200 عام على الغارديان: رصد التغيير وصناعته

الصحيفة خصصت ملفا على موقعها الإلكتروني للاحتفاء بتاريخها بوصفها الجريدة الأهم التي عاصرت التغيرات السياسية والاجتماعية في بريطانيا والعالم.
الخميس 2021/05/06
مسيرة نجاح على مدى عصرين

لندن - احتفلت صحيفة الغارديان البريطانية بمرور مئتي عام على أول إصدار لها كرائدة في الصحافة المستقلة عندما انطلقت من قلب المؤسسة الصناعية في الخامس من مايو 1821 في مانشستر وصولا إلى التأثير على الصفوة السياسية في لندن.

وخصصت الصحيفة ملفا على موقعها الإلكتروني للاحتفاء بتاريخها بوصفها الجريدة الأهم التي عاصرت التغيرات السياسية والاجتماعية في بريطانيا والعالم، كما تسببت في الكثير منها عبر الدفع إلى تغيير القوانين، والاستقالات وفازت بالمئات من الجوائز، بما في ذلك جائزة بوليتزر.

وتؤكد الصحيفة على استقلاليتها، عندما ظلت وفية لجذورها كصوت ليبرالي يناصر الإصلاح، وفق شهادات العديد من الصحافيين والناشرين حول العالم.

وفي خضم الأزمة الوجودية للصحافة الورقية لجأت الغارديان إلى القراء لتمويلها عبر الاشتراك والتبرعات، مؤكدة أنها لا تدين بالفضل لأحد وتثق بقرائها الأوفياء مثلما هي مفتوحة للجميع.

وذكرت الصحيفة في ملف مخصص لاحتفاليتها التاريخية أنها كرست نفسها للصحافة التي تستمر في السعي وراء الحقيقة وتتحدى الأقوياء وتهتم بقصص الأفراد والمجتمع الذين لا يتم الاستماع إلى همومهم بشكل كاف من قبل السلطات.

وأشارت إلى أن عمر مئتي عام يمثل شيخوخة ناضجة للصحيفة وهو أكبر من أعمار بلدان كثيرة وأكبر من كل الأحزاب السياسية بل إن أي من الكائنات الحية لا تصل إلى العمر الذي وصلته الغارديان.

كاثرين فينر: الغارديان فريدة من نوعها لأن لديها هدفا أسمى من جني الأرباح

وتستذكر الصحيفة غالبا جملة سي.بي سكوت رئيس تحرير الغارديان من عام 1872 حتى 1929 الذي أطلق حكمته الذهبية عام 1921 بمناسبة الذكرى المئوية لإصدار الصحيفة مخاطبا الصحافيين بالقول “من الجيد أن نكون صرحاء مع القراء، لكن الأفضل من ذلك أن نكون عادلين”. مشددا على أن حرية الكلام متاحة للجميع، لكن الحقائق يجب أن تبقى مقدسة بالنسبة إلينا كصحافيين.

وبقي المقال الذي كتبه سكوت آنذاك تحت عنوان “مئة عام” مرجعا معترفا به في جميع أنحاء العالم باعتباره مخططا لصناعة صحافة مستقلة.

ونمت الغارديان خلال مئتي عام من صحيفة أسبوعية تخدم بضعة آلاف من ليبراليي مانشستر إلى مؤسسة كبرى مع غرف أخبار في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا، وعشرات الملايين من القراء المنتظمين في جميع أنحاء العالم وأكثر من 1.5 مليون مؤيد في 180 الدول.

وكتبت رئيسة التحرير كاثرين فينر أن الغارديان ليست الصحيفة الوحيدة التي أعلنت أن لها هدفا أسمى من جني الأرباح. لكنها قد تكون فريدة من نوعها في التمسك بهذا المبدأ على مدار قرنين من الزمان.

وأضافت فينر أن السؤال الأول في القرن الثالث لصحيفة الغارديان هو ما هو الدور الذي يمكننا لعبه في تشكيل ذاكرة هذه الكارثة كوفيد – 19. كيف سيكون لتقاريرنا – بالكلمات والصور والفيديو والصوت – تأثير على النضال من أجل فهم الوباء والعالم الجديد الذي يشكله، وكيف يسلط تعليقنا وتحليلنا الضوء على القرارات التي قادتنا إلى هنا.

وقالت رولا خلف رئيسة تحرير صحيفة فاينانشيال تايمز “يتمثل دور الإعلام الجيد في مُساءلة الأقوياء وتقديم الحقائق للقراء، وصحيفة الغارديان تقوم بذلك منذ إنشائها”.

واهتمت صحيفة الغارديان على مدار تاريخها بالمنطقة العربية وتخصص مساحة في صفحاتها اليومية لأخبار الشرق الأوسط، كما أنها اعتمدت على نخبة من المراسلين في الدول العربية. وأصدرت مع الأحداث العاصفة التي هزت العالم العربي إبان ما سمي بالربيع العربي صفحات يومية باللغة العربية على موقعها الإلكتروني تتابع تغطية الأحداث للوصول إلى القارئ العربي.

18