فنان سوري يعالج بالموسيقى ويعلّمها عبر الإنترنت

الموسيقي السوري يؤكد أنه لا يصف دواء ولا يوقف آخر، فهو ليس بديلا عن الطب العادي إنما يلعب دورا مكملا أساسيا له.
السبت 2018/06/30
جوان قره جولي: في الموسيقى أكثر من دواء

يعرف الجمهور السوري خاصة والعربي عامة جوان قره جولي كأحد أهم العازفين على آلة العود، حيث سبق له أن شارك في العديد من الحفلات الموسيقية في سوريا والعالم العربي، عازفا على آلته المحبّبة إلى قلبه بطريقته المتفردة، لكن طموح قره جولي لم يتوقف عند هذا الحد. “العرب” التقت الفنان السوري في دمشق، فكان هذا الحوار عن ابتكاراته غير المسبوقة في المجال الموسيقي.

يمتلك عازف العود السوري جوان قره جولي رؤية خاصة للموسيقي تذهب به بعيدا حيث العمق، وهو الذي نال درجة الدكتوراه في فلسفة الموسيقى، ومن هناك أقدم على العلاج الطبّي عبر الموسيقى، كما ابتكر أسلوبا تفاعليا لتعليم الموسيقى عبر الإنترنت.

بداية أسّس قره جولي “معهد أوتار”، ومنه تفرّع موقع “أوتار أون لاين” الذي علّم الموسيقى للعشرات من السوريين والعرب عبر الإنترنت، وعنه يقول قره جولي “نحن نؤمن بأن الموسيقى فن للجميع، أحد الموسيقيين قال، الأشياء الصعبة تأخذ وقتا، والأشياء المستحيلة تأخذ وقتا أطول بقليل، ومع إيماننا بضرورة تعلم الموسيقى وإيصالها إلى أبعد نقطة ممكنة أوجدنا هذا الموقع لكي يكون في مستطاع أي شخص”.

ويتميّز “أوتار أون لاين” بتدريسه لطلابه لا من خلال الفيديو فقط، بل يكون الأستاذ مباشرة مع الطالب عبر شبكة الإنترنت بشكل مباشر ومتفاعل، ومن هناك يمنح قره جولي شهادة معترفا بها لكل طالب باشر تعليمه على مدى ثلاث سنوات كحد أدنى.

ويؤكد قره جولي “الموقع مرخص رسميا في سوريا من قبل وزارة الثقافة ووزارة الاتصالات، وقد أوجدنا في الموقع معلومات موسيقية وأيضا معلومات عن موسيقيين كبار سابقين ومعاصرين”.

وعن تفاعل الناس مع هذه الطرق المبتكرة من حيث التعلم الموسيقي، يقول قره جولي “لدينا طلاب مع أوتار أون لاين من سوريا ومنطقة الخليج وأوروبا، وقد واجهتنا مشكلات في البداية نتيجة الحصار المفروض على سوريا ثم غرابة الفكرة، نحن في موقعنا ننشر الفن والحب والموسيقى والغناء، ونبتعد عن العنف وتبعاته، ونحاول أن نوصل هذه الرسالة إلى كل الناس في العالم، وأتمنى أن يصل هذا الموقع إلى كل الناس، حيث لا معاهد للموسيقى”.

ولم يكتف جوان قره جولي بدخول مضمار التعليم الموسيقي من خلال الإنترنت، بل تجاوزه ليقدّم حلولا طبية عبر الموسيقى على الإنترنت من خلال موقع doctormusliconlie.com الذي سينطلق قريبا، وعنه يقول “الموقع مخصص  للعلاج النفسي والعصبي عن طريق الموسيقى، والحيز الأكبر سيكون للأمراض العصبية، حيث المعلومات الصالحة للعلاج متوفرة في "كتاب الموسيقى الكبير" للفارابي منذ المئات من السنين”.

والأمراض النفسية التي تعالج في الموقع هي: التوتر والقلق والأرق والاكتئاب، كما يعالج الموقع القصور في عمل الدماغ، وآلام الأطراف ذات المنشأ العصبي، وآلام المعدة، وارتفاع ضغط الدم، الذي يكون سببه تأثيرا عصبيا انفعاليا، والمفاجأة تتمثل في وجود العناية بالمرأة الحامل عن طريق الموسيقى، وهنا يقول قره جولي “الجنين في الأسبوع الحادي والعشرين يبدأ بسماع صوت قلب الأم، وهي أجمل آلة موسيقية، صوت قلب الأم يجب أن يكون منتظما حتى يكون الطفل منتظما لاحقا، لذلك نحن نقدّم في هذا الموقع معلومات وموسيقى تجعل أعصاب الأم هادئة ومستقرة، وهذا ما يعني اتزانا أكثر للجنين، وبالتالي القدرة على اختزان المعلومات التي تتيح لاحقا سرعة التعلم والاستحواذ المعرفي بطريقة أفضل”.

ويوضح “نحن من خلال هذا الموقع نقدّم حلولا طبيّة، لكنها ليست بديلا عن الوضع الطبي الأصلي، وهو الخيار الأول للناس، نحن نأتي في المرتبة الثانية، لا نصف دواءً ولا نوقف آخر، فنحن لسنا بدلاء عن الطب العادي إنما نلعب دورا مكمّلا أساسيا له”.

ويختم قره جولي حواره مع “العرب” بالقول “يجب أن يُعطىَ المريض ما يناسبه من خيارات موسيقية كالدواء تماما من حيث نوعيته وعدد مرات تناوله في اليوم”.

13