ياسر العظمة يعود إلى مراياه بعد طول غياب

مع إعلانه لعودة مسلسل مرايا من المنتظر أن يبتعد الفنان ياسر العظمة الخوض في السياسة وسيركز أكثر على الموضوعات الاجتماعية والمعيشية الحارقة.
السبت 2020/11/21
عودة تبشر باسترداد الكوميديا السورية لعافيتها

بعد غياب امتد زهاء نحو سبع سنوات، أعلن الفنان السوري ياسر العظمة عن انتهائه من كتابة الجزء التاسع عشر من سلسلته الكوميدية الشهيرة “مرايا” استعدادا لعرضها في الموسم الرمضاني القادم، فهل سيلقى العمل النجاح الجماهيري الذي عرفه في السابق؟ أم أنه سيمرّ دون أن يترك أثرا لدى المُشاهد العربي كحال “مرايا 2013” الذي صوّر في الجزائر؟

دمشق- أكّد الفنان السوري المخضرم ياسر العظمة توقيعه عقدا مع إحدى شركات الإنتاج الفني الخاصة لإنجاز جزء أخير من مسلسل “مرايا” الذي من المنتظر أن يقع تصويره ما بين دمشق وأبوظبي، حتى يكون جاهزا للعرض ضمن الموسم الرمضاني القادم 2021.

ومن المنتظر أن تنطلق أعمال التصوير فور عودة المطارات وحركة السفر من وإلى دمشق، بعد أن توقّفت مجدّدا بسبب الموجة الثانية لفايروس كورونا المستجد.

وتشير الترشيحات الأولية إلى أن أول المشاركين في العمل، هو الفنان السوري عابد فهد، إضافة إلى نخبة من نجوم الدراما السورية على غرار صفاء سلطان ووفاء موصللي وسلمى المصري ومها المصري وقيس شيخ نجيب وعارف الطويل ووائل شرف وآخرين.

ومن المنتظر أن يبتعد العظمة الذي يُشرف على كتابة معظم لوحات السلسلة بنفسه الخوض في السياسة، مركزا أكثر على الموضوعات الاجتماعية والمعيشية الحارقة. فهل سيحظى العمل بنسب مشاهدة عالية كالتي كان يجنيها في مواسمه السابقة، أم أن المشهد تغيّر؟ فما عادت شخصيات العظمة التي ابتدعها سنوات التسعينات كـ“سكجك” و”سيادة البلاء الأعظم” التي ينتقد من خلالهما سلطة الفساد والاستبداد تلقى اهتماما لدى غالبية المشاهدين من شباب اليوم؟

هذا ما ستجيبنا عنه الأشهر القادمة إن كُتب للمشروع أن يرى النور، وسط منافسة كوميدية شرسة، تغّيرت فيها آليات الإضحاك ووسائل عرضها أيضا.

وغادر العظمة سوريا مع عائلته لدى اندلاع الحرب، مبتعدا عن الأضواء، وتوقّف عن إنتاج مسلسله الكوميدي الشهير بعد موسم “مرايا 2013”، الذي صوّره في الجزائر عام 2012، والذي لم يحقّق متابعة تُذكر نتيجة للظروف التي كانت تعيشها البلاد حينها.

كوميديا سوداء لا تخلو من نقد لاذع
كوميديا سوداء لا تخلو من نقد لاذع

ومع ذلك يرى بعض النقاد في عودة ياسر العظمة في فبراير الماضي إلى دمشق، مؤشرا إيجابيا لعودة الروح إلى الدراما بشكل عام والكوميديا بشكل خاص، والتي شهدت تراجعا كبيرا خلال الحرب إثر هجرة كوكبة كبيرة من ألمع نجوم الدراما السورية ممثلين ومخرجين وكتابا ومنتجين، وذلك بعد أن شهد القطاع مع بداية الألفية طفرة إنتاجية كما ونوعا على المستويين المحلي والعربي.

وأثار غياب مسلسل “مرايا” طيلة السبع سنوات الماضية فراغا لدى المشاهد العربي، كون هذه السلسلة الشهيرة تتمتع بشريحة جماهيرية كبيرة ونالت استحسان الجماهير على مدار أجزائها العديدة التي وصلت إلى 18 جزءا.

ولا تزال أجزاء “مرايا” القديمة والحديثة تعرض على جميع المحطات العربية منذ الثمانينات وحتى اليوم، كون السلسلة تتمتّع بحضور قوي ومميز يترقّبه المشاهد العربي في كل مكان، وذلك نتيجة تنوّع قصص وحكايات الحلقات والأجزاء، إضافة إلى تميّزها من حيث الطرح الناقد بسخرية.

وشارك في بطولة مسلسل “مرايا” بأجزائه الكثيرة عدد كبير من نجوم الدراما السورية على غرار سامية الجزائري وسلمى المصري وصباح الجزائري وفاديا خطاب ونادين وسوزان نجم الدين وفارس الحلو ومرح جبر وسليم كلاس ومها المصري ووفاء موصللي وصباح بركات ورضوان عقيلي وعبدالمنعم عمايري.

أجزاء "مرايا" القديمة والحديثة لا تزال تعرض على جميع المحطات العربية منذ الثمانينات وحتى اليوم

كما ساهم المسلسل في اكتشاف العديد من المواهب سواء في الإخراج والتأليف والتمثيل. ففي الإخراج تم اكتشاف حاتم علي وسيف الدين سبيعي والليث حجو والمثنى صبح وزهير قنوع. أما في كتابة السيناريو فيعود الفضل لـ”مرايا” في اكتشاف كل من نورالدين الهاشمي ومازن طه ودلع ممدوح الرحبي.

وفي التمثيل قدّم العمل العديد من الأسماء اللامعة حاليا في أولى تجاربهم الدرامية مثل: عابد فهد وكاريس بشار وعبير شمس الدين وباسل خياط وقصي خولي، وصفاء سلطان وصفاء رقماني وسلافة معمار ودينا هارون وليليا الأطرش ومانيا نبواني ومحمد قنوع والليث المفتي وسوسن أرشيد.

وياسر العظمة الذي يحظى بشعبية واسعة في الأوساط السورية لخفة ظلّه، من مواليد 1942، درس الحقوق في جامعة دمشق. وكانت بدايته الفنية في الستينات من خلال تقديم برنامج لتصحيح اللغة العربية تحت عنوان “أبجد هوز”، قبل أن يشارك في العديد من المسرحيات، منها “ضيعة تشرين”، و“غربة” مع الفنانين نهاد قلعي ودريد لحام، وبعد خلافه مع لحام اتجه للعمل على مسلسل “مرايا” الذي ألّفه وأعدّه لمدة تزيد عن 35 سنة، وقد أُطلق الجزء الأول منه في 1982، وكان “مرايا 2013” الأخير.

وبعد غياب سبع سنوات عن سوريا أمضاها العظمة مع عائلته بين مصر والإمارات، أطلق في أغسطس الماضي برنامجا بعنوان “مع ياسر العظمة”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قدم خلاله عدة قصائد شعرية عن الأوضاع في البلاد.

لكنّه، وفي الرابع والعشرين من الشهر نفسه، عاد ليعلن توقّف البرنامج، والاتجاه لتحضير عمل تلفزيوني لم يحدّده، لتكشف الأيام أخيرا، أنه “مرايا” في جزئه التاسع عشر.

15