهر المقبل، بما يحافظ على نسب تواجد نوابه في البرلمان، والعمل على تسيير عمل الائتلاف بصورة تضمن استمرار عمله حتى نهاية عمل البرلمان. ومنتظر إدخال تعديلات على أعضاء المكتب السياسي للائتلاف بعد فوز القصبي برئاسته، وأنه سيراعي مشاركة جميع الأحزاب والكيانات داخله، مع وجود أدوار أكبر لنواب الحزب.

ومعروف أن القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر، ونشاطه السياسي محدود، ما يعني أن القرار السياسي في الائتلاف برمته قد يكون بيد آخرين، وتتحكم فيه جهات لعبت دورا مهما في الخروج بهذه الصيغة إلى النور.

ويتوقع برلمانيون أن يحسم الحزب عددا كبيرا من اللجان عقب سيطرته على رئاسة ائتلاف الأغلبية، فيما عدا اللجان الأساسية التي لا يتم إدخال تعديلات عليها، مثل لجنة الدفاع والأمن القومي والشؤون العربية وحقوق الإنسان، كما أن الحزب سوف يواجه منافسة وحيدة، وقد تكون سهلة من حزب الوفد الليبرالي الذي يسعى لإثبات نفسه باعتباره ممثلا عن المعارضة.

 وأوضح عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، أن الأجهزة التي تدير المشهد الراهن تعول على مستقبل وطن  في التعبئة للأجندة الانتخابية المقبلة، وبالتالي فإنها تدعم تحركاته داخل الأقاليم بشكل أساسي، على حساب الأدوار السياسية التي توزع بالتراضي بين جميع الأطراف داخل ائتلاف دعم مصر.

2