"كبسة زر" السوري على منصة التتويج في مهرجان واسط بالعراق

بغداد – اختتمت السبت فعاليات الدورة الثانية من مهرجان واسط السينمائي الدولي للأفلام القصيرة (وسط العراق)، والتي انطلقت في الـ17 من أغسطس الجاري، وأطلق عليها اسم الممثل والمخرج العراقي الراحل قائد النعماني (1946-2009).
وشاركت المؤسسة العامة للسينما من سوريا، وهي الأستوديو السينمائي شبه الوحيد الذي ينتج السينما في سوريا، بفيلم “كبسة زر” الذي يتحدث عن ضرورة التمسك بالأمل رغم قسوة الحياة التي يعيشها الشعب السوري حاليا جراء الحرب وويلاتها، عبر حكاية أسرة تفقد ابنها في حادث تفجير في مدرسة أطفال، ومعاناة والدته بعد هذه الحادثة، ثم تعرفها على المدرّسة التي تكاد تفارق الحياة بسبب محاولتها إنقاذ ابنها في الانفجار، وهي التي تعمل في المدرسة نفسها.
كما يمر الفيلم على موضوعة الوفاء للحبيبة، فخطيب المدرّسة يجابه كل الضغوط المسلطة عليه من قبل والدته كي يترك الفتاة وشأنها، كونها بين الحياة والموت، لكنه يرفض ذلك متمسكا بأمل أن تشفى وتعود إليه، فالفيلم دعوة للتمسك بالأمل القادم، رغم كل الألم.
وحاز الفيلم جائزتين في المهرجان، هما: الجائزة الفضية كأفضل فيلم متكامل، وجائزة أفضل ممثلة التي نالتها بطلته الفنانة الشابة رنا شميس، وفي هذا الصدد يقول مخرج الفيلم أيهم عرسان لـ”العرب” “وجدت في العراق في السنوات الأخيرة العديد من المهرجانات السينمائية، وهذا أمر مبشر وجيد”، ويشير إلى أن “الحراك السينمائي في العراق يعود إلى حياته الطبيعية، بعض هذا الحراك استمر والبعض الآخر تعثر، ومهرجان واسط كان من المهرجانات التي استمرت، متحديا العديد من الصعاب المالية والإدارية، وأنجز الدورة الثانية له بنجاح بعد توسع دائرة مشاركاته سواء من حيث عدد الدول أو من حيث الأفلام المشاركة”.
|
ويضيف “أن يحصل الفيلم على الجائزة الفضية وجائزة أفضل ممثلة فهذا جيد للسينما السورية، وبالتأكيد لي وللممثلة رنا ولكل طاقم العمل، أشكر كل من كان معنا في العمل بدءا من مؤسسة السينما لطاقم العمل فنانين وفنيين”.
وعن حصول الفيلم على العديد من الجوائز من خلال مشاركتين سينمائيتين في العراق، يقول “بفعل وجود العديد من المهرجانات السينمائية العراقية، تصادف أن شارك فيلم ‘كبسة زر’ في مهرجانين متواليين في العراق، حيث شارك الفيلم في مهرجان جامعة بابل السينمائي الذي أقيم مؤخرا، وحصل فيه على جائزة أفضل فيلم في مسابقته الدولية، وأخيرا في مهرجان واسط، وهذا يدل على وجود حركة سينمائية جدية في العراق نرغب نحن كسينمائيين سوريين في التفاعل معها والمشاركة بأفلامنا في مهرجاناتهم الجاذبة”.
ومن جانبه قال شادي وجد شاهين، كاتب سيناريو الفيلم الذي كان قد فاز عنه بجائزة تهارقا السينمائية الدولية بالسودان قبل أشهر “حاولت بكتابة هذا السيناريو عكس جانب من بشاعة الحرب التي نعيشها، وتسليط الضوء على معاناة تحدث لنا يوميا، فمن منا لم يتجرع مرارة الفقدان والخسارة لأناس أحببناهم وتركوا فينا جرحا لا يندمل، الصراع الذي يتضمنه الفيلم هو ما نعيشه يوميا كسوريين بين أمل يتسرب من بين أصابعنا، ويأس يتسلل إلى قلوبنا ومرارة عزلة وجدنا أنفسنا فيها، ومع ذلك فشعلة الأمل باقية فينا، والتي من خلالها استطعنا أن نخفف من قسوة الحاضر ونرسم آمالا جديدة لمستقبل أكثر إشراقا، ولو من خلال السينما”.
وكتب الناقد العراقي مهدي عباس في قراءة نقدية موجزة عن الفيلم “الفيلم السوري ‘كبسة زر’ للمخرج أيهم عرسان كان أكثر الأفلام تميزا من خارج العراق، ويتحدث عن معاناة الشعب السوري من خلال سيناريو مكتوب بعناية وأداء تمثيلي باهر من رنا شميس وعناصر فنية متكاملة، كما حازت سوريا الجائزة البرونزية عن فيلم ‘الغيبوبة’ لعمر علي”.
وحصل الفيلم الجزائري “عاهدتنا” للمخرج محمد يركي على الجائزة الذهبية الأولى للمهرجان، فيما حصد فيلم “كبسة زر” للمخرج السوري أيهم عرسان -كما سبق أن ذكرنا- الجائزة الفضية الثانية وجائزة أفضل تمثيل لبطلة الفيلم الفنانة رنا شميس، بينما حصل الفيلم السوري “الغيبوبة” للمخرج عمر علي على الجائزة الفضية الثالثة للمهرجان. أما الجوائز الفرعية للمهرجان الذي شارك فيه 30 فيلما قصيرا من العراق من بينها نحو ستة أفلام من محافظة بابل، إضافة إلى مشاركات من سوريا وفلسطين والمغرب والجزائر وفرنسا، فقد حصد فيلم “أبيض” للمخرج حسين العكيلي من بابل جائزة أفضل فكرة، ونال فيلم “عودة المهرج” للمخرج قيس القره لوسي جائزة أفضل تصوير، فيما حصل فيلم “3 دقائق” للمخرج عباس هاشم على أفضل إخراج، أما فيلم “التالي” للمخرج أنور نازك فحصد جائزة أفضل سيناريو، فيما حصل الفيلم المغربي “2022” للمخرج محمد سعيد على جائزة أفضل مونتاج.
ومنحت لجنة التحكيم جائزة خاصة للفيلم الفرنسي “رحلة كلثوم”، في حين كانت الجائزة الذهبية لأفضل فيلم عراقي من نصيب “أغمض عينيك جيدا” للمخرج علي البياتي.