يسرى بوحموش لـ"العرب": غيثة نجحت وستبقى راسخة في أذهان المغاربة

أحترم آراء النقاد وأتقبلها أما أشباه النقاد فلا أبالي بهم.
الأربعاء 2025/05/07
لا ألعب دورا فنيا لست مقتنعة به

يسرى بوحموش اسم أثار انتباه الجمهور المغربي خلال رمضان الماضي، حيث لعبت دورا في مسلسل “الدم المشروك” كشف عن موهبة مهمة تبشر بولادة فنانة مغربية محترفة، وهي في حوار مع “العرب” تكشف وجهة نظرها في العمل مع الممثل حسن الفد وتقييمها للوسط الفني المغربي وأهم أهدافها المستقبلية.

تنتمي الممثلة المغربية يسرى بوحموش إلى الجيل الجديد من الممثلين الذين شقوا طريقهم للشهرة بثبات ورؤية فنية مستقبلية انطلقت منذ أن كانت تدرس بالمدرسة المولوية داخل القصر الملكي الذي يعتبر المشتل السياسي الأول لتربية الأمراء. استطاعت أن تحقق ناجحا في الأدوار التي تقمصتها، آخرها شخصية غيثة في مسلسل “الدم المشروك”، الذي عرض خلال موسم رمضان على القناة الثانية.

في حوار مع “العرب”، فتحت يسرى بوحموش نافذة على مسارها في حقل التمثيل الذي دمجت فيه الشغف بالاحتكاك والدراسة الأكاديمية، وتحدثت عن تجربة تمتد إلى أقل من عقد وسر نجاحها في تقمص الشخصيات التي جسدتها واختياراتها الفنية ونظرتها للتراجيدي والكوميدي بعد تجربة التمثيل مع حسن الفد.

تجربة ناجحة

◙ هنية أثرت في كثيرا لكن هذا لا يعني أنني سأبقى حبيسة الشخصية أو ستظل ملازمة لي
هنية أثرت في كثيرا لكن هذا لا يعني أنني سأبقى حبيسة الشخصية أو ستظل ملازمة لي

نبدأ مع الممثلة بمسلسل “الدم المشروك” الذي استطاعت فيه تقمص دور غيثة بنجاح، حيث تقول “بعد قراءتي للدور وجلوسي مع المخرج أيوب لهنود وشرح لي بالضبط وبالتفصيل ما ينتظره من شخصية غيثة في المسلسل، فهمت ما يريده وقمت بطرح عدة أسئلة استعدادا لتقمص هذا الدور في كل جزء من المسلسل، واشتغلت على كل ما يريد وأضفت من عندي بعدما فهمت دواخل الشخصية وما يختلجها من هواجس ومخاوف وطموحات وضعف وقوة.”

وترى أن “دور هنية الذي لعبته أثر في كثيرا، لكن هذا لا يعني أنني سأبقى حبيسة الشخصية أو ستظل ملازمة لي في الأعمال القادمة، بإذن الله أطمح أن ألعب أدوارا أخرى وأجسد شخصيات أخرى مختلفة، فكما دخلت شخصية غيثة عرفت كيف أخرج منها لكي أدخل أعمالا أخرى وأجسد أدوارا أخرى، فأنا أشتغل على كل الأدوار الممكنة لأنني ممثلة ودراستي خولت لي تجسيد أي دور ممكن، فالممثل لا ينبغي أن يكون حبيس خانة وحيدة.”

وتوضح أن “بخصوص تأثر الجمهور بشخصية غيثة، ترى الممثلة يسرى بوحموش أن هذه الشخصية أثرت كثيرا في الجمهور المغربي وأعجب بها، وإلى حد الساعة ورغم مرور الوقت على عرض المسلسل لا يزال الجمهور يتذكر غيثة، وأظن أن هذه الشخصية ستبقى مرسخة في أذهان المغاربة لأنهم أحبوها كثيرا وآمنوا بها، لأن هذه الشخصية جسدتها بكامل الصدق وأعجب الجمهور بقصة الحب التي تجمع بين غيثة وميلود لأننا لم نعتد أن نرى قصة حب تجمع بين شخصين من عوالم وطبقات مختلفة وبيئتين مختلفتين، فهذا ما لم يفهمه الجمهور المغربي لكنه أعجب به في الوقت نفسه. فكيف لشخصين من تلك العوالم المختلفة أن تجمع بينهما قصة حب، لأن الحب ليست له قوانين أو قواعد فالحب قد يجمع شخصين لهما تربية مختلفة وبيئة مختلفة ولهذا فقد أعجب الجمهور بقصة الحب التي تجمع بين غيثة وميلود.”

