زعيمة الحزب الاشتراكي المغربي: مشروع العدل والإحسان استبدادي

نبيلة منيب تعتبر أن هدف العدل والإحسان من عدم المشاركة في مسيرة الدار البيضاء هو إظهار الحزب الاشتراكي الموحد في صورة الأقلية.
الاثنين 2018/07/23
رسالة مشفرة

الرباط - أثارت تصريحات الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب جدلا واسعا في المغرب إذ انتقدت جماعة العدل والإحسان، وهي جماعة شبه محظورة في المغرب، واتهمتها بأنها “تحمل مشروعا استبداديا”.

وجاء هجوم منيب مباشرة بعد عدم مشاركة جماعة العدل والإحسان في مسيرة نظمت في مدينة الدار البيضاء، في وقت سابق من الشهر الجاري، للمطالبة بالإفراج عن معتقلي حراك الريف.

وقالت منيب، في تصريحات صحافية، إن مسيرة الدار البيضاء التي دعا إليها حزبها للتنديد بالأحكام التي صدرت في حق نشطاء احتجاجات الريف حضرتها عدة تنظيمات وجمعيات بما فيها هيئة المحامين في الدار البيضاء. وأضافت، في مقارنة بين مسيرة الدار البيضاء ومسيرة أخرى نظمت في مدينة الرباط في وقت سابق من الشهر الحالي، “مسيرة الدار البيضاء كانت تلقائية وقوية وليس في العدد” تكمن أهميتها.

وكانت مسيرة الرباط التي انتظمت في 15 يوليو قد شهدت مشاركة كبيرة للعديد من التنظيمات بما فيها الإسلامية وعلى رأسها جماعة العدل والإحسان، فيما غابت هذه التنظيمات عن مسيرة الدار البيضاء التي انتظمت في 8 يوليو.

واعتبرت منيب أن هدف العدل والإحسان من عدم المشاركة في مسيرة الدار البيضاء هو إظهار الحزب الاشتراكي الموحد في صورة الأقلية، موضحة أن توجه حزبها منذ البداية كان واضحا عكس توجه الجماعة التي تخفي حقيقتها عن المغاربة وتبنيها لفكرة الخلافة. وأكد محمد ياوحي الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، لـ”العرب”، أن “تصريح زعيمة اليسار الاشتراكي الموحد هو رسالة مشفرة إلى حلفائها” من اليساريين.

وأوضح أن الأطراف المقصودة بهذه الرسائل هي التي تنتمي إلى النهج الديمقراطي المحسوب على أقصى اليسار “والغارق في الشعبوية، والذي وصل به الهذيان السياسي حد التحالف مع جماعة العدل والإحسان” المحسوبة على حركات الإسلام السياسي.

 وقال إن “موقف منيب سليم وينسجم مع التحليل العلمي اليساري للمشهد السياسي بالمغرب”. لكن ياوحي يرى أن تصريحات منيب الأخيرة غير منسجمة مع دعوة حزبها لنموذج الملكية البرلمانية الذي يعطي صلاحيات واسعة للحكومة المنتخبة ويراهن على صناديق الاقتراع. وقال إن منيب غفلت عن أن صناديق الاقتراع تهيمن عليها الجماعات الإسلامية حاليا عن طريق جمعياتها الدعوية والخيرية وأنها تغلغلت وسط فئات المجتمع المهمشة مستغلة الخطاب الديني وهشاشة هذه الطبقات سهلة التأثر.

وكان الحزب الاشتراكي الموحد وأحزاب يسارية صغيرة قد دعت إلى مسيرة الدار البيضاء في الثامن من يوليو لم تشارك فيها التنظيمات الإسلامية.

وأكد ياوحي أنه ليس خافيا أن جماعة العدل والإحسان رغم مقاطعتها الظاهرية للانتخابات فإن أنصارها يصوتون لصالح حزب العدالة والتنمية، الذي قبل بشروط اللعبة السياسية ودخل المؤسسات عن طريق

الانتخابات.

4