المساعدات محرار العلاقة بين مصر والولايات المتحدة

الجمعة 2017/09/22
ملف حقوق الإنسان يستخدم كورقة ضغط على القاهرة

القاهرة - أعاد تأكيد الكونغرس الأميركي حجب جزء من المساعدات المقدمة إلى مصر لعدم إحرازها تقدما في ملف حقوق الإنسان، الجدل حول طبيعة العلاقة بين البلدين.

وعكست تصريحات الرئيس دونالد ترامب بالنظر في أمر تلك المساعدات المجمدة ما يدور داخل أوساط سياسية بخصوص الأسباب الكامنة خلف الحدة التي تظهر في خطاب الولايات المتحدة مع مصر من حين إلى آخر.

وبالرغم من التغير الذي طرأ على العلاقات بين الجانبين منذ تولي الرئيس ترامب السلطة، وتقارب وجهات النظر تجاه بعض القضايا الإقليمية، إلا أن الحذر لا يزال يعتري أوساطا مصرية.

وكانت الولايات المتحدة استأنفت مناورات النجم الساطع مع مصر، والتي اختتمت فعالياتها الأربعاء، وهي دليل على تحسن العلاقات على المستوى العسكري، لكن أوساط دبلوماسية مصرية ترى أن استمرار الموقف من الحريات والمساعدات سوف يكون مؤثرا في مجمل العلاقات بينهما.

وتعتقد مصادر سياسية أن النظرة الأميركية لأوضاع حقوق الإنسان داخل مصر من الملفات العالقة ولم تتم معالجتها حتى الآن، والسبب في ذلك يرجع إلى التعامل المصري الخاطئ مع التصور الأميركي لما يجري داخل البلاد، والربط القائم بين تحسن العلاقات على المستوى الرئاسي وانعكاس ذلك على مجمل العلاقات.

وأرجعت في تصريحات لـ”العرب”، سبب التناقض في الموقف الأميركي تجاه مصر إلى قصور القاهرة في التعامل مع المؤسسات الأميركية التي تشكل غالبية التوجهات العامة، سواء في الداخل أو في الخارج، وأن مصر تهتم بعلاقاتها مع البيت الأبيض دون الاهتمام بتحسين علاقاتها مع الكونغرس الذي يرفض الكثير منه سياسة ترامب الخارجية.

وتتلقى مصر ثاني أكبر مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة بعد إسرائيل، إذ تبلغ قيمة هذه المساعدات 1.3 مليار دولار، إضافة إلى مساعدات أخرى بقيمة 150 مليون دولار دعما للاقتصاد. وأشار البعض إلى أن ملف حقوق الإنسان من الملفات المهملة على مدى فترات طويلة من قبل القاهرة، بيد أنه لا يمكن إغفال أن التعاطي الأميركي يحمل أبعادا سياسية.

وتقول نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة لـ”العرب” إن “ملف حقوق الإنسان يتم استخدامه كورقة ضغط على الحكومة المصرية وتوظيفه لتغيير بعض السياسات الخارجية والداخلية لمصر والتي لا تروق لواشنطن، أو بشأن إرغامها على اتخاذ مواقف بعينها تخدم السياسة الأميركية، ولئن ارتبط الأمر بتقصير في التعامل مع الأزمة منذ سنوات طويلة، فإنه دائما يتم تحريك الأزمة في أوقات سياسية تختارها الولايات المتحدة”.

2