مع ما أثاره المسلسل من جدل في الأوساط الفنية، حيث هناك من يرى أن القصة والحبكة والسيناريو والملابس تبدو بعيدة عن البيئة المغربية وهو فقط إسقاط لواقع مجتمعات أخرى على ما هو مغربي، تقول يسرى بوحموش “أرى أن المسلسل مئة في المئة مغربي، لا أراه مصريا رغم أن كاتبة السيناريو هاجر إسماعيل مصرية، إنها تقطن بالمغرب منذ ثماني سنوات أي أنها على دراية بالثقافة المغربية وزوجها مغربي وأبناؤها مغاربة وهي تعرف الشعب المغربي، إضافة إلى ذلك فخلية الكتابة تتكون من ثلاثة أشخاص قاموا بإعادة كتابة السيناريو كي يتماشى مع الثقافة المغربية وكل ما هو مغربي، أي أن السيناريو عند وصوله إلى مرحلة التمثيل كان مئة في المئة مغربي.”

أما بالنسبة للأزياء، فرأت الممثلة المغربية الشابة أنها “كانت عصرية والفنانة دنيا بوطازوت كانت ملابسها عبارة عن ملابس تقليدية مغربية وهي التكشيطة المغربية المخزنية، وما أثار الجدل ربما هو اللباس الأسود الذي كانت ترتديه في الحلقة الأولى، لكن هو عبارة عن ‘حايك’ مغربي تقليدي، وأنا أحب القفطان المغربي والزي المغربي وأفتخر به خصوصا في رمضان وفي المناسبات كالأعراس وغير ذلك، كما أفتخر بثقافتنا المغربية التي أحبها وأحترمها كثيرا وأفتخر أن أشارك صوري بالزي المغربي التقليدي، وفخر لنا كمغاربة ارتداء الزي المغربي الأصيل.”

وتضيف يسرى أن ما يشير إلى أن المسلسل “كان مئة في المئة مغربيا أن المخرج كان حريصا أشد الحرص على أن يكون العمل مغربيا بهوية مغربية، وألا يشبه عملنا أي عمل آخر سواء كان مسلسلا تركيا أو مصريا أو غير ذلك، وبالنسبة لي فقد أخطأ كل من شبه المسلسل بالمسلسلات المصرية.”

المسار والاختيارات

◙ يسرى خريجة المدرسة المولوية حيث يدرس الأمراء
◙ يسرى خريجة المدرسة المولوية حيث يدرس الأمراء

دخلت يسرى المدرسة المولوية حيث يدرس الأمراء والتي لا تتاح للكل سواء من حيث طبيعة البرنامج التدريسي أو الطاقم وزملاء الدراسة، وحول هذا المسار تقول “كي تكون لك فرصة الدخول إلى المدرسة المولوية إما أن تكون من العائلة الملكية أو تكون من المقربين من العائلة، وفي سن الأمير أو الأميرة سواء كان لوالديك منصب داخل مؤسسات الدولة أو من أبناء الشعب أو أن تكون مميزا في دراسة أي أن مستواك الدراسي عال.”

وتضيف في حديثها لـ”العرب” أنها “تجربة رائعة جدا ومميزة، ففي المسار الدراسي نختار بأنفسنا التوجه الخاص بنا إضافة إلى أننا كنا ندرس المسرح بالمدرسة المولوية وهناك كانت أول تجربة لي في المسرح وبدأت قصة حبي للمسرح، ولا أقدر على إعطاء تفاصيل أكثر لأنني أريد الحفاظ على السرية لهذه التجربة، والحمدلله تتلمذنا على يد أحسن الأساتذة بنظام دراسي ممتاز وكانت تجربة فريدة من نوعها ومن هذا المنبر أحيي العائلة الملكية كاملة وأقول لهم حفظكم الله ورعاكم.”

وحول اختيارها لهذا المجال تقول يسرى إنه كان “اختيارا صائبا والشخص لا بد أن يعمل على تحقيق حلمه، قد يكون هناك ندم على بعض الاختيارات وهو شيء طبيعي فلم أكن على دراية بالمجال عندما كنت في بدايتي ولم تكن لي تجربة سابقة، لكن لم أندم على اختياري لهذا المجال.” وبالنسبة لتفاعل العائلة مع هذا الاختيار تقول “هناك من دعمني وهناك من لم يدعمني لكن لم يمنعني أحد من التمثيل، فقد كان هناك تحفظ لكن لم يكن منعا.”

◙ الجمهور أعجب بقصة الحب بين غيثة وميلود لأننا لم نعتد أن نرى حبا يجمع بين شخصين من عوالم وطبقات مختلفة
◙ الجمهور أعجب بقصة الحب بين غيثة وميلود لأننا لم نعتد أن نرى حبا يجمع بين شخصين من عوالم وطبقات مختلفة 

وتضيف في حوارها مع “العرب” أن “أي شخص يريد خوض تجربة وتحد يجب عليه أن يتحمل النتائج ويبذل الجهد الكبير، والأكيد أننا نحن في عالم التمثيل دائما ما نخوض تحديات ونسعى لتقديم أدوار أفضل ونعمل على اختبارات متعددة في عملنا حتى نتمكن من لعب أدوار مهمة ومعقدة قد تأتي حتى نكون عند حسن ظن أنفسنا أولا وحسن ظن الجمهور المغربي والعربي وعائلتنا وأصدقائنا.”

وحول شهادات عدد من الممثلين بأن الوسط الفني يعتمد في اختيار الممثلين على علاقاتهم مع المخرجين والمنتجين، تقول يسرى بوحموش “أنا لا أنكر ذلك ولا أعمم في الوقت نفسه، لأن هناك أناسا يشتغلون في المجال الفني على طريقة ‘باك صاحبي’ أي بمنطق القرب، وليس في المجال الفني فقط بل في كل المجالات، إلا أن السؤال المطروح هو عند منحه تلك الفرصة هل سيكون أهلا لها أم لا وهل لهذا الممثل القدرة على أن يكون متميزا في ذلك العمل أم لا؟ فإذا لم يكن بالمستوى المطلوب فلن تكون له هناك فرصة أخرى وإذا كان متميزا في عمله وناجحا ويملك فعلا موهبة واستطاع من خلال تلك الفرصة التي أتيحت له أن ينجح في عمله وأن يحبه الجمهور وكان قادرا على المسؤولية التي أعطيت إليه فسيحظى بعدة فرص أخرى ويكمل مساره المهني.”

وبخصوص المعايير التي تضعها في اختياراتها الفنية، تؤكد بوحموش أن “يكون السيناريو مناسبا والمخرج متميزا وشركة الإنتاج أكثر مهنية، والأهم أن أقتنع بالدور المقترح وإلا لن أشتغل في ذلك العمل، والحمد لله إلى حدود الساعة ليست هناك أي ظروف تجعلني أتنازل عن تلك المعايير، لكن إذا كانت هناك ظروف ما قد أتنازل عن بعضها في حدود المعقول، لأن هناك مبادئ وخطوطا حمراء لا يمكن التنازل عنها وتجاوزها، لأن الممثل في نهاية المطاف مؤثر وقدوة يحتذى بها لا يجب أن يفعل أشياء تحط من مكانته كفنان، وأن يكون أكثر حذرا في كلامه وتعامله وألا يتفوه بأي كلام نابي لأن أناسا كثيرين يتابعونه.”

وبخصوص تعاملها مع النقد، تقول يسرى بوحموش “إذا كان هذا النقد عبارة عن سب وشتم لا أعيره أي اهتمام، إذا كان الشخص سويا طبعا لا يمكن أن يضيع وقته ويقوم بذلك، أما إذا كان الناقد ينطلق من الاختصاص والتجربة والاحتكاك فأنا آخذه بعين الاعتبار وأحترمه، وبشكل عام فأنا أحترم رأي كل شخص. كل شخص حر في أن يعجبه عمل أو لا يعجبه، وبالنسبة لي ما يهم هو طريقة الانتقاد، إذا كانت طريقة محترمة مرحبا. أما إن كانت غير مهنية فأنا أتجاهل ذلك ولا أتأثر به مطلقا.”

وفي رحلتها الفنية من “رضاة الوالدة” إلى “الدم المشروك” تقول يسرى لـ”العرب” إن “المجال الفني والسينمائي في تطور لا من ناحية السيناريو أو التصوير فحسب، فبالنسبة إلى الصورة هناك تطور من كل الجوانب، والإبداع أرى أنه في الطريق الصحيح، وبالنسبة إلى تجربتي فهناك أعمال سينمائية لم تعرض بعدُ ومنها فيلم مع المخرج الجيلالي فرحتي والذي أجسد فيه دور ريبيكا بعنوان la guerre de 6 mois، ولدي فيلم للمخرج إدريس شويكة أجسد فيه دور هنية، والعمل الذي جمعني مع الأستاذ الممثل الكوميدي حسن الفد دور رائع من أحسن الأدوار التي لعبتها لأنه بعيد على شخصيتي ولم يكن بإمكان أي مخرج أن يراني بذلك الدور وأن أنجح فيه، وهذا ما أعجبني وأود من هذا المنبر أن أشكره لأنه منحني تلك الفرصة ويسرني التعامل معه مستقبلا.”

10

14