الخلافات تحوّل الأزواج إلى مرضى نفسيين

قد تتحول الحياة الزوجية إلى مشاجرات وأحزان ودموع، وقد يتحول أمرهما إلى معاناة من بعض الأمراض العصبية، وينتهي بهما الأمر إلى العيادة النفسية.
ويقول محمد عبدالعزيز، أستاذ علم الاجتماع، إن العلاج النفسي ليس عيبا ويلعب دورا فاعلا وإيجابيا في الحياة الزوجية عند وجود معاناة نفسية ومرض نفسي لدى أحد الزوجين. وأوضح أن المرأة التي تصاب باكتئاب بعد الولادة تصبح عصبيّة المزاج وتفضل الانعزال عن زوجها، الذي قد يظن أنها تنفر منه وتتعمّد توتير الأجواء معه فقط، بينما تكون تلك أعراضا لاكتئابها النفسي المرتبط بالولادة وتبدّل الهرمونات في الجسم.
ويشير عبدالعزيز إلى أن حلّ الخلاف الزوجي اختصاص متفرع من علم الاجتماع وهو فن مستقل له فصوله العلمية، ويختلف كثيرا عن تدخل الأهل والأصدقاء بين الزوجين.
وينصح بضرورة أن يحل كل فرد مشكلاته الزوجية بمعالج نفسي متخصص..
ومن جانبها تقول أميرة الحسيني، أستاذة الدراسات النفسية، “أود أن أشير إلى قضية مهمة تحدث بين الزوجين، وهي الصمت المؤلم حيث يتخذ كل فرد موقفا صامتا ولا يتحدث مع الطرف الآخر ويظل كل من الزوجين يكبت مشاعر الغضب والقهر والحزن، ومن ثم تتراكم المشاكل ويسود الإحباط والحزن بين الزوجين ويصاب الزوج بالاكتئاب والزوجة تقع ضحية التوتر والقلق، ولذلك أطالب كل زوج وزوجة بأن يفتحا قلبهما ويعبرا عن مشاعرهما ولا يستسلما لليأس أو الحزن لأن هذه بداية الدخول إلى باب المرض النفسي”.
ويرى عادل مدني، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن الأزواج الذين يذهبون إلى العيادات النفسية لمعالجة خلافاتهم الزوجية هم من المثقفين الذين لديهم وعي بأهمية الطب النفسي أو من الأغنياء القادرين على دفع التكاليف، لكن هذا لا يمنع من تردد بعض أبناء الطبقة المتوسطة أيضا. وعندما تتصاعد الخلافات الزوجية ويرى كل طرف أن الطلاق هو الحل الصعب الذي يهدد كيان الأسرة يتجهون إلى العيادة النفسية لطلب النصيحة، وللبحث عن حل يعيد السلام المفقود لجو الأسرة، وقبل أن تحول الخلافات الأزواج والزوجات إلى مرضى نفسيين.