#وين_نوف ناشطة حقوقية قطرية ترند على تويتر

اختفاء الناشطة الحقوقية القطرية نوف المعاضيد التي عادت من لندن إلى الدوحة بعد الحصول على وعود بحمايتها يثير جدلا إلكترونيا واسعا في قطر وسط مطالبات بالكشف عن مصيرها في ظل تضارب الروايات.
لندن- حذرت الناشطة النسوية القطرية عائشة القحطاني القطريات الموجودات خارج البلاد من الاستجابة لدعوات الدوحة التي تطلب منهن العودة، بعد اختفاء الناشطة القطرية نوف المعاضيد عقب وصولها إلى قطر.
وغردت القحطاني، وهي قطرية لاجئة في بريطانيا:
وتشير القحطاني في تغريدتها إلى القطريات والقطريين الفارين خارج البلاد والتي تحاول الدوحة إقناعهم بالعودة عبر وعود بضمان سلامتهم. وتؤكد مصادر قطرية أن أعداد القطريات طالبات اللجوء في بريطانيا في ازدياد، لكنهن لا يجرؤن على التكلم العلني. ويصنف مؤشر المساواة بين الجنسين قطر في المرتبة 130 من أصل 144 دولة.
وخاضت قطريات مغامرة بخروجهن عن صمتهن، بعد مطالبتهن بمساواتهن بالسعوديات اللاتي حصلن على مكاسب عديدة، وأضحى بإمكانهن استخراج جواز سفر بأنفسهن أسوة بالرجال والسفر بعد بلوغ 21 عاما دون شرط موافقة ولي الأمر.
وتطالب القطريات بتعديل أنظمة السفر والأحوال المدنية والعمل المجحفة بحقهن. لكن سرعان ما انتهت المغامرة بإغلاق حساب نسويات قطريات واعتقال القائمات عليه.

نوف المعاضيد استغلت حساباتها على وسائل التواصل للتنديد بنظام الوصاية في قطر
وتعد القحطاني -وهي رسامة وخريجة أدب إنجليزي ولسانيات من جامعة قطر- من أبرز الناشطات النسويات القطريات، وقد فرت من قطر مطلع العام الماضي، وظهرت في كبريات الصحف الغربية لتنتقد أوضاع النساء في بلدها.
وقالت القحطاني، في مقابلة سابقة مع صحيفة “الصنداي تايمز” البريطانية العريقة، إن برج “شارد” في لندن المملوك لقطر هو بمثابة الرمز إلى محاولة قادة الدوحة “تقديم صورة حديثة براقة، في حين لا تزال تقمع فيها النساء؛ يقدمون هذه الصورة الرائعة عن قطر، ولكن الحقيقة أن المرأة في الدوحة إنسان من الدرجة الثانية، والناس لا يملكون حرية الكلام”. وتعرضت القحطاني نفسها لمحاولات إعادتها إلى قطر.
وكانت الشابة نوف المعاضيد تقيم في بريطانيا مثل القحطاني، وقد غادرتا البلاد عبر التحايل على القوانين التي تقيد سفر النساء هربًا من معاملة أولياء أمورهما واحتجاجًا على قوانين الحكومة التي تمنح الرجال سلطةً على نساء العائلة.
لكن المعاضيد عادت إلى قطر في شهر سبتمبر الماضي بشكل طوعي، متخلية عن طلب اللجوء الذي تقدمت به في بريطانيا، قبل أن تثار المخاوف بشأن مصيرها عقب انقطاع الاتصال معها.
وانتشرت عدة هاشتاغات على تويتر تطالب بالكشف عن مصير نوف أبرزها #وين_نوف و#نوف_المعاضيد وآخر بالإنجليزية بعنوان #Where Is Noof.
وتعد القحطاني من بين الكثير من المهتمين والمتعاطفين مع المعاضيد الذين أبدوا قلقهم على مصيرها، بما في ذلك منظمة “هيومن رايتس ووتش” التي أعربت عن مخاوفها بشأن مصير المعاضيد.
ويتخوف المؤيدون لنوف المعاضيد (23 عاما) من أن تكون محتجزة رغما عنها بعد عودتها من بريطانيا، حيث سبق أن تقدمت بطلب لجوء إلى هناك. ويعتقد نشطاء أنها محتجزة لدى الحكومة القطرية، فيما قال معلقون إنها محتجزة في مصحة عقلية. وقال حساب:
واعتبر ناصر بن عبدالله الربيعة المالكي، الذي عرف نفسه بأنه مناضل سياسي منذ أكثر من 25 سنة، أن نوف “قد توفيت فعلا”. وغرد:
0Nasser1969@
ابتسامتها دليل براءتها وعشقها العيش بأمان وسلام وعفوية. اللهم ارحمها برحمتك الواسعة. #وين_نوف #نوف_المعاضيد ضحكوا عليها #وزارة_الخارجية_قطر.
وقارن مغردون بين حملة لإزالة صورة عارضة أزياء من محل ظن منتقدون أنها صورة لرجل يرتدي ملابس نسائية وبين السكوت المريب عن مصير نوف. وقال مغرد:
i_loraksa@
العارضة في الواقع امرأة، وقد تمت إزالة صورتها بعد الغضب من الشائعات التي تفيد بأنها رجل يرتدي ملابس نسائية خلال 48 ساعة، في حين أن الفتاة التي توسلت من أجل حياتها وسلامتها لا تزال مفقودة حتى الآن ولم يتم اتخاذ أي إجراء لطمأنة الجميع عليها! #وين_نوف.
ويعتقد معلقون أن القضية إذا لم تحل ستكون مصدر وجع في رأس النظام القطري، خاصة أن ذلك تزامن مع اقتراب احتضان قطر لكأس العالم، ولاسيما أن البعض بدأ يعدّ حملة لرفع صور نوف في مدرجات الملاعب. وغردت معلقة:
وتعد نوف ناشطة ضد نظام ولاية الذكور في قطر حيث تعتمد النساء على الرجال للحصول على إذن بالزواج والسفر إلى الخارج ومتابعة التعليم العالي والحصول على الرعاية الصحية.
ومن غير القانوني في قطر أن تسافر من تقل سنها عن 25 عاما إلى الخارج دون مرافق ذكر. لكن نوف استعملت في عام 2019 هاتف والدها واستخدمت تطبيقا حكوميا للحصول على تصريح الخروج قبل الفرار من منزلها والسفر جوّا باتجاه أوكرانيا ثم إلى بريطانيا.
وعاشت نوف في كارديف لكنها ألغت طلب اللجوء وعادت إلى قطر الشهر الماضي بعد أن أعطتها السلطات ضمانات بأنها ستكون بأمان.
◄ نواف المعاضيد عادت إلى قطر في شهر سبتمبر الماضي بشكل طوعي، متخلية عن طلب اللجوء الذي تقدمت به في بريطانيا، قبل أن تثار المخاوف بشأن مصيرها عقب انقطاع الاتصال معها
واستخدمت نوف المعاضيد حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي للتنديد بنظام الوصاية الذي يتطلب أن تحصل المرأة القطرية على موافقة الرجل في كل نشاط تقوم به.
وكان فيديو لها على موقع تيك توك يصف كيفية الحصول على اللجوء في بريطانيا قد حقق مئات الآلاف من المشاهدات. وقالت نوف إنها عادت إلى قطر “لأسباب عائلية”، دون أن تقدم تفاصيل إضافية.
وفي سبتمبر عادت نوف المعاضيد، الناقدة البارزة لوضع المرأة في بلدها المحافظ، إلى قطر قبل أن تذكر في سلسلة تغريدات تلقيها تهديدات. وحذرت من أن الأمر سينتهي بها “مدفونة في الصحراء”، كما كشفت عن “محاولة لتسميمها عبر الطعام”.
ونشرت المعاضيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي -بشكل منتظم- ما تواجهه من معاملة منذ عودتها إلى قطر، وقبل اختفائها منتصف الشهر الماضي تقريبًا غردت عبر حسابها في موقع تويتر قائلة إنها مازالت لا تشعر بالأمان. وأكدت أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وحده القادر على إيقاف الخطر على حياتها. ووجهت له طلبا في مناسبتين على تويتر. وغردت نوف:
noofalmaadeed@
الشيخ تميم الوحيد الي يقدر يوقف الخطر الي على حياتي بيديه (وحده الشيخ تميم يستطيع أن يوقف الخطر الذي يهدد حياتي).
وأضافت قبل توقفها عن التغريد بيوم:
وتوقفت نوف عن النشر على وسائل التواصل الاجتماعي منذ الثالث عشر من أكتوبر الماضي بعد كشفها عن تعرضها لتهديدات، كما أنها لا ترد على المكالمات الهاتفية.
ورفضت الحكومة القطرية التعليق على القضية، لكن مصدرا على دراية بالوضع قال إن السلطات القطرية تقدم المساعدة لنوف التي يتم الاعتناء بها في مكان آمن لم يتم الكشف عنه.
وذكرت أمل المالكي العميدة والأستاذة في جامعة حمد بن خليفة في الدوحة أن “مصدرا موثوقا أبلغها بأنها في أيد أمينة”. وكتبت المالكي على إنستغرام “أكدوا لي أنه يتم الاعتناء بنوف التي قررت تخصيص وقت للحصول على كل الدعم الذي تحتاجه”.