يكفي أنك صنيع غوارديولا

يستمد بعض اللاعبين أحيانا تفوقهم على أقرانهم من حاسّة التهديف قد تكون بالفطرة لدى فئة منهم، فيما يغازل المجد أكثرهم فيسيرون إليه بطرق وأساليب شتى.
هو أحد الذين برزوا في السنوات الأخيرة بالدوري الإنكليزي الممتاز ولا يزال يخطّ طريقه بنجاعة كبيرة في التسجيل تسحر المهتمين به ويباركها أغلب القائمين على ناد كبير اسمه مانشستر سيتي.
هو لاعب مختلف، موهوب إلى حدّ لا يمكن تخيله، حاسته التهديفية سواء مع منتخب بلاده إنكلترا أو فريقه مانشستر سيتي قلّ من سبقه إليها.
الحديث هنا عن نجم بزغ اسمه بين عمالقة الدوري وبدأ يخط طريقه إلى العالمية بنجاح. هداف بالفطرة لا بل إنه نجم مكتوب له أن يولد هدافا في أعلى الدوريات نشاطا وأكثرها حماسة إلى الأهداف. هو رحيم ستيرلينغ المولود بجامايكا وانتقل بعدها إلى لندن أين كانت بداياته الأولى مع أكاديمية كوينز بارك رينجرز في مرحلة اكتشاف تشير أغلب التقارير إلى أنها لم تعمّر طويلا. في العام 2010 تعاقد معه ليفربول بطل أوروبا الموسم الماضي وبقي معه إلى حدود العام 2015 حين فكّ “أسره” نادي مانشستر سيتي وأطلقه إلى الحياة على المستطيل الأخضر.
رحلة هذا النجم في ليفربول يقول عنها متابعون للنجم الإنكليزي إنها كانت مغلفة بالإحباط والتهميش. لم يكن أشدّ المتفائلين بفنيّات هذا النجم يتوقعون قدرته على البروز وصناعة المجد كالذي صنعه في الفريق السماوي، الذي طار معه إلى آفاق أرحب وحلق برفقة ثلة من اللاعبين العمالقة في سماء لندن بحصده لثلاثية الدوري والكأس وكأس رابطة المحترفين في العام الماضي.
سطّر هذا النجم بفضل تعليمات مدرب خبير مثل بيب غوارديولا رحلة السيتيزن في عالم كرة قدم لا يعترف سوى بالأساطير على الميدان ومحاربين أشداء تصقلهم يد مدير فني بارع خَبِر كل الميادين والدوريات ولم يجد مستقرّا له سوى في ملعب الضاحية الشمالية للندن مع مانشستر سيتي.
الأكيد أن قصة ستيرلينغ الآن مع مانشستر سيتي هي في أوج مراحلها من العطاء على الميدان ومن التألق الذي يرسمه النجم لنفسه كلاعب بارز في الصفوف الأمامية للفريق، يشهدان له بالكفاءة في رسم الفرحة على ملامح الجماهير الكبيرة لهذا النادي. لكن قصته مع حُراس المرمى
هذا ما لا يروق للبعض منهم سماعه أحيانا وخصوصا لخصومه في الدوري الممتاز. فيكفي هذا اللاعب الفذ أنه لم يكن يوما رحيما بحراس المرمى على اختلاف أسمائهم وهيْبتهم التي تحرج المهاجمين أحيانا.
يستمد هذا الحديث جدواه من أرقام هذا اللاعب وهي في تصاعد مستمر بين الدوري الإنكليزي المحلي وبين المسابقة الأوروبية الأبرز؛ دوري الأبطال، التي يعول فريقه مانشستر سيتي على قدرة ستيرلينغ وزملائه الفائقة للذهاب فيها إلى أبعد قدر ممكن هذا العام.
آخر الأخبار التي تخص هذا اللاعب تؤكد تحطيمه لرقم جديد بعد بلوغ رصيده من الأهداف 13 في 14 مباراة خاضها، وهو رقم لم يبلغه أي لاعب آخر في الدوري الإنكليزي هذا الموسم، فيما تشير تقارير إخبارية إلى أن ستيرلينغ حصد جائزة أفضل لاعب في الجولة الثالثة لدوري رابطة الأبطال، متفوقا على الفرنسي كيليان مبابي لاعب باريس سان جرمان وباولو ديبالا نجم يوفنتوس الإيطالي